تابع المعجزة (7)
فقد عبر شعب إسرائيل بالفعل البحر وكان هذا أكبر رمز وإشارة للمعمودية في الكتاب المقدس بل وأول رمز قوي لممارسة طقس المعمودية .. وساروا على أرض لم ترى الشمس إلا لحظة العبور هذه ، وهذا بعد أن مارسوا الختان وأيضاً وبعد أن أكلوا من خروف الفصح وهو رمز طقس التناول .. لكن هل صار شعب إسرائيل بالفعل أحرار؟! أي هل لم يصيروا عبيداً بعد لأنهم خرجوا من تحت سلطان فرعون وعبروا في البحر الأحمر .. بالطبع الإجابة واضحة وضوح الشمس ولا يحتاج الأمر لأي تعليق!! فإن شعب إسرائيل استمروا في عبوديتهم بعد كل هذه الرموز التي تمموها كالختان وعبور البحر .. فربما كان عددهم ستة ملايين (600 ألف رجل = 600 ألف عائلة) ولكن لم يدخل أرض الموعد إلا اثنان فقط..!! فحتى هارون راعي الرعاة الذي صنع الرب على يديه أعظم وأعجب المعجزات في تاريخ البشرية ، ومع هذا صنع عجلاً بيديه وجعل كل الشعب يسجد أمامه مع أنه كان قد اختتن وتناول من خروف الفصح الذي كان يرمز أيضاً للتناول أي طقس التناول، وحتى موسى الذي قيل عنه لم يقم نبي أعظم منه وصار كليم لله وهو الذي استخدمه لتحرير الشعب لكنه لم يدخل أرض الموعد أيضاً مع أنه لم يكن عبداً وتحرر لكن القداسة والاقتراب إلى الله (أرض الموعد) درجات كثيرة.. وظل الشعب في عبودية مريرة رغم بعده عن فرعون مسافات وأميال وأزمنة وشهور وسنوات كثيرة ، ومع ذلك كانوا عبيد لبطونهم وذاتهم بل وزادت العبودية أكثر وظهرت بقوة أكثر عندما ابتعدوا عن الآلهة التي كانوا يعبدونها وهي الطعام والمال والراحة ومرورهم من البحر لم يغيّر في طبيعتهم ولم يقدسهم للآب ولم يجعل أي إنسان يعرف محبة الآب المعرفة الشخصية بل وزادوا عنفواناً وتمردوا وزادتهم عبوديتهم وشهوتهم أكثر فأكثر وهذا كله وهذا كله لأن ممارسة الختان ليس هو الحرية نفسها ولا الاصطباغ بصورة القداسة. وعبور البحر أيضاً كان يرمز لممارسة طقس المعمودية فقط مع أن الشعب فعلاً خرج من عبودية فرعون وترك أرض العبودية وابعدوا مسافات طويلة وسنوات عديدة (40 سنة) لكن كان كل هذا (في الظاهر فقط) لكن في الحقيقة هم ظلوا عبيداً .
والقديس بولس الرسول الذي اعتمد (أي مارس طقس المعمودية) وامتلئ أيضاً من روح الله وأنار للعالم كله ومع هذا يقول أن هناك "ناموساً آخر مازال في أعضائي ومازال يحارب ناموس ذهني ويسبيني لناموس الشر الكائن في أعضائي فويحي أنا الشقي مَن ينقذني من جسد هذا الموت ..!! (رو7: 23) فكيف يقول أعظم مبشِّر هذا الكلام بعد أن نال سرّ المعمودية ونما في معرفتي فترة طويلة؟!! فالذي يعتقد أن ممارسة طقس المعمودية تعود بالإنسان لصورة آدم، فأين هذا وأعظم مبشّر يقول أن جسدي جسد الموت؟!! أي هذا الجسد هو السبب في الموت الذي أنا فيه وهو الشر الحاضر عندي لأنه مازال خاضع للعبودية وهو الناموس الذي يحارب ناموس ذهنه أي أن العبودية مازالت موجودة ومسيطرة عليه أيضاً وهو تحت سياقها وحكمها وسلطانها ، فهي تتسلط عليه وتسبيه وتتحكم فيه حتى هذه اللحظة بل وتجعله لا يعلم ماذا يفعل ولا يفعل ما يريده بل ما يبغضه إياه يفعل. فكيف هذا بعد أن نما في علاقته بالآب..؟!! هذا لأن...
المعمودية .. أي الاصطباغ بصورة الله الآب هو في الحقيقة نهاية الطريق الكرب أي يصير الإنسان صورة لي بعد جهاد ، وهي صورة إنسان صار صورة لله وهذا معنى المعمودية وهي أن يصير أي إنسان بعد أن وُلِدَ عبداً لجسده وذاته وكان يحيا فيهما يصير عضواً في الله الآب فيصير صورة له ومثاله في كل شيء وهذا بعد أن يتحرر أولاً من عبوديته ويبطل جسد الخطية وهذا لمَن مات تماماً بشِبه موتي.. فقد قال القديس بولس أثناء فترة جهاده .. قال: "الإرادة حاضرة عندي وأنا بذهني أخدم ناموس الله" (رو7: 18و25) .. أي "أنا أشتاق وأرغب وأريد أن أعبد الله فقط ولا أصير عبداً لجسدي لكن مع هذا مازلت أخدم بجسدي ناموس الخطية !!" أي كان مازال عبداً ولم يتحرر بعد لأن المعمودية نهاية الطريق وليست أول الطريق. لأنه لو كانت المعمودية تعود بالإنسان لصورة آدم لما كان هناك داعي أن أُلزمكم أن تجاهدوا في الطريق الكرب والجهاد حتى الدم والجهاد القانوني ولما كان هناك داعي من أنني بعد أن اعتمدت وأَقرَّ الآب إني ابنه الحبيب الذي يُسِرَّه ونزل الروح القدس بهيئة جسمية عليَّ ولكن بعد ذلك ذهبت للبرية لأجاهد 40 يوماً في صيام وصلاة حارة .. فما هو الداعي لكل هذا العناء (كإنسان) ولكني كنت أريد أن أؤكد لكم أن الاصطباغ بصورتي يأتي في نهاية جهاد كامل حسب خطوات متتالية وليس بممارسة الطقس الذي هو إقرار الإنسان أن يموت معي عن العالم .. فإن لم يموت بالفعل سيكون مُتعدياً وسيصير ختانه غرلة. فبدون موت البذرة لا يعمل فيها الماء وهذا لأنه طالما البذرة لم تُدفَن فهي مثل إنسان رفض أن يصلب جسده وذاته أي مازال يطيعهما أي مازال يعبدهما إذاً هو لم يبدأ الطريق بعد الذي هو عبادة الله الآب الحقيقية فلا يقدر أن يعبد ويخدم سيدين في وقت واحد ومن هنا يتحقق الفهم كله أن دفن البذرة والدفن معي هو بداية المعمودية الحقيقية أي بداية الاصطباغ بصورتي الحقيقية وليس بممارسة طقس كان يرمز لصورة الآب التي كان يجب أن تكون وتصير فيكم لو جاهدتم بشِبه موتي .. فالطقس هو اعتماد إنسان من ناحيته..
فإن شعب بني إسرائيل كنت أريد تشجيعهم وحَثَّهُم وتقويتهم بشيء محسوس ومرئي وواضح أمامهم وهو انشقاق البحر الذي كان أول وأعظم وأعجب معجزة أظهرت فيها قدرتي السرمدية الخارقة لكي أُؤكد لهم إني بالفعل أريد عبورهم من أرض العبودية لأرض الراحة وكان هذا رمزاً مرئياً ليتأكدوا إني أريد تحريرهم كحياة روحية لكي يصيروا أحرار وجعلتهم يختتنوا وهذا كان رمزهم آخر لطقس المعمودية وهو إعلان الإنسان وقبوله لله بظهوره أمامه وعدم الاختفاء كما فعل آدم هكذا رتبت طقس المعمودية لكي أُؤكِّد لكم أني سأكون معكم وأني بالفعل أريد أن تتحرروا وهذا بشيء واضح ملموس أؤكد لكم إني سأنزل بروحي وسأمكث معكم كما نزل الروح القدس بشكل حمامة عليّ ولكن إن لم يبدأ الإنسان في الجهاد كما أريتكم أنا بنفسي عندما مكثت 40 يوم في البرية فبهذا لن تتبعوني ولن يبطل جسد الخطية والعبودية فلن تتحرروا إذاً كما حدث لبني إسرائيل ، فلا تنسوا أنه ما أضيق الباب وأكرب الطريق المؤدي إلى الحياة فالختان و المعمودية لا تنفع شيئاً لمَن هو متعدي أي لا يعيش الإنجيل فسيصير ختانه ومعموديته غرلة ، فأنا لم أكن أشرح شروط الختان في العهد الجديد لكنني كنت أتكلم عن الطقوس وأي ترتيب وأُؤكِّد أنه رمز لشيء يجب أن يُعَاش ، وإن لم يعيش الإنسان الشيء المرموز إليه فسيكون الطقس كالختان لا ينفع. بل ومَن لم يمارس الطقس وهو الرمز لكنه عاش "ما يرمز إليه هذا الطقس" أي عاش حياة الموت معي فستُحسَب غرلته ختاناً أي سيكون قد اعتمد أي اصطبغ بالفعل بصورتي كما أخبرتكم أنا: إن كان الأغرل يحفظ الناموس أ فلا تُحسَب غرلته ختاناً ، وسوف يدين هذا الإنسان الأغرل (أي مَن لم يمارس الطقس) كل مَن مارس الطقس ولم يعيش الحياة المرموز إليها. هكذا مكتوب "وتكون الغرلة التي من الطبيعة وهي تكمِّل الناموس تدينك أنت الذي في الكتاب والختان تتعدَّى الناموس" (رومية2 : 27) .
فلا تنسوا أن كل ما فعلته لشعب بني إسرائيل لم يُجدِي لأن الطقس (أي الرمز) لم ولن يغيِّر الإنسان لأن الأمر كله مرهوناً ومشروطاً أولاً على إرادة الإنسان ثم على جهاده ليُظهِر صدق إرادته.
لأنه بأي فضل يَهِبْ الآب التغيير .. والتنقية .. والحرية هكذا .. بدون الجهاد الكامل الذي أخبرتكم به والذي جاهدته أنا بنفسي ؟!!! فإني أخطو لكم الخطوة التي لا يمكن ولا يستطيع أي إنسان بشري أن يخطوها وهو الموت الفعلي عن كل خطية ورفع العقوبة الأبدية ، وهذا ما كان الكتاب يقصده "بالنعمة أنتم مُخَلَّصُون ليس بالأعمال" (أف2: 8و9) ولكن هذا لمَن يموت بشِبه موتي وليس لمَن يمارس طقس التناول وهو يعتقد أنه تحرر ورُفِعَت خطاياه أيضاً..!!!
فماذا تريدون أكثر من هذا أن أحمالكم أحملها أنا وأحزانكم وأوجاعكم أتحملها وأرفع العقوبة الأبدية وأموت موت فعلي عن كل خطية.. فأقل القليل الذي أطلبه منكم أن تتوقفوا عن عبادة أي شيء آخر وبهذا تُظهِرون صدق إرادتكم أنكم تريدون أن تعبدوني.
فأنا لم أقل لكم إن ممارسة الطقس هو الطريق للحياة.. ولا حتى الإيمان بموتي على الصليب هو الطريق للحياة..!! فالإيمان بدون أعمال سيكون كأنه إنسان ميت (يع2: 20و26) ، لأنه يمكن لإنسان أن يؤمن وهذا بداية الطريق لكنه لم يُصلَب ويموت معي أي لم يعيش الإنجيل أي لم يُكمّل الناموس ، فسيُحسَب حينئذٍ ختانه غرلة أيضاً (رو2: 26) . بل أخبرتكم أنه ما أضيق الباب وما أكرب الطريق المؤدي إلى الحياة بل وقليلون هم الذين وجدونه ، فالصلب والموت بشِبه موتي فقط هو بداية الطريق للعبادة الحقيقية التي ستؤدي للحياة.. فكيف إذاً بعد ذلك تعتقدون أن كل مَن مارس طقس المعمودية أو التناول سيدخل الملكوت وهو لم يكن قد دفن البذرة أي توقف عن عبادة جسده وذاته أي مازال يعبد إله آخر..؟!! فاستيقظوا يا أولادي واسلكوا كما سلكت أنا ، فأنا هو الباب الوحيد للنجاة والطريق الوحيد للخلاص ولا يوجد طريق آخر أو أساس آخر غير الحياة التي عشتها أنا (1كو3: 11) لأني لمَن كنت أصوم وأصلي؟ ولماذا؟!! أليس سوى لأعلّمكم الطريق للحرية من العبودية التي وُلِدتُم فيها...؟!!
فسيروا في النور الذي يقول "ليس الختان شيئاً ولا الغرلة (1كو7: 19) بل المهم الخليقة الجديدة التي تُظهِر ثمار الروح ، فلينظر كل واحد لنفسه في المرآة (2كو3: 18) ليرى نفسه أيّ ثمار يُثمِرَها وأيّ نمو ملحوظ يراه. وليسأل كل إنسان نفسه قبل فوات الأوان: هل صار صورة لي وينفّذ كل وصاياي ويستطيع أن يصلي كل حين ويعيش كما في السماء ويقدر أن يبيع كل ماله ويترك بيته وأبوه وأمه وامرأته ويُبغِض حتى نفسه؟!! أليس هذا هو الكلام الذي في الإنجيل الذي تؤمنون به والذي سوف يُدِينكم في اليوم الأخير؟!! فهو المرآة الذي بدونه لن تعرفوا نفوسكم لأنه هو النور الذي يؤدي للحياة الحقيقية لكل مَن سار فيه وبدونه ستظلون في الظلام والذي يسير في الظلام لا يعلم إلى أين يمضي (1يو2: 11) ، فسيروا في النور لتصيروا أبناء النور لأنه مكتوب عني "فيه كانت الحياة والحياة كانت نور للناس.. والنور يضيء في الظلمة" (يو1: 4).
فإن غاية الهدف هو أن تمتلئوا مني لتصيروا صورة لي وحتى تصيروا أعضاء فيّ وبهذا تَصِلوُن للهدف الذي خلقتكم من أجله وهو أن تتمتعوا بي كل المتعة والامتلاء بي سيكون بالاتصال الدائم بي وهذا هو الصلاة وهي الصلة التي تتم بينكم وبيني ، وهذه الوسيلة لا تتم ولا تتحقق إلا بالتوقف عن طاعة أي شيء آخر.. وكل الطقوس كان كل هدفها مساعدتكم في إتمام هذه الوسيلة وهي أن تتم صلة حقيقية بينكم وبيني لتمتلئوا مني كل الملء. فالصلاة هي الوسيلة الوحيدة التي تجعلكم تصلوا لهذا الهدف وهي التي أيضاً لابد أن تتم بشروط مثل اتصال البذرة بمصدر حياتها لابد أن تتم بشروط وهي دفنها وبهذا يبدأ ماء الحياة يعمل فيها أي حتى الطقوس سواء القداسات و المعمودية ليست هي الوسيلة بل هي وسيلة مساعدة تضمن إتمام وتحقيق الوسيلة الحقيقية أي مساعدتكم لإتمام صلة حقيقية. فالمهم في الأمر أن تتمموا شروط الاتصال لـتَتِم صلة حقيقية ، فأنا الذي رتبت كل شيء لمساعدتكم على أن تتصلوا بي ، و إذا استطاع الإنسان أن يتصِل بي بمفرده بدون ممارسة الطقس مثل كل الذين تاهوا في البراري والقفار فهو بذلك تمم الشرط وحقق الوسيلة كما أخبرتكم "مَتى صَلَّيت ادخل مخدعك وأغلق بابك وصلي لأبيك الذي في الخفاء" (مت6:6) كما كنت أنا أعتزل في البراري وأصلّي ولم أصلي مع تلاميذي بل كنت ألزمهم بأن يعبروا وأنا أنفرد وحدي لأعلِّمكم الطريق الحقيقي الذي يضمن الوصول للآب والامتلاء منه كل الامتلاء ، وبعد ذلك أخبرتكم "إذا اجتمع اثنين أو ثلاثة باسمي سأكون في وسطهم" (مت18: 20) فهذا الطقس والنظام مساعد للوسيلة وليس أساسي ، فالأساس هو صلتكم الشخصية معي بجهادكم في الصلاة معي بمفردكم في الخفاء وأي ترتيب آخر يساعد هذا الأساس ، وبدون وجود أساس (أي علاقة شخصية كالجذر الذي يخرج بعد دفن البذرة) لن يفيد سماد أو ماء الحياة نفسه الذي هو الجسد والدم.
.. فلا تتحزبوا على الوسيلة المساعدة ويقول أحدكم أنه في الحق طالما هو يمارس ترتيب بشكل معين قد وُلِدَ ووجد نفسه يمارسه .. فلو استمر الإنسان هكذا ستحِلّ الوسيلة محل الهدف وسيتكرر ما فعله الفريسيون أنهم كانوا يعبدون السبت وكانوا يطلبون أن يرجمونني من شدة عبوديتهم الحرفية التي صارت بلا عقل والتي لن تحقق أي هدف ، فلهذا أخبرتهم أن "السبت إنما جُعِلَ لأجل الإنسان وليس الإنسان خُلِقَ لأجل للسبت" (مر2: 27) أي أنني رتبت أن يكون هناك نظام في السبت وهو أن لا يعمل الإنسان أي عمل فيه – ليس حتى عندما يتمم الإنسان هذا الأمر ويطيعه يعتقد أنه لمجرد عدم فعل أي عمل أنه بذلك يعبدني وفي صلة بينه وبيني – ولكنني رتبت هذا الطقس حتى يتذكرني الإنسان وسط مشغولياته ويستطيع أن يجد الوقت الذي فيه يستطيع أن يتمم ويحقق الوسيلة التي تصل به للهدف وهو اتصاله بي ، فكما وضعت السبت للإنسان ليساعد الإنسان [وليس خلقت الإنسان ليعبد السبت] هكذا رتبت كل نظام وطقس ليساعد الإنسان في أن يحقق الوسيلة ويتممها بل ويضمن تحقيقها وليس لكي تمارسوا وتعبدوا طقس وتعتقدوا أنكم بذلك تطيعونني أي تعبدونني .. فإطاعتكم لمجرد الطاعة في تنفيذ الطقس فحسب ليست هي الطاعة أي ليست العبادة الحقيقية كما إنه إن لم يفعل أي إنسان أي عمل في السبت لا يجب أن يتوهَّم أنه يعبدني..!! فهناك وصية للطاعة وعندما تطيعونها أنتم بالفعل تمارسون وتحققوا الوسيلة التي تصل بكم للهدف مثل وصية صلوا كل حين أو تحب الرب إلهك من كل قلبك. فهذه الوصايا هي وصايا مباشرة أي مَن يطيعها وينفّذها بالحرف الواحد سيكون بالفعل قد أطاعني.. أما عدم عمل أي شيء في السبت لم أكن أقصد به أن لا تعمل أي شيء في السبت هكذا حرفياً بل كنت أريدكم أن تدركوا أن هناك مغزى لهذا الأمر ، فهو ليس وصية بل أمر لأجعلكم تدركون انه هناك هدف من وراءه عندما تنفذوه وهو أن تتوقفوا عن مشغولياتكم لعلكم تفكرون فيَّ وتبتدئون تصلوا وبهذا سيكون هذا الأمر أوقفكم لتبدءوا أن تطيعوني وينبِّهكم عن شيء لم أكن أستطيع أن أوصيكم به إلا بعد تنفيذ هذا الأمر أولاً وهو عدم فعل أي شيء في يوم محدد كالسبت. أما أي ترتيب أو طقس مثل عدم فعل أي شيء في السبت أو مثل الوصية التي أوصيت بها أدم وهي عدم الأكل من الثمرة ، فهذه الوصية ليست وسيلة في حد ذاتها بل هي وسيلة مساعدة للوسيلة لضمان تحقيق الوسيلة فإن آدم رفض عبادتي أو الالتفات إليَّ .. اضطررت أن أوصيه وصية ليس حتى عندما يحققها يعتقد أنه صار عبداً لي وفي صلة حقيقية بيني وبينه بل لكي أوقظه على أنه لا يعبدني وأردت أن يبدأ في طاعتي ويستيقظ على أني أنا الإله الذي يجب طاعتي وعبادتي وبهذا أكون قد ساعدته في بداية الطريق الحقيقي الذي هو الوسيلة التي تصل به إليَّ ، هكذا السبت أيضاً وأي طقس كالقداس كل هدفه أن يضمن أن تظلوا ساعات أمامي لضمان الاتصال بي وأساعدكم على التعوُّد على الصلة الحقيقية بي ، وبهذا يتحقق إتمام الوسيلة وهي الصلاة الحقيقية.
فليتكم تفهموا أن أيّ ترتيب هو وسيلة مساعدة لضمان تتميم وتحقيق الوسيلة الحقيقية وهي الصلاة التي تصل بكم للهدف ، هكذا المعمودية والقداسات كالسبت والختان وخروف الفصح وعبور البحر، فكل هذه الترتيبات والطقوس بواسطتها أُؤكد للإنسان إني معه وأُلازمه حتى يتحفَّز ويُحَثّ أن يصلي ويجاهد في إتمام شروط الصلاة وهي الموت عن العالم والتوقف عن عبادة أي شيء . فبالامتلاء مني بالصلاة الدائمة فقط وهي الصلة الحقيقية التي تتم بينكم وبيني تصلوا للهدف . فليتكم تتذكروا النور الذي لابد أن تسيروا وراءه والذي يقول "لذلك ونحن تاركون كلام بداءة المسيح لنتقدم إلى الكمال غير واضعين أيضاً أساس التوبة من الأعمال الميتة والإيمان بالله ، تعليم المعموديات ووضع الأيادي قيامة الأموات والدينونة الأبدية. وهذا سنفعله إن أَذَنَ الله" (عب6: 1) فالختان ينفع فقط في حالة مَن يعيش الإنجيل ويحفظ الناموس.
فليتكم تتمثلوا بي يا أبنائي وتسلكوا كما سلكت أنا وتطلبوا مني أن تصيروا فيَّ بكل أمانة وبكل إصرار وأنا سوف أفتح ذهنكم على الحقيقة وعلى الطريق وأُضِيء عليكم بنوري كما بدأت كلامي في أول كتابي "ليكن نور" (تك1) وأنا واقف أتضرّع على باب قلب كل إنسان .. فمَن فتح لكي يدخل النور فسيدخل النور حياته وعقله وسيصير الجميع متعلمين مني.
فكما في أي طقس أجعل هناك أشياء ملموسة مرئية تذكر الإنسان تؤكد للإنسان إني أنا معه وأعمل بواسطته لكي أضمن له إني سأحمله على أجنحة النسور كما فعلت لبني إسرائيل عندما شققت البحر لهم هكذا في المعمودية أشق السموات وأنزل بروحي كما حدث لي ونزل الروح بهيئة جسمية كالحمام لكي أُؤكد لكم إني أنا معكم وسأظل أحملكم على أجنحة النسور ولكن ليس بعملي هكذا ستتحررون من عبوديتكم في لحظة واحدة ، أم تعتقدون أنكم صرتم صورتي ومثالي؟!! كما لم يتحرر بني إسرائيل من عبوديتهم بعد الختان وبعد عبورهم البحر وبعد تناولهم خروف الفصح ولكن كان الطقس رمز من ناحيتي كان إثبات عملي مني أنا سوف أكون معكم ولن أترككم وسأعمل بروحي فيكم كما وعدت في البشارة على لسان عبدي بولس عندما قال "وإله كل نعمة الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع بعدما تألمتم يسيراً هو يكمِّلكم ويثبِّتكم ويقوِّيكم ويمكِّنكم" (1بط5: 10). فالمعمودية الحقيقية كحياة هي الاصطباغ بصورتي أما طقس المعمودية فهو لا يجعل مَن يمارسه حراً ولا صورة لي ومثالي ولا قديساً كاملاً ممتلئاً إلى كل ملء الله ، فهذا يصير لمَن جاهدوا طوال الطريق الكرب والدليل واضح فيكم وفي كل من يمارس المعمودية والتناول. فاسألوا أنفسكم : هل بالفعل صرتُم صورتي؟! لكن الطقس هو بداية الطريق الذي يساعدكم للوصول لهذا الهدف وليس هو نهاية الطريق ، وهو تأكيد مني أني أوهبكم روحي وأن روحي ستظل تعمل معكم وفيكم وهذا لو جاهد كل إنسان الجهاد الكامل وصلب ومات بشِبه موتي على الدوام أي مات كل النهار وقَبِلَ أن يصير ذبيحة حية دائمة .. فالختان ينفع لمَن يعمل بالناموس ومَن لا يعيش الإنجيل صار ختانه غرلة (رو2: 25). وأي إنسان أغرل يحفظ الإنجيل ويعيشه سوف تُحسَب غرلته ختاناً كالشهداء الذين لم يمارسوا أي طقس وحُسِبَتْ لهم إنهم اعتمدوا لأنهم بالفعل اعتمدوا كحياة أي ماتوا بالفعل معي "فاليهودي في الظاهر ليس يهودي" (رو2: 28) وأي إنسان مارس أي طقس هكذا كالذي حفظ السبت ليس هو عبدي لأن ختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان الحقيقي (رو2: 29) أي هو الذي صار صورة لي واصطبغ بصورتي ، فما هو فضل اليهودي وما هو كل نفع الختان إذاً في كل الأوجه الكثيرة؟! أي ما هو فضل الذي ولد يمارس طقس بترتيب معين كما كان اليهود قديماً عندما كانوا يحفظون السبت أي لا يعملون أي شيء في هذا اليوم ولم يفهموا لماذا ألزمتهم بممارسة هذا الترتيب وهو الشيء المرموز إليه. فليس الختان شيئاً ولا حتى الغرلة (1كو7: 19) .. أي الذي يظل هكذا بدون ممارسة أي طقس بل المهم الخليقة الجديدة أي مَن يسلك كما سلكت أنا ومات بشِبه موتي .. ومن هنا يتحقق الفهم كله .. ومَن له أذنان للسمع فليسمع.
تم تحديث الصفحة في 6/6/2008
الصفحة رقم (1) |
(2) |
(3) |
(4) |
(5) |
(6)
| (7)
الصفحة الرئيسية | المعجزة | رسالة هامة | رسالة الدينونة | أسئلة هامة | قاعة الصور | ألبوم الصور | مشاهدة المقدمة فلاش |
إنزال محتويات الموقع | مساعدة في عرض الصور والموسيقى بالفلاش | عظة روحية