تابع المعجزة (5)
ومرة رأيت الرب على السحاب يبكي وينحب وآلاف وربوات من الملائكة تحمله وتخدمه وكان أمامه الشيطان رئيس العالم ، وقال الشيطان للرب : انظر كَم إنسان يعبدك الآن وكَم إنسان يعبدني أنا ؟!! فأنا إله أعظم منك . فرأيت رئيس العالم (الشيطان) يشبه الثعلب وكان واقفاً على قدميه وكان أمامه مائدة بها أشهى الأطعمة وبها ذهب ومجوهرات من كل نوع وعملات أجنبية وكان ينادي بصوت عالي جهوري "مَن يريد أن يأخذ هذه الأشياء عليه أن يأتي إليَّ وأنا أَهِبَهُ هذه العطية المجانية وهذا لأني أحبكم وأنا أُثبِت حبي الشديد لكم". فرأيت ألوف وربوات من الشعوب ومن كل جنسيات الأرض يجرون بلهفة نحوه فكان يقول لهم "مَن يريد أن يأخذ أي شيء من عطيتي يجب أن يسجد لي أولاً" فرأيت الجميع برأيٍ واحد ينحنون أمامه ويسجدون. وكل مَن سجد أمامه عندما يقف وينتصب يصير صورة لرئيس العالم أي صار يشبهه. فتذكرت قول الكتاب في سفر الرؤيا (13: 14) أن كثير من البشر صاروا صورة للوحش. فأدركت أن أي إنسان يطلب أو يشتهي أي شيء من العالم فهو قد قَبِلَ أن يسجد لرئيس هذا العالم قبلاً الذي يملك كل شيء في هذا العالم ، وقد مَلَّكه الله هذا لامتحاننا. ورأيت أن الجميع صاروا مثل الثعالب [أو ما يشابه هذا] صار جسمهم لونه أسود وبه شعر كثيف جداً وكأن لهم أذيال ، فارتعبت ارتعاباً من هذا المنظر وتذكرت ما فعله الشيطان مع المسيح عندما قال له "أعطيك كل هذا إن خررت وسجدت لي". فنظرت للرب فرأيته بدأ يبكي بحرقة على الذين قَبِلُوا أن يسجدوا وبدءوا يعبدون رئيس العالم وتركوه ليعبدوا سراب ووهم، وكان الرب يبكي وينحب جداً من الحزن، ونظر إليَّ ملاكٌ وكلّمني بحزمٍ شديد وقال لي : حرام عليكم .. جعلتم إلهكم في هذا الحزن!! ، قل للناس "اعبدوا الرب وتوبوا وإلا لهلكتم لأن كل إنسان سيذهب للمكان الذي فيه الإله الذي عبده ، فمَن أطاع رئيس العالم فهو صار عبد له ، ففي النهاية سيذهب للجحيم الذي يرأسه رئيس العالم وهو الإله الذي اختاره بكامل إرادته ، أما مَن كان يعبد الرب بالحق سيستحق أن يدخل بيته لأنه بيت الإله الذي صار يعبده ، أليس مكتوباً أنتم عبيد للذي تطيعونه؟!!! فإن كان الله هو الله فاعبدوه وإن كان البعل أيضاً في اعتقادكم هو الرب فاتبعوه، لكن لا تعرجوا بين الفرقتين" .
وقال الرب لي "إن الكارثة الحقيقية والخراب الحقيقي وما يحزنني ليس أن الجميع صاروا يعبدون رئيس العالم وسجدوا له بدلاً من أن يسجدوا لي وصاروا صورة له بدلاً من أن يصيروا صورة لي ، بل الأمر المُحزِن والمخيف والخراب الحقيقي أن أغلب الناس الذين أحبوا العالم و الأشياء التي في العالم وعبدوا رئيس العالم هم لا يدرون أنهم يعبدونه ، بل أنهم مازالوا منخدعين أنهم مسيحيين أي متوهمين أنهم مازالوا يعبدونني.. أي يطيعونني مع أن كلمة الإنجيل واضحة جداً "لا يستطيع أحد أن يعبد سيدين في وقت واحد" ، ففي الوقت الذي فيه يطيع الإنسان جسده أو ذاته أو المال أو الناس فهو في الحقيقة يعبد هؤلاء كما هو مكتوب "صِرتُمْ عبيد لآلهة ليسوا بالطبيعة آلهة" (غل4: 8) لأن المبدأ والقاعدة هي أن الإنسان يصير عبداً للشيء الذي يطيعه ، فعندما أطاع آدم جسده .. هو أعلن عبادته لجسده لهذا كان لا يمكن أن يبقى في بيتي لأنه رفض عبادتي بعدم طاعته لي. أي أنتم ينقصكم النور لتدركوا وتروا بأنفسكم أنكم لا تعبدونني الآن ، فانظروا لكل الوصايا وليمتحن كل إنسان نفسه ويرى هل هو يعبدني أي يُطيعني في كل الوصايا أَمْ لا؟!! وبهذا تعرفون إن كنتم تعبدونني أمْ لا. فمَن لا يسلك كما سلكت أنا حتى لو كان راعي الرعاة فهو ليس ابني ولا حتى عبدي ، أي ليس مسيحياً ، ومَن لا يعيش الإنجيل أيضاً ويطيع كل كلمة تخرج من فمي هو رفض عبادتي وأعلن أنه له إله آخر.. فأنا لم أطرد آدم لأنه فعل أي شيء سلبي بل فقط لعدم إطاعتي في وصية صغيرة جداً ، فانظروا أنتم الآن ، وبالأخص وبالأحرى جداً الرعاة ، انظروا كَمْ من الوصايا لا يطيعونني فيها وبهذا يعرفون إن كانوا يعبدونني أمْ لا .. فويلٌ وكل الويل لمَن تأتي من قبله العثرات ، فاحكموا على أنفسكم قبل فوات الأوان. فإن كنت أنا حزيناً على جميع الذين لا يطيعونني الآن فأنا حزيناً بالأولى جداً على الرعاة الذين كانوا بالأحرى جداً ينبغي أن يصيروا قدوة وصورة لي ومثالي ، فهذا هو الهدف الذي خلقتكم من أجله. أليس مكتوباً "إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ، وكان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال وكانت لي نبوَّة واعلم جميع الأسرار وكل علم ، وقدَّمت جسدي حتى احترق ... ولكن ليست لي محبة .... فقد صرت نحاساً يطن أو صنجاً يرن ". لأن أي راعي أعطيته موهبة اللسان أو الشفاء ليس معنى هذا أنه ممتلئ من الروح ولكن هذه عطية ، فإن كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم "إننا صنعنا قوات وعجائب" وسأخبرهم إني لا أعرفهم بل ستكون دينونتهم أكبر بكثير ، فأي راعي مهما كانت رتبته إن لم يشعر بالخاطئ ويسعى لخلاصه ببكاء وإن لم يشعر بأي فقير ويشعر بجوعه أو بمرضه ويشعر أنه أخوه وأخته وأمه .. فهو لا يسلك بالروح بعد أي يسلك بالجسد ومكتوب "إن عِشتُم حسب الجسد ستموتون"، والأهم من هذا أنه لم يطيعني أي رفض عبادتي أي ليس مسيحي على الإطلاق ولا يهودي. "فأنتم عبيد للذي تطيعونه". ألم تقرؤوا المكتوب "الصديق يراعي نفس بهيمته"(أم 12: 10)...؟!! لأنه "إن كانت شركة ما كان يجب أن تكون في الروح ومن أحشاء ورأفة " (في2: 1).. ألم تقرؤوا كلامي "تمموا فرحي حتى تفتكروا فكراً واحداً وتكون لكم محبة واحدة ، بحس واحد ، مفتكرين شيئاً واحداً لا شيء بتحزُّب أو بِعُجب بل بتواضع ، غير ناظرين كل واحد ما هو لنفسه بل ما هو للآخرين"؟!! فأين الأحشاء والرأفة التي طالبتكم بها؟! فإن كنت قد طالبتكم أن تشفقوا على البهيمة ، فماذا تعتقدون كان يجب أن تكون معاملتكم بعضكم لبعض ، فمكتوب "لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة" ، وكل الناموس في كلمة واحدة يَكمُلْ (غل5: 14) أي أن هذه الكلمة هي التي بدونها سيكون الناموس ناقصاً ... وهي " تحب قريبك كنفسك" أي مثلما تحب نفسك تماماً فإن كل وصاياي كان بالأحرى وبالأولى جداً جداً أن يعيشها كل راعي أي أن تكون لديه المحبة أو الشفقة على الخاطئ والفقير والمريض ، وكان يجب أن يسلك تماماً كما سلكت أنا بالصوم والصلاة لأن الراعي كان يجب أن يكون صورة للراعي الحقيقي وهو أنا ، وإلا لماذا قَبِلَ أن يكون راعياً؟!! ألم يعرف كل راعي هذا الأمر؟!! فليسأل كل راعي نفسه: هل هو صورة لي ومثالي؟! أمْ لا؟! وليحكم بالحق تجاه نفسه.. وليته يكون صادقاً مع نفسه ولو مرة واحدة قبل أن تنتهي الفرصة ويقف أمام كرسي الدينونة" ... والرؤيا يطول شرحها.
وأراني الرب رؤى كثيرة لأفعال الشياطين وكيف يغرون الناس أن يأكلوا أشهى الأطعمة وأن يمتعوا جسدهم بكل سُبُل الراحة والترفيه لأن هذا هو أكثر شيء يجعل الجسد في جوع و عبودية أكثر ، لهذا قال الرب لي مرات عديدة : أول خطوات الطريق الذي يعود بالإنسان لصورة آدم الأولى ثم يعود لله هو الصوم بل وإقماع الإنسان لجسده وأن يستعبده وأن يصلبه مع الأهواء والشهوات كما فعلت أنا تماماً وأريتكم بنفسي المثال . لأن الصوم يعني التوقف عن عبادة الجسد والتوقف عن عبادة أي إله هو بداية عبادة الله الآب لأن : أولاً .. إطاعة الجسد في أقل شيء يهواه هو عبادة له "أنتم عبيد للذي تطيعونه"(رو6: 16) ، وثانياً .. "لا يقدر أحد أن يعبد سيدين في وقت واحد"(مت6: 24) أي انه طالما الإنسان يعطي جسده أي شيء يهواه وأقل شيء يشتهيه فهو يعبده وبهذا لا يقدر أن يعبد الله وهذا ما فعله آدم عندما أكل من الثمرة قطمة واحدة ففي الحال صار تحت عبودية جسد جائع جعله تتغيَّر طبيعته تماماً فانفتحت عيناه وعرف الأمور الجسدية . وهذا ما أدركه كل القديسون لهذا عاشوا في صلب دائم لجسدهم حتى عندما يفنى إنسانهم الخارجي فالداخل يُولَد وينمو كل يوم كما أريتكم أنا بنفسي عندما كنت أنمو وأتقوَّى بالروح عندما عِشت مماتاً في الجسد 33 عاماً لأريكم أنه بهذا يحيا الإنسان بالروح .. فلمَن كنت أصوم أنا وكنت أعتزل في البراري ؟! و لماذا عشت مماتاً في الجسد ؟!! فأنا أريتكم المثال لكي تتبعوا خطواتي ، ومَن لم يجاهد حتى الدم ويموت بشِبه موتي لن يخلص أبداً . فإن طبيعتكم التي ولدتم بها وهي العبودية لا يمكن أن تخرج أو أن تتحرروا منها إلا بالصوم والصلاة . فإن أهل نينوى لو صلوا عشرات السنوات دون أن يصوموا لما كنت غفرت لهم . فكان يجب أن تتذكَّروا انه " ما أضيق الباب وأكرب الطريق المؤدي إلى الحياة أي أن شروط القيامة والحياة من الموت الذي وُلِدتُم فيه هو الجهاد حتى الدم في صلب الجسد وقمعه وإفناء إنسانكم الخارجي (2كو4: 16/ رو6:6) ، وإن كان هذا الطريق كرباً وما أكربه فالإنسان الذي سيُقدِّر قيمتي وقيمة الوجود الدائم معي مثل كل القديسين سيقبَل هذا الجهاد في إماتة جسده كل النهار (مز44: 22 / رو8: 36) .. إذن .. أنتم تحتاجون أن تبصروا قيمة الوجود الدائم معي حتى تقتنعوا أن تموتوا بشِبه موتي (رو6: 5)
وأراني الرب أنه حزين جداً على الطوائف والانقسامات ، وقال لي : حيث الغيرة والتحزُّب .. هناك التشويش وكل أمر رديء (يعقوب 3: 16). وأخبرني انه سيفتقد الكنيسة بقوة ، وأمور كثيرة يطول شرحها . وأخبرني ماذا سيحدث في مصر بعد سنوات مثل انه لن يكون هناك انقسامات في الطوائف بعد بل سيكون الجميع يعبدون الله حسب الإنجيل أي سيعيشون الطريق الذي سلك فيه الرب راعينا فهذا هو الطقس الحقيقي كما أخبرني الرب وهذه هي الطائفة الحقيقية وهو أن نعيش الإنجيل ونعيش كل كلمة فيه وأن نسلك كما سلك الرب تماماً وهو الطريق الذي كرَّسه الرب لنا وهو الطريق الكرب الذي سلكه كل القديسون الذين كانوا تائهين في البراري والقفار وشقوق الأرض مثل الأنبا بولا والأنبا كاراس ومريم المصرية وقديسون كثيرون . وأخبرني الرب عن أشخاص مشاهير في العالم كانوا بعيدين عن الطريق الروحي وعبادة الله بالحق سوف يُغيِّرهم الرب ويصيروا ممتلئين منه لدرجة أنهم سوف يوبِّخوا المسيحيين الذين في الكنائس والأديرة الذين لا يعبدون الله بالحق وبعمق على عدم إيمانهم وتقصيرهم ، ومن ضمن هؤلاء المشاهير رؤساء دول ، كذلك رئيس دولة مشهور كان بعيد كل البعد عن الله أخبرني الرب في رؤى طويلة سنوات عديدة أنه سيكون نوراً للعالم وقدوة أيضاً لكثيرين بل وسيدين أغلب المسيحيين على عدم جهادهم في الطريق الكرب ، وليس أنا فقط رأى هؤلاء الأشخاص وبالذات رئيس هذه الدولة الذي سيصل لأعلى درجات القداسة بل آخرين أيضاً ومنذ سنوات يريني الرب هذه الرؤى وكان دائماً يؤيدني مرشدي الروحي ويؤكد لي صدق ما أراه حتى أنفِّذ بالفعل ما يطالبني به الرب عن طريق الرؤى . وكل ما أخبرني الرب منذ سنوات قد حدث تماماً كما رأيت في كل رؤيا . أي عندما يخبرني الرب عن أي إنسان في أي دولة وأذهب إليه أراه كما رأيته في الرؤيا تماماً وهذا ما يجعلني في يقين كامل من كل كلمة يخبرني بها الرب ، أولاً بسبب المعجزة التي مازالت مستمرة ، و أيضاً بسبب أن كل ما أراه حقيقة . وأخبرني الرب عن أمور في الإنجيل وشرح لي أشياء كثيرة لم تُكتَب في تفاسير الإنجيل . وحتى عندما سألت بعض الدارسين عنها لم يعرفوا تفاسير هذه الأشياء التي أخبرني بها الرب ، بل قال بعضهم : إننا لم نفكّر في هذا الأمر من قبل أو في هذا السؤال !! مثال : لماذا قام الرب بعد ثلاثة أيام؟ و لماذا لم يقوم في نفس اليوم أو بعد 10 أيام ؟ و لماذا يكتب لنا الرب كلامه في أربعة أناجيل وليس في كتاب واحد؟! و لماذا خزن يوسف 1\5 (خمس) الغلة ولم يخزن النصف ؟ و لماذا دفع وكيل الظلم 1\5 (خمس) الغلة أيضاً وهم 20 كرّ قمح أمَّا الزيت فدفع نصف الدين وهو 50 بث الزيت وترك للمديونين الأُخَر 50 بث الزيت ؟! وأخبرني ما هما الدينارين (لو10: 35) والسمكتين (مر6: 41) والفلسين (لو21: 2) والدرهمين (مت17: 24) والجاسوسين (يش2: 1) والسفينتين (لو5: 2) . فقد نادى الملاك في سفر الرؤيا "ثمنية قمح بدينار وثلاث ثماني شعير بدينار " (رؤ6:6) فأخبرني الرب ما هما الدينارين وما هي ستة أيام الخليقة و لماذا أمر الله نوح أن يأخذ من الطيور سبعة سبعة والحيوانات الطاهرة أيضاً سبعة سبعة أمَّا الباقي يأخذ اثنين اثنين (تك7: 2) ، ومع ذلك دخل نوح بكل من الطيور والبهائم اثنين اثنين (تك7: 9) ؟!!! و لماذا الدقة في الأيام المذكورة .. أي بعد 150 يوماً تنقص المياه (تك8: 3) فما هي المائة والخمسون يوماً ؟! وبعد 73 يوما بالتحديد تظهر رؤوس الجبال(تك8: 5)..!! وأخبرني الرب "إنكم لابد أن تعيشوا كل كلمة في الكتاب لأن كل كلمة تُحيي الإنسان .. فهذه ليست قصص أحكيها لكم ولكن السفر مختوم بسبعة أختام (رؤ5: 1) وخصوصاً سفر الرؤيا . لكن بالروح نستطيع أن نعرف ونفحص كل شيء (1كو2: 10) لأن الجميع سيكونون متعلِّمين من الله (يو6: 45/1يو2: 27) كما علَّم الله مريم المصرية هكذا سيُعلِّم كل نفس تريد .
وطلبت من الرب طوال هذه السنوات أن أذهب إلى دير وأبقى فيه ، فقال لي الرب : ليس الآن . ولكن أراني المكان الذي سأذهب إليه ، ولكن سيكون في الوقت الذي يختاره الرب . ومنذ أكثر من عام طلب مني الرب أن أظل في منزلي في حجرتي لا أخرج منها ، واعتقدت أن هذا سيكون خلوة لبضعة أيام ، ولكن مرّت الشهور فأدركت أن الرب يريدني أن أعتزل . وفي هذه الشهور عرّفني بأمور في الكتاب المقدس أكثر بكثير مما عرفته في السنوات السابقة كلها ، وفي هذه الأثناء ظهر قديسون كثيرون في الغرفة ومن ضمنهم السيدة العذراء التي في أشد الأوقات كانت تأتيني سريعاً وظهرت مرتان في غرفتي في الحقيقة وليس في رؤيا ، وكذلك أشعياء النبي وايليا لكي يعزُّوني لأن الصليب كان يزداد أكثر فأكثر . وأخيراً القديس بولس الرسول الذي منذ بضعة شهور قبل انتهاء الخلوة الذي قال لي :
ابني الحبيب .. إن المعجزة الحقيقية ليست هي إقامة لعازر الذي أنتن ، بل المعجزة الحقيقية هي تغيير قلب نفس مثل مريم المصرية التي كانت أبعد ما يكون عن الطريق وامتلأت كل الملء [والتي كانت قد سبق وظهرت لي في رؤيا بنور عجيب ووبختني على تقصيري في الجهاد] .
وقال لي القديس بولس : قد جعلني الرب أكتب رسالتي بيدي التي قلت فيها "لابد أن تمتلئوا إلى كل ملء الله لتصلوا إلى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح"(أف3 ، 4) ولكن حزني الشديد أنني لم أصل إلى الكمال وهذا ما يجعلني حزيناً لأن فرصتي قد انتهت ، أما أنت فمازالت لك الفرصة وكل الذين سوف يعرِّفك الرب عليهم فأرجو أن تخبرهم بهذا ، والأمر الذي أريد أن أنبهك إليه والذي يغفله الكثيرون أن رئيس العالم قد أخفى أعين الناس عن الآية التي في أفسس 4 التي تقول "إلى أن تصلوا إلى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح" ، فيا ابني الحبيب .. يا أحشاء ورأفة الله .. إن الله عندما خلق الإنسان كان كل هدفه أن يصير الإنسان صورة له ومثاله ، و المسيح هو صورة الله التي يتمنى الله أن تكون كل نفس مثلها لهذا أوصى الرب كل نفس أن تصير كاملة أي بنفس قامته ومشابهين لصورة ابنه عندما كان على الأرض عندما جعل نفسه إنساناً وبكل أمانة كان مشابهاً لنا في كل شيء حتى لا يصير لنا عذر في عدم فهم ما هي صورة الله وكيف نصل إليها ، و الصورة التي وصل إليها المسيح هي الصورة التي يطالبنا الله أن نصل إليها وهذه هي صورة الكمال و هي قامة ملء المسيح ، ولا يمكن أن يطالبنا الرب بالكمال إلا لو كان أعطى كل نفس أن تصل له . وفي هذه اللحظة ظهر السيد المسيح بنفسه ومعه الإنجيل وقال لي : سوف أدين كل نفس لم تصل للكمال لأن قدرتي الإلهية قد وهبت لكل إنسان كل ما هو للحياة والتقوى لتصيروا شركاء في الطبيعة الإلهية بل أريدكم أن تكونوا واحداً كما أنا و الآب واحد ، فأريدكم أن تكونوا كاملين كما أنا كامل أيضاً . وكان الإنجيل في يده مفتوحاً على أفسس 4 ، وقال لي الرب : هذه هي غايتي أن تعيشوا هذه الوصية ، فإن كثيرون امتلئوا كل الملء ووصلوا لدرجات عليا مثل أخنوخ وايليا ويوحنا المعمدان والعذراء ، وهؤلاء ليسوا من عالم آخر بل نفس طبيعتكم وكانوا تحت الآلام مثلكم ولكنهم جاهدوا الجهاد القانوني والجهاد حتى الدم وماتوا كل النهار وصاروا متحدين بشِبه موتي لهذا وصلوا ، فأنتم أيضاً يمكنكم أن تصلوا وتصيروا مثل هؤلاء القديسين ، فيا لها من خسارة التي سوف تندمون عليها طوال الأبدية عندما تكتشفون انه كانت مُقدَّمة لكم نفس الفرصة والعطية والنعمة التي كانت للعذراء ويوحنا المعمدان ، فأنا لا أحابي وإلا لا أصير عادلاً أو حكيماً أو كاملاً !! فأرجوك يا ابني أن تجاهد حتى الدم لتصل للهدف الذي خلقتك وخلقت كل إنسان ليصِل إليه وهو أن يصير صورة لي ومثالي في كل صفاتي ، وهذا هو الكمال الذي طالبتكم أن تكونوا فيه .. وسوف أعينك ، وأَخْبِر وتكلَّم بكل ما سمعت لأن الشر قد زاد إلى أعلاه وقليلون جداً هم الذين يعبدونني بالحق لأن الإنسان عَبْدْ للذي يطيعه ، فإن الوقت مقصِّر جداً .
وقد جعلني الرب أرى الظلمة الخارجية وكأني بالحقيقة بجسدي حتى أني رأيت بعض أقاربي ورئيس دير هناك أيضاً كنت أعرفه ورأيت خالي وهو إنسان لا يحب الشرّ بل فقط لم يعيش للمسيح لهذا عندما رآني احتضنني وبكى بكاءً مُراً وقال لي : أنا لم أسأل عن الحق وعن الهدف ، ويا ليتني سألت !! يا بختك أنت سألت عن الهدف والحق . ومع انه لا يتعذَب لأنه في مكان العذارى الجاهلات الذين لم يجاهدوا وأُغلِقَ الباب عليهم لكنهم لأنهم ليسوا أشرار لم يتعذبوا . لكن ما الفائدة أنهم يجلسون إلى أبد الآبدين في ظلام ..؟!!! وقال لي خالي : إن الندم الذي نحن فيه لا يُوصَف لأنه لأجل أي شيء لم نجاهد في الطريق الكرب فنحن سَاوَمَنا الأبدية والوجود الدائم إلى الأبد مع الرب بأشياء باطلة .. بل بهواء .. وبسراب .. وبريح ..!!..!!!..!!!!..!!!!!..!!!! ولأني لم أسأل لم آخذ (لو11: 9) فيا ليتك يا ابني تجاهد على قدر قدرتك . ورأيت أقرباء كثيرون هناك وشخصاً آخر قد أتي به الرب ليرى ابنه في بحر من الوحل والطين لأن الظلمة الخارجية أيضاً درجات كثيرة لأن عدل الله مطلق لكل إنسان ، لكن خالي كان في مكان نظيف وفارغ .. لكن ما الفائدة ؟! ورأيت أول درجات الملكوت المضيء وكان فيه جدي [والد أمي] وكان إنساناً متديناً جداً بالنسبة لأهل العالم ، لكنه بعيد كل البعد عن مكان الآباء المتوحدين الذين جاهدوا لأن جدي لم يكن أيضاً هدفه الوحيد المسيح . ثم رأيت أماكن الآباء السواح مثل القديسة أناسيمون والتي كان في خدمتها ملائكة عملاقة . ورأيت القديس تكلا هيمانوت عبارة عن جمرة نار فاندهشت جداً وعرَّفني بنفسه وقال لي : "لماذا أنت متعجِّب مني ؟! لا تسأل أو تسعى أن تصير مثلي لأنك خُلِقتَ لتصير مثل الله وصورة لله وليس صورة لي فلا تُركِّز فيَّ وجاهد على قدر طاقتك". ورأيت مكان أبونا عبد المسيح المناهري ورأيت ملائكة تطير حوله مثل أطفال ، ثم أشار الرب إلى القديس ميصائيل السائح فرأيته محمولاً على السحاب وكان الرب يمدح القديسة إيلارية وقال لي "لا يوجد مثل هذه ومثل محبتها لأنها هي أكثر القديسين الذين تركوا وضحُّوا على الإطلاق فلا يوجد مثيل لها في محبتها على وجه الأرض لأنها أكثر البشر ضحَّت وتركت . ولكنني لم أراها ولم أرى مكانها ولكن فقط كلمني الرب عنها وقال لي هذه هي الطوباوية المُطَوَّبة . ثم قال لي الرب : اهتم فقط أن تعيش الإنجيل ولا تهتم بالشكل أو بالمكان لأن كثيرون عبدوا الطقوس والشكل ولكنهم لم يصلوا إلى صورتي أي لم يصلوا إلى الكمال فأغلب القديسون لم يمارسوا الطقوس [مثل القديسة مريم المصرية وأنبا بولا وأنبا كاراس و آباء سواح كثيرون ..] لكنهم وصلوا للقداسة وللكمال . فإن كنت أنا أعتزل في البراري وأُصلي .. فالطقس وسيلة قوية تساعد كل المبتدئين والضعفاء في الروح ولكنه ليس هدفاً ..فإن لم يصل به الإنسان للكمال فما فائدته ؟! فهو كالسماد الفعَّال ولكن ما فائدته إن لم تُوجَد بذرة قد دُفِنَت في الأرض ..!!!! فلا يهم الوسيلة بل المهم الجهاد للوصول إلى الهدف . والدليل أن كثيرون عاشوا طوال حياتهم في الكنائس يمارسون الطقوس ولم يصلوا للقداسة وللكمال كما وصل القديسين والسواح الذين عاشوا في البراري وشقوق الأرض وحتى بدون ممارسة الطقوس كالقديس يوحنا المعمدان وكل قديسي العهد القديم أيضاً ، وهذا لأن الذين مارسوا الطقوس ظنوا أنها هي الطريق نفسه أي اعتقدوا أنهم بممارسة الطقس هم يرتفعون روحياً بدون الجهاد في الطريق الكرب ، ولم يدركوا أن الطقس هو الوسيلة التي تساعدكم في الطريق ولهذا لم يصل كثيرون للقداسة التي بدونها لا يعاين أحد الرب (عب12: 14) .. المهم الذي يصل للكمال (مت5: 48) . ............أكمل قراءة المعجزة......>
الصفحة رقم (1) | (2) | (3) | (4) | (5) | (6) | (7)
تم تحديث الصفحة: 19/2/2009
الصفحة الرئيسية | المعجزة | رسالة هامة | رسالة الدينونة | أسئلة هامة | قاعة الصور | ألبوم الصور | مشاهدة المقدمة فلاش |
إنزال محتويات الموقع | مساعدة في عرض الصور والموسيقى بالفلاش | عظة روحية