تابع المعجزة (6)
وهناك شيئاً هاماً جداً غاية في الأهمية قد أخبرتكم به في الكتاب عندما قلت أن "الختان ينفع إن عَملت بالناموس"(رو2: 25) وبالطبع لا يمكن أن أخبركم في العهد الجديد بشروط الختان لأنه لا يوجد ختان في العهد الجديد بل كنت أتكلم عن الطقوس وكل الممارسات التي لا تُجدي إن لم يعيش الإنسان الإنجيل لأن كل الطقوس كالسماد القوي الفعال وجسدي كماء الحياة الواهب الحياة ولكن لا ينفع هذا وذاك في أرض لا توجد بها بذرة مائتة . وهكذا فالعماد والتناول لا ينفع مَن لا يعيش الإنجيل لأني في المعمودية وضعت رصيد روحي لكل إنسان ومَن لا يستغل هذا الرصيد بعد ذلك في جهاده في الطريق الكرب فهذا الرصيد سيُدِينه جداً لأن الهدف هو الوصول لصورتي والوسيلة لتحقيق هذا الهدف هو الجهاد القانوني وهو الموت بشِبه موتي وكل الطقوس وجسدي هو شيء مكمل يساعد في الوسيلة وليس أيضاً هو الوسيلة أي يساعدكم ويقوِّيكم في الجهاد الذي هو الوسيلة فمَن لا يتمم الوسيلة ويبدأ يعيشها وهو الجهاد كدفن البذرة لا تفيدها السماد ولا حتى الماء والدليل أن كثيرون يتناولون كل يوم وهم معتمدون ولكن لم يصيروا صورة لي وهذا أكبر دليل أنهم لم يتمموا شروط الإنبات أي لم يجاهدوا في الطريق الكرب وإلا لتحولوا مثلما موسى الأسود الذي عملت معه بنعمة قوية كالفأس الذي نزل على أصل الشجرة لأنه صلب جسده وأماته وأفنى إنسانه الخارجي فعمل فيه الماء الحيّ فكان يجب أن تستيقظوا وهذا لأنكم لا تنظروا للمرآة دائماً وهو جهادي وحياتي وسير القديسين التي هي الطريق الوحيد للوصول إلى الهدف فمكتوب "ونحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغيّر إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح" فالختان ينفع إن عملت بالناموس وهكذا العماد والتناول ينفع إن جاهدت في الطريق الكرب أي عشت الإنجيل ولكن إن كنت مُتعدياً للناموس صار ختانك غرلة أي إن لم تعيش الإنجيل أي تموت وتُصلَب معي كل حين كأنك غير معتمد أي مثل أي إنسان غير مسيحي بل ستُدَان أكثر بكثير جداً لأنه وُضِعَ لك رصيد روحي كبير وأنت لم تستعمله . فالعماد هو إقرار من الإنسان أن يموت معي ويُدفَن معي وليس هو امتلاء مني لهذا أمرتكم كثيراً أن تدخلوا من الباب الضيق وتجتهدوا في الجهاد في الطريق الكرب فالعماد والإيمان هو بداية الطريق لمَن لم يولد مسيحياً. "لأنه إن كان الأغرل يحفظ أعمال الناموس أفما تُحسَب غرلته ختاناً" (رو2: 26) أي إنسان مثل كل الشهداء الذين سفكوا دمهم وآمنوا بي ولم يمارسوا طقس المعمودية فهم الذين قلت عنهم "الأغرل يحفظ أحكام الناموس" (رو2: 26) فحُسبَت له غرلته ختاناً أي كأنه اعتمد لأنه بالفعل عاش العماد والتناول لأنه مات معي وشبع بي وليس بممارسة طقس التناول بل كحياة وهؤلاء هم الذين سيُدِينون كل مَن مارسوا كل الطقوس ولم يعيشوا الإنجيل لأنهم لم يجاهدوا في الطريق الكرب ويموتوا معي كل حين لهذا مكتوب "وتكون الغرلة التي من الطبيعة وهي تكمِّل الناموس تُدِينَك أنت الذي في الكتاب والختان تتعدى الناموس" (رو2: 27) فالختان ينفع لمَن يعمل بالناموس فقط .. فالمسيحي المعتمد والذي يتناول كل يوم ولم يعيش الإنجيل هو مثل إنسان يملك أرضاً وُهِبَت له لتصير جنة حقيقية فبدأ يسكب السماد الموهوب له أيضاً وبدأ يرويها بالماء الحيّ الموهوب له أيضاً ورفض أن يدفن البذار فسيصير بهذا أحمقاً ويخسر كل شيء كالشاب الغني الذي لم يفعل خطية ولكن لم يهتم بالطريق فقلت له "يا غبيّ ماذا تفعل؟" (لو12: 20) فكثيرون مسيحيون ولكن لا يطيعونني ولا يسلكون كما سلكت أنا لهذا هم غير مسيحيون في الحقيقة كما هو مكتوب "لأن اليهودي في الظاهر ليس هو يهودياً ولا الختان الذي في الظاهر في اللحم ختاناً بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان الذي مدحه ليس من الناس بل من الله إذن فما هو فضل اليهودي وما هو نفع الختان" أي ما فضل المسيحي المولود في النعمة وموهوب له رصيد روحي عالي ووقع على إقرار أنه سيموت معي وسيُصلَب معي وسيسلك كما سلكت ومع هذا لم يكون صادقاً ورفض أن ينفذ هذا الإقرار فهو كاليهودي في الظاهر الذي اختتن في اللحم فقط فإن إبراهيم آمن بي فحُسِبَ له براً وقد أخبرتكم في الكتاب "فكيف حُسِبَ ؟! أ وهو في الختان أم في الغرلة؟! ليس في الختان بل في الغرلة. ولكن أخذ إبراهيم علامة الختان ختماً لبر الإيمان الذي كان في الغرلة ليكون أباً لجميع الذين يؤمنون وهم في الغرلة كي يُحسَب لهم أيضا البر" (رو4) وبالطبع فأنا لا أتكلم عن شروط الختان في عهد النعمة لكن أتكلم عن الطقوس عموماً لعلكم تفهمون أي أن إبراهيم صار في البر قبل أن يمارس طقساً ولكن أخبرته أن يمارس طقس الختان وهو علامة الختان ليكون ختماً لبر الإيمان والختم هو نهاية الموضوع والكلام لأنه بعد الختام لا يوجد كلام أي مثل الوثيقة التي تم توثقيها حتى يؤكد صاحبها أنه موافق على تنفيذها كالذي يريد أن يصير مسيحياً يأتي في الكنيسة ويُعلِن أنه يريد أن يموت مع المسيح فيُعلِن أمام الله وأمام الكنيسة إيمانه هذا وإصراره هذا ورغبته القوية في أن يسير الطريق الكرب حينئذٍ أنزل أنا بروحي في الماء والزيت وأؤيده أنني سأعمل معه بقوة روحي الذي سأوهبه له إذاً طالما هو أراد أن يحقق هذا الهدف . إذن لب القضية إرادة الإنسان ورغبته القوية وإصراره وسعيه للوصول لي وقبوله أي شيء وهذا هو موت البذرة حينئذٍ أبدأ أنا بالسماد وهو الروح التي وهبتها له وبالماء الحي وهو جسدي ودمي فآمن إبراهيم بالله وحسب له إيمانه براً وهو لم يمارس طقس واستشهد كثيرون على اسمي بدون ممارسة الطقس كالأغرل الذي حفظ أحكام الناموس فحسبت غرلته ختاناً فصار إبراهيم أباً للختان للذين ليسوا من الختان فقط بل أيضا يسلكون في خطوات إيمان أبينا إبراهيم الذي كان وهو في الغرلة فالختان لا ينفع شيئاً ولا الغرلة تنفع شيئاً بل الخليقة الجديدة (غل6: 15). كما قد أخبرتكم فانظروا إلى شاول الطرسوسي الذي انفتحت بصيرته وعرف المرض الذي وُلِدَ فيه فأدرك كيف يتم العلاج وكيف تمم الوسيلة للوصول للهدف عندما قال "وأما من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صُلِبَ العالم لي وأنا للعالم لأنه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئا ولا الغرلة بل الخليقة الجديدة ، فكل الذين يسلكون بحسب هذا القانون عليهم سلام ورحمة وعلى إسرائيل الله"(غل6: 17) "فاصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم يجول كأسد زائر يلتمس مَن يبتلعه فقاوموه راسخين في الإيمان" (1بط5: 8).
أخيراً يا ابني ويا أحشاء ورأفة قلبي ما قلته للجميع أقوله لك ولكم مرة أخرى "انتصبوا وارفعوا رؤوسكم لان نجاتكم تقترب . وانظروا إلى شجرة التين وكل الأشجار. متى أفرخت تنظرون وتعلمون من أنفسكم أن الصيف قد قرب. هكذا أنتم أيضاً متى رأيتم هذه الأشياء صائرة فاعلموا أن ملكوت الله قريب جداً وعلى الأبواب. فالسماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول. فاحترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خَمْر وسكر وهموم هذه الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة. لأنه كالفخ يأتي على جميع الجالسين على وجه كل الأرض.
"فاسهروا إذاً وتضرعوا في كل حين لكي تُحسَبوا أهلاً للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون وتقفوا قدام ابن الإنسان"(لو21) لأنه مكتوب "مخيف هو الوقوع في يدي الله الحيّ فلي النقمة أنا أجازي يقول الرب" (عب10: 31، رو12: 19).
وهناك شيئاً غاية في الأهمية يغفله الكثيرون أن أي طقس أو أي ترتيب في أي كنيسة في أي عقيدة هو وسيلة مساعدة للوسيلة التي تصل للهدف ، أي لكي تصلوا للهدف وهو أن تصيروا أعضائي فإن الوسيلة الوحيدة هي دفن البذرة واستمرارها ميتة أي التوقف عن طاعة الجسد والذات والعالم بالتغصُّب الكامل مع التغصُّب على الصلاة كل حين فهذه هي الوسيلة الوحيدة للوصول إليَّ أما الطقوس فهي ليست الوسيلة بل هي كالسماد الذي يساعد ويُقوّي الوسيلة أي هي وسيلة مساعدة للذي يجاهد الجهاد القانوني الذي هو وحده الوسيلة الوحيدة للهدف. فبدون موت البذرة لا يساعدها كل سماد العالم ولا حتى الماء الحيّ الواهب الحياة مثل الجسد والدم الذي لا يفيد مَن لا يُصلَب معي ويموت معي. إذاً لا يهم الطريقة التي تساعدكم بل المهم الذي يسير في الطريق الكرب ، فالأمر الهام جداً هو أن تصلوا للهدف سواء بممارسة طقوس أو بدون ممارسة أي ترتيب أو أن تدخلوا المخدع وتغلقوا الأبواب وتعتزلوا كما فعلت أنا وأعطيتكم المثال العملي وكما فعل كثيرون من القديسين الذين كُتِبَ عنهم أنهم كانوا تائهين في البراري والقفار وشقوق معتازين ومكروبين ولم يمارسوا أي طقس أو ترتيب في جهادهم في الطريق ولكنهم وصلوا للهدف بكل قوة .
فهناك طريق واحد للوصول للهدف وهو دفن البذرة وسقيها الدائم بالماء أي بالجهاد بشِبه موتي وهو التوقف عن طاعة أي شيء والصلاة الدائمة ، فلا يهم الطريقة التي تستخدمونها في الطريق الكرب الذي يصل بكم إليَّ المهم أن تسيروا في الطريق لأنه هو الوسيلة الوحيدة للوصول للهدف ، والأهم أن تصلوا للهدف في النهاية.
فكل إنسان عليه أن يطلب مني أن أرشده على الطريقة المناسبة التي تساعده في الطريق فلا تضيعوا الوقت والعمر لأن الوقت مقصِّر جداً وهيئة هذا العالم ستزول وعلى كل إنسان أن يسأل ويصرخ كل حين أن يرى نفسه وأين هو من الطريق ومن وجوده فيَّ أنا وهل هو بدأ في الطريق أم لم يبدأ بعد ، وهذا عندما يطلب بصدق أن تُوضَع المرآة أمامه ليرى صورته كما هو مكتوب "ونحن ناظرين إلى مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة لنتغير إلى تلك الصورة عينها" (2كو3: 18).
ولا يَحتَدّ ولا يتحزّب كل إنسان على أخيه وكل طائفة وجماعة على الأخرى باعتقادهم أنهم هم الذين في الإيمان المستقيم والعقيدة الصحيحة ، فقد أخبرتكم أنه "حيث الغيرة والتحزُّب هناك التشويش وكل أمر رديء لأنه ما فضل اليهودي أو اليوناني فليس الختان شيئاً ولا حتى الغرلة وأيضاً ما هو نفع الختان في كل الأوجه الكثيرة (رو3: 1) ألم تقرؤوا المكتوب " ونحن تاركون كلام بداءة المسيح لنتقدم إلى الكمال غير واضعين أيضاً أساس التوبة من الأعمال الميتة والإيمان بالله المعموديات ووضع الأيادي قيامة الأموات والدينونة الأبدية. وهذا سنفعله إن أذن الله" (عب6: 1) وَلَكِنَّنَا نَشْتَهِي أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يُظْهِرُ هَذَا الاِجْتِهَادَ عَيْنَهُ لِيَقِينِ الرَّجَاءِ إِلَى النِّهَايَةِ ، لِكَيْ لاَ تَكُونُوا مُتَبَاطِئِينَ بَلْ مُتَمَثِّلِينَ بِالَّذِينَ بِالإِيمَانِ وَالأَنَاةِ يَرِثُونَ الْمَوَاعِيدَ" و أيضاً مكتوب عني "الذي في أيام جسده إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسُمِعَ له من أجل تقواه مَعَ كَوْنِهِ ابْناً تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ ، وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ" (رو5: 7) فإنه بعد ممارستي للمعمودية أمام يوحنا المعمدان ذهبت لأنفذ ما قد أقررت به أمام الكنيسة وجماعة المؤمنين فذهبت لأجاهد في الطريق الكرب بالفعل لأعلمكم الموت والدفن عملياً فظللت أربعين يوماً في البرية صالباً جسدي صلب كامل وكنت بنفس الطبيعة البشرية اللحمية الترابية التي لديكم بكل أمانة.
فما قد كتب أكبر برهان أن الأمر يحتاج جهاد ومعتمد على الجهاد أما المعموديات ووضع الأيدي فهذه بداية كالسماد الذي يقوي الأرض في بداية الزراعة ولكن بدون الطريق الكرب لن يصل أحد.وأيضاً مكتوب "فَلْنَخَفْ، أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ! َلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هَذِهِ عَيْنِهَا. لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً.. وعَوْناً فِي حِينِهِ". (عبرانيين4 ، 5).
فهذا الجهاد هو السعي الذي يَلِي الإرادة والذي أخبرتكم عنه في بداية إصحاح 12 في أول عدد عندما قلت "لِذَلِكَ نَحْنُ أَيْضاً إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هَذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْلٍ وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ ، فَتَفَكَّرُوا فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هَذِهِ لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ" (عب12) أمَّا هذا الجهاد المذكور في عدد4 هو الجهاد في الطريق الكرب استجابةً لنعمة الله العاملة الذي قال الكتاب عنه "(4) لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ ، (5) وَقَدْ نَسِيتُمُ الْوَعْظَ الَّذِي يُخَاطِبُكُمْ كَبَنِينَ: «يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ ، (6) لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ». (7) إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ (8) وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ [أي ليس أبناء شرعيين بل لُقَطَاء]"
أي ليس المهم مَن يمارس الطقس ولا الذي لا يمارس الطقس هو أيضاً الذي يسير في الحق ، بل المهم الذي يسير في الطريق ويصل للهدف. فلا يهم بأي طريقة جاهد في الطريق الكرب أو حتى بدون أي طريقة معينة المهم أن تصل للهدف. فكيف لإنسان يعتقد طالما أنه يمارس ترتيب معين أي وسيلة معينة يعتقد أنه يسير في الطريق الصحيح وفي الحق؟! فالذي في الحق هو الذي يصل للهدف الحقيقي وليس أنه يمارس وسيلة وطريقة معينة ، فالحق ليس هو الوسيلة ولكن الوصول للحق وهو الحق وهو الهدف. فلا يأتي إنسان وُلِدَ كاثوليكياً أو أرثوذكسياً ويقول أنا في الحق طالما هو يمارس طقس معين..!!! أولاً.. فأي فضل له؟ وهل هو اعتنق هذه العقيدة ؟ أم إني أنا الذي ولدته فيها؟! ثانياً... الحق هو الوصول للحق وليس ممارسة الوسيلة تجعله يتوهَّم أن هذا هو الحق أو هذا هو الطريق الحقيقي .. فإن عبودية الذات تجعل الإنسان يعتقد أن كل ما يعمله هو الأفضل.. فالحق هو أن يجاهد كل إنسان بشِبه موتي وفي النهاية يصل للهدف.. وليس أن يتوهَّم أنه كل ما يتعلّق به هو الأفضل والحق وأي شيء آخر خطأ أي أن أي إنسان لا يمارس نفس الطقس والترتيب الذي يمارسه فهو ليس في الحق .. فأين هي عقولكم .. المهم الذي يصل للهدف.
فكيف لإنسان يتوهم أنه في الإيمان المستقيم الحقيقي وهو لم يصير صورة لي ومثالي حتى الآن؟!!! فأين هي عقولكم؟! فهل يَحتَدّ إنسان ويتحزّب على آخر لأنه وُلِدَ في عقيدة وطائفة معينة؟ فهل هو الذي اعتنق هذه الطريقة والعقيدة؟ فقد أخبرتكم في البشارة أن الذي يأكل لا يزدري بمَن لا يأكل والذي لا يأكل ويصوم لا يدين مَن يأكل فهو لمولاه (رو14: 3) المهم الذي صار خليقة جديدة والفيصل في الأمر هو ثمار الروح. فأي إنسان بدلاً من أن يَحتَدّ ويحاور ويحاول إثبات فضائله وأن هو الذي في الإيمان المستقيم كان بدلاً من ذلك يقف أمام المرآة ليرى هل هو يطيعني أم لا. فهل هو صار صورة لي وصار على مثالي وصار مشابهاً لي عندما كنت على الأرض؟! وهل نوري صار فيه فصار نوراً للعالم كله ويحب أعدائه ويبارك لاعنيه ويُحسِن لكل مُبغِضيه؟! وهل يقدر أن يبيع كل ماله؟! وهل ليس له أين يسند رأسه وهل يصلي لكل أعدائه وهل يصلي كل حين ويبغض من قلبه كل محبة بشرية سواء لأبيه أو أمه أو امرأته أو أولاده ويحبني أنا من كل القلب ومن كل الفكر ومن كل النفس؟! وهل يمكن أن تصوموا 40 يوماً كما صُمتْ أنا وأنا كنت بنفس طبيعتكم بكل أمانة فمكتوب "اصنعوا أثماراً تليق بالتوبة ولا تبتدئوا تقولون أننا أبناء إبراهيم لأن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم كما قد أخبرتكم فكل شجرة لا تأتي بثمر.. وثمر جيد أيضاً... تُقطَع وتُلقَى في النار. فليتكم تسيروا في النور وتطلبوا أن تُوجَدوا في النور لئلا يدرككم الظلام وتَمَثَّلوا بي واتبعوا خطواتي لأني أنا هو الطريق الوحيد والباب الوحيد للنجاة ولا يستطيع أحد أن يضع أساساً آخر إلا الذي وُضِعَ وهو حياتي أي لا توجد أي وسيلة أو طريق للوصول للهدف إلا الجهاد الذي جاهدته أنا. فلا تنسوا أنني أخليت ذاتي إلى المنتهى وأنا الإله الخالق وقَبِلْتْ أن أصير خطية من أجلكم من أجل محبتي لكم وقَبِلْتْ أن آخذ شكل الحية فانظروا ماذا قدمتم انتم ليس من أجلي ولكن من أجل خلاصكم فأي موت وأي دفن وأي ذبيحة قدمتموها لتصطبغوا على صورتي وليس أن تتشاجروا بل وتفتخروا كل واحد على الآخر وتعتقدوا أنكم في الحق فالحق هو أن تصطبغوا بصورتي وهذه هي المعمودية الحقيقية. ولكل إنسان له مطلق الحرية أن يفعل ما يريد ومَن له أذنان للسمع فليسمع. .............أكمل قراءة المعجزة......>
الصفحة رقم (1) | (2) | (3) | (4) | (5) | (6) | (7)
تم تحديث الصفحة: 6/6/2006
الصفحة الرئيسية | المعجزة | رسالة هامة | رسالة الدينونة | أسئلة هامة | قاعة الصور | ألبوم الصور | مشاهدة المقدمة فلاش
إنزال محتويات الموقع | مساعدة في عرض الصور والموسيقى بالفلاش | عظة روحية