تابع المعجزة (4)
وفجأة أيضاً وجدت بجواري شاباً صغيراً عمره حوالي 14 عاماً وكان جميلاً جداً وكان النور يخرج منه من وجهه ومن يده ويبدو شهباً نارياً خارجاً من يده وكان ينظر إليّ بحزم شديد. واقترب مني وقال لي: أنا ميصائيل الذي من القلمون ، أنت زعلان من الصليب والمرض..؟! الرب يريد أن يشفي روحك..!! الرب يريد أن يشفى روحك ويُنَقِّيك ويجعلك تتألم معه لتتمجد معه وهو يريد أن يصلب إنسانك العتيق ، فإن الرب نفسه تألم وتذلل في الجسد ولم يفتح فاه .. وعاش مُماتاً في الجسد ليُرينا الطريق للحياة في إحياء الروح .. والمعجزة الحقيقية هي شفاء نفسك وتغييرها .. فإن أكبر معجزة ليست هي إقامة لعازر من الموت بل تغيير قلب مريم المصرية لتصير عضواً من أعضاء المسيح وهذه هي المعجزة التي كان يجب أن تطلبها. فإنك لا تعيش الإنجيل حتى الآن فأنت غير مسيحي ولا تعبد الله لأنه مكتوب "أنتم عبيد للذي تطيعونه" (رو6: 16) وأنت حتى الآن لا تطيع الله لأنك لا تسلك كما سلك المسيح (1يو2: 6) ، فإن المسيح منذ أن كان عمره 12 عاماً بدأ يعلّمنا المسيرة في الطريق الكرب وكان ينمو ويتقوَّى بالروح وترك أمه ليعلّمنا أننا لابد أن نكون فيما لأبينا السماوي ، فلماذا لم تفعل أنت هكذا وكل مَن دُعُوا باسمه؟! فأنا منذ كان عمري 12 عاماً بدأت أسير وراء الراعي وأسلك كما سلك لأنه مكتوب عاش المسيح مُماتاً في الجسد تاركاً لنا مثالاً لكي نتتبع خطواته(1بط3: 18،2: 21) فأنت لم تسير وراء الرب ولم تسلك كما سلك ولم تتبع خطواته أنت وكثيرون أيضاً وليس هذا هو الأمر المحزن ، بل الأمر المحزن أنكم مُعتَقِدون أنكم مسيحيون أي صورة للمسيح [مع أنكم لا تسلكون كما سلك وخصوصاً أنه بدأ يعلّمنا الطريق وهو عمره 12 عاماً ومع هذا لم يسلك الكثيرون كما سلك هو] وتعتقدون أنكم عبيده حتى مع أنكم لا تطيعوه في وصاياه.. فإنكم لا تُصلُّوا كل حين ولا تقدرون أن تبيعوا كل ما لكم ولا تحبوا أعدائكم ولا تعيشون كما يعيشون في السماء بل ولم تحاولوا حتى أن تتدربوا على حياة السمائيين من هنا على الأرض كما علّمكم في الصلاة الربانية أن هذه هي مشيئته أن تعيشوا كما في السماء كذلك من هنا تبدءوا على الأرض ، فماذا تظنون ماذا سيكون هناك في السماء إلى الأبد فإنه لا يوجد أي عمل يدوي أو ذهني هناك إلى الأبد إلا التسبيح والصلاة كما هو مكتوب "سينظرون وجهه" (رؤ22: 4). فمَن لم يتدرب على هذه الحياة الحقيقية كيف يعتقد ويتوهم أنه يستطيع أن يكون معهم ، فكان يجب أن تعرف هذا أن حياتنا على الأرض هي فترة اختيار فقط ليُظهِر كل إنسان إرادته هل يريد أن يعيش الهدف وهو أن يعيش ويحيا للمسيح فقط فمكتوب "لي الحياة هي المسيح" (في1: 21).
ولهذا فإنكم حتى الآن لم تصيروا صورة له ومثاله بل ولا تدركون أنكم
أعدائه..!!! وهذا أكبر برهان أنكم لا تسيرون في الطريق الصحيح
لأن محبة العالم عداوة لله واهتمام الجسد عداوة لله وأنتم تُحبُّون العالم وتهتمُّون بالجسد فصرتُم أعداء لله وأنتم لا تُدرِكون هذا مع أن أول وصية أوصاها الرب لنا في أول كتابه "لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون ولا تهتموا قائلين ماذا نأكل .. فهذه كلها تطلبها أمم العالم .. بل اطلبوا أولاً ملكوت الله وبِرَّه وهذه كلها تُزاد لكم". ولأنكم لا تطيعون الله في وصاياه فأنتم لا تعبدونه بل والأمر المحزن جداً أنكم لا تدركون أنكم لا تعبدونه ولم تصِيروا عبيده بعد ومازلتُم في وهم أنَّكم تعبدونه وكثيرون ينخدعون أنهم أبناء أيضاً ..
فأنتم عبيد للذي تطيعونه..
فكان يجب أن نعرف أن أي إنسان وُلِدَ بالجسد هو مولود في عبودية الجسد والذات طالما يخطئ كما قال الرب "كُلّ مَن يعمل الخطية هو عبد للخطية"(يو8: 34) وهناك طريق كرب مَن يجاهده يتحرر من هذه العبودية وهو الجهاد الذي جاء الله بنفسه وأرانا إياه بنفسه وجاهده كإنسان وكأنه يسعى لخلاصه ، وفي هذا الطريق يصلب الإنسان جسده وذاته إذا أراد أن يتحرر أولاً من عبوديته لأنه مكتوب الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات بل إنه لابد أن تفني إنسانك الخارجي إذا أردت أن يتحرر روح الله الداخلي فيك، و اعلم أن الذي يسلك في الطريق ويسير فيه لابد أن ينمو يوماً بعد يوم ، فاسأل نفسك هل أنت اليوم في نمو عما كنت منذ سنوات؟! فإن لم تكن تنمو كل يوم فأنت ميت بل ومَن لا يثمر ثمراً جيداً كما قال يوحنا المعمدان مصيره الحرق في النار فكل شجرة لا تأتي بثمر وثمر جيد أيضاً وليس ثمراً عادياً تُقطَع هذه الشجرة وتُلقى في النار" (مت7: 19).. ألم تقرأ هذا الكلام في الكتاب؟ أم لكم عيون لا تبصر وأذهان لا تفهم؟!! وحتى متى سَتظَلّون عميان؟!! لأن الشجرة التي لا تنمو هي ميتة. ويجب أن يعرف كل إنسان كَم من الخطوات سارها في الطريق الكرب وماذا يعتقد كم من الخطوات باقية حتى يصل لله ويصل إلى صورته ويصير مثاله وأن يمتلئ كل الملء منه ليصل إلى قياس قامة ملء المسيح..وهذا هو حساب النفقة الذي بدونه لا يتم تكميل أي عمل روحي.
+ فاستيقظوا على الهدف الذي خلقكم الله من أجله ، وعلى الوسيلة التي تصل بكم لهذا الهدف وهو الجهاد في الطريق الكرب أي الجهاد بشِبه جهاد الرب كما قال الكتاب "بشِبه موته" (رو6: 5) وهو الجهاد القانوني، فلا يُوجَد عذر لعدم فهمكم الإنجيل فإنه مكتوب "إن كان إنجيلنا مكتوماً فهو مكتوم في الهالكين" (2كو4: 3). فها أنا منذ أن صرت عمري 12 عاماً بدأت أسلك وراء الراعي لأني أردت أن أصير شبهه ومثاله وأردت أن أعبده عبادة حقيقية حتى لا أندم على العطية التي أعطاني الرب إياها ويجب أن تعلم أن كل إنسان أُعطِي له النعمة والغنى ليصل إلى صورة الله وهذا واضح في الدينارين الذي أعطاهم السامري للإنسان الذي كان مُلقَى على الأرض الذي كان بين حيّ وميت وهو كل إنسان مولود بالعبودية ليس حياً وأيضاً يوجد رجاء أن يقوم من الموت الذي وُلِدَ فيه فهو لهذا ليس ميتاً بالفعل وأي إنسان لم يسلك بغنى الله سيندم كل الندم على أنه ساوم الوجود في الله من أجل سراب وبدلاً من أن تطلب من الرب أن يشفي جسدك كان يجب أن تسعى لخلاص نفسك. فهاأنا قد تركت العالم منذ صغري ولهذا ربحت كل شيء وكان عمري 12 عاماً.. فانظر أنت كم عمرك؟!! وكم من السنوات عشتها لله؟! وأي ثمار جيدة أتيت بها للرب.. فما فائدة الإنجيل والبشارة إن لم تعيشها؟! فسوف تدينكم كل كلمة مكتوبة ، فمكتوب أيضاً "ملعون كل مَن لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في هذا الكتاب ليعمل به" (غل3: 10) وسوف تصيروا أيضاً من الهالكين طالما الإنجيل مكتوماً عنكم.
وأريدك أنت أيضاً أن تسلك كما سلك المسيح وإلا لن تستفيد من تجسده فلا تضيع الوقت لأن الوقت مقصر واطلب ملكوت الله وبره وثق أنه سيعطيك ما تحتاجه وسيزيد أيضاً فأنا لم أهتم إلا بملكوت السموات وقد صدقت الرب وآمنت أنه يجعلني لا أحتاج شيئاً لأنه وعد أنه إن كان يهتم بطيور السماء: فكيف لا يهتم بنا؟! فلماذا أنتم لا تصدقون رب المجد والإله الذي خلقكم وهو مصدر الحياة الحقيقي الذي خلقكم من أجله لتعيشون له وتثقون في نباتات ومخلوقات وتضعون رجاؤكم فيها أنها تحييكم. فليتكم تتذكرون قول الرب "إلى متى تأبون أن تحفظوا وصاياي" (خر16: 28) فإن الرب حزين عليكم وعلى الكنيسة جداً وهو يدمي دائماً سواء على الشعب أو على الرعاة الذين بدءوا يسلكون بالجسد ولا يعيشون حسب حق الإنجيل تماماً وحزين عليك أنت أيضاً لعدم إيمانك به وهو أكثر الأشياء التي لا يحتملها الرب كما أخبر تلاميذه وقال لهم "كيف لا إيمان لكم؟!" (مر4: 40) ، "فإلى متى أكون معكم وإلى متى أحتملكم"(مت17:17).. لأن عدم الإيمان بالله أي عدم الثقة به يعني إنكار لاهوت الله كما قالت مرثا للرب "لو كنت هاهنا أمس لم يمت أخي" وكأنها تقول للرب "أنت لم تكن موجوداً أمس"!!! وبهذا أنكرت لاهوت الله مما جعل الرب ينزعج ويبكي. فأرجو أن تصدق الرب وتؤمن به وتعيش له فقط وتطلب الملكوت ولا تهتم بأمور هذا العالم الباطل وثق أنه سيعطيك أكثر مما تحتاج دون أن تسأله فإن كان هو يهتم بعدد شعر رأسك أفليس بالأحرى أن يهتم بحياتكم؟!!!
فبعد كل هذا التوبيخ كأني كنت أعمى وأبصرت وشعرت أني لا أحتاج إلا خلاصي ونسيت حتى مرضي وشعرت أنه ليس من حقي أن أطلب حتى الشفاء بل إن هذا ليس حسب الحق والوصية لأني لم أكن أطلب الملكوت وأهتم به.
ونظرت مرة أخرى للرب الذي كان واقفاً وكنت أنوي أن أقول "لا أريد سواك ، وأريد أن أعيش الهدف الذي خلقتني من أجله" وبالفعل قلت للرب هذا من قلبي لأنه انفتحت بصيرتي على الحق عندما قَبِلت أن يدخل الرب بنوره في عقلي وقلبي لأني أدركت غباوتي وحماقتي القديمة طوال السنين الماضية وأدركت أنني لن أَصِلْ لشيء إن لم أمتلئ منه هو وأعبده هو وأعيش له هو لأني إن لم أفعل هذا سأخسر كل شيء سواء في هذا العالم وبالطبع طوال الأبدية.... فصرخت للرب من كل قلبي بكل قوة أن يبدأ الرب أن يعمل فيَّ وأن يجذبني وأن يَهِبَني قوة روحه لتُمَكِنَني أن أبدأ أسير الطريق وأن أرفض إطاعة جسدي وذاتي أي أرفض عبادتهما وأرفض سِمَة الوحش وهي إغراءات رئيس العالم أي رئيس الهواء لأني أدركت أن كل ما في العالم هو هواء وريح.
وفجأة رفع الرب يده اليمنى وظهر في الحال ملاك عملاق كان رهن إشارته وكان معه دفتر طويل فأعطاه للرب الذي كنت أشعر أنه ملكٌ. وفتح الرب الدفتر الذي عرفت وشعرت في الحال انه الدفتر الذي يحوي كل أسماء البشرية، وكان الدفتر مفتوحاً من المنتصف ووضعه الملاك أمامه مفتوحاً، فتعلَّق الدفتر في الهواء فأدركت أن الدفتر ينقسم إلى قسمين: جزء ناحية اليمين وجزء ناحية اليسار. فأدركت أن أسماء البشر المكتوبين ناحية الجزء اليمين هم خاصة الرب الذين يعبدونه بالحق، أمَّا الذين أسماؤهم مكتوبة بالجزء اليسار هم الذين لا يطيعونه وليسوا من خرافة أو من خاصته ... أمَّا المفاجأة والصفعة الحقيقية ... إن اسمي كان مكتوباً في الجزء الذي من ناحية اليسار الذي مكتوباً فيه أسماء الذين لا يعبدونه بالحق أي الذين ليسوا من خرافه وليسوا من خاصته..!! وفجأة رفع الرب رأسه وفتح عينيه ونظر إليَّ فتسمّرت في مكاني مع أن عينيه أيضاً كانت مفتوحة نصف فتحة لأنه كان في البدء مغمض العينين وكأنه كان يتأمل ويفكر في أمور كانت تجعله مكتئباً وحزيناً جداً. فنظر الرب مرة أخرى إلى الدفتر الذي كان أمامه ووضع أصبعه الكبير [الإبهام] على اسمي الذي كان مكتوباً ناحية اليسار وحرَّك أصبعه على اسمي فمُحِيَ اسمي وكأنه لم يكن، لأن الرب مسح اسمي، ثم وضع أصبعه ناحية اليمين فوجدت اسمي قد كُتِبَ أي نُقِلَ إلى ناحية اليمين في الجزء الذي مكتوباً فيه أسماء خاصته وخرافه ... ونظرت في الدفتر بدقة وتركيز في الجزء الذي يُكتَب فيه اسم الأب [خانة الأب] فوجدت أن اسم الله مكتوباً في المكان الذي فيه اسم الأب فأدركت أن الله هو أب كل هو مَن كان مكتوباً ناحية اليمين.
ومرة أخرى رفع الرب رأسه ، ونظر إليَّ الرب وقال لي: خلاص يا فولان إحنا غيّرنا أوراق البنوَّة بتاعتك.
فتعجبت ..!! كيف عرف هذا الملك اسمي ؟! وكنت في منتهى الفرح بأن هذا الملك العظيم يعرفني ويناديني باسمي ، ولكن لم أفهم معنى كلامه : وما هي أوراق البنوَّة التي يتكلّم عنها التي تغيّرت؟!! فعرف الرب في الحال ما كان يراود ذهني وأجابني وقال لي : ماذا كان اسمك سابقاً؟! فقلت له : اسمي هو "فولان الفولاني" أي أن والدي اسمه "فولان" ، فقال لي: هذا كان قبلاً . . فقلت له : إذن .. ماذا صار اسمي الآن وماذا صار اسم والدي أيضاً؟! فقال لي : الآن صار اسمك فولان ابن الله لأني نقلت اسمك ناحية اليمين لأنك الآن صرت من خرافي ومن خاصتي لأنك قَبِلتَ أن تُتَمِّم مشيئتي وندمت على أنك لم تكن تطيعني من قبل وطلبت من كل قلبك أن تنفِّذ كل وصاياي أي تعبدني بالحق.... فهذا هو سفر الحياة الذي أكتب فيه أسماء أبنائي الذين قَبِلُوا وأرادوا أن أكون وأصير أنا أبوهم وإلههم.. لأن كثيرون رفضوا أن أصير أبيهم وإلههم لأنهم رفضوا أن يطيعوني ويصنعوا مشيئتي.
ثم دخلت ملكة عظيمة في هذه اللحظة وكانت تحمل طفلاً يصعُب وصف جماله ، وعيناه كان لونها تركوازي مضيئة ولكن لم تصعد إلى السلم بل ظلت في نفس مستوى الأرض التي كنت أنا فيها . فقال لي : هل ترى هذه المرأة ؟! فقلت له : نعم . وكنت أنظر إلى الطفل الذي جذبني جماله لدرجة أنني صرت مُشتتاً ولا أعرف إلى أين أنظر : هل إلى الملك أم إلى هذا الطفل الذي كنت أشعر أنه ليس طفلاً بشرياً ؟! فصرت مسبياً أيضاً لهذا الطفل كما للملك . وقال لي الملك : هذه المرأة هي أمك . فقلت له : ومَن هذا الطفل الجميل ؟! فقال لي : هذا ابنها . فقلت له إذن : هل هذا الطفل هو أخي ؟! فقال لي : لا .. هو ابنها .. ولكن أيضاً هي أمك . فقلت في نفسي : إذن .. بنوَّتي لهذه المرأة تختلف عن بنوة هذا الطفل . وأشار الرب بيده إلى القديس ميصائيل السائح وقال لي أريدك أن تنظر لهذا القديس فهو الذي سيساعدك في الوصول إليَّ لأنه سار الطريق كاملاً ... فضع يدك في يده لتسير معه الطريق الكرب. فقلت له: يارب هناك قديسون كثيرون خصوصاً إني رأيت من بعيد مجموعة من السواح الذين وصلوا لأعلى درجات القداسة مثل القديس تكلا هيمانوت الذي كنت أراه جمرة نار مشتعلة ويخرج منها ستة أجنحة و أيضاً الأنبا شنودة رئيس المتوحدين رئيس ملح الأرض و أيضاً الأنبا كاراس الذي شهد عنه الرب أنه المكرم والمُطوَّب أكثر من جميع الناس والقديسة أناسيمون التي صارت مرشدة السواح التي كان في خدمتها ملائكة عمالقة ، ولكن الرب قال لي: لا أريدك أن تنظر لهذا القديس. فتعجبت كثيراً وأدركت أنه امتلأ امتلاء كامل وامتلأ أسرع من جميعهم ، فهو أكثر القديسين يستطيع أن يستخدمه الرب لتوبيخ أي إنسان. وقال لي الرب أيضاً: إن مرضك الحقيقي هو العبودية والخطية التي وُلِدتَ بها وهذا القديس سيساعدك على الشفاء الحقيقي. و عندما قال الرب لي ضع يدك في يده صرت في خوف عظيم لأن يده كان يخرج منها شهب ناري وكان لا يقف على الأرض بل كان محمولا على السحاب فكان منظره مهوباً جداً ولم أكن أعرف ماذا أفعل ولكن أدركت أن الرب يريدني أن أتعلم منه وبهذا يتم الشفاء من المرض الحقيقي.
ونظرت إلى الملك فرأيته يبكي ، فتعجّبت وقلت له : لماذا تبكي ؟! هل أنا السبب الذي أجعلك تبكي ؟! فعرفت في نفسي أنني بالفعل السبب الذي من أجله يبكي هذا الملك العظيم وكانت دموعه لونها أزرق سماوي . فقلت له : أرجوك سامحني وأنا لن أحزنك أبداً بعد اليوم . أنا وعدتك وسأعمل كل ما في وسعي حتى أوفي بهذا الوعد . وطلبت منه أن أقترب إليه لأني وجدت نفسي منجذباً إليه بشدة وبطريقة لا يمكن مقاومتها .. فعندما استأذنت منه للاقتراب إليه هزَّ رأسه ببطء وبحزن .. ففي الحال بدأت أصعد السلالم لأنني شعرت أنني أريد أن أخفف حزنه الذي كان بسببي فرأيت دموعه غزيرة جداً بشكل عجيب ، فوجدت نفسي أنجذب نحوه بشكل يصعب وصفه وكأنه صار كالمغناطيس لا أستطيع مقاومته فاقتربت منه وكنت أرتعش من الرهبة التي كانت لدي لكن قوة جذبه كانت أقوى من خوفي .. فقلت له : سامحني .. أرجوك سامحني .. واسمح لي أن أحضنك .. أرجوك . فهزّ رأسه مرة أخرى هزة خفيفة إلى أسفل دون أن يفتح عينيه . فحضنته وقبّلته في خدُّه فكان شعر ذقنه ذهبي وخفيف جداً وكانت بشرته رقيقة مثل جلد طفل حديث الولادة ، فخشيت أن أكون قد خدشت بشرته وأحسست بعدم استحقاقي أن ألمسه فتراجعت عنه قليلاً فوضع يده على رأسي ولم أفهم لماذا !! وفي الحال تحوّل إلى طيف واختفى فوقعت على الأرض من شدة حزني وصدمتي لاختفائه عني فظهر الملاك العملاق الذي أدركت انه الملاك ميخائيل ، وأقامني وأخبرني كيف أكون مع الملك ، وأعطاني طبق من الفضة به ثلاثة تفاحات لم أرى مثلهم من قبل و أيضاً عنقود عنب ، وقال لي : إن الملك ترك هذا الطبق لك . فذُقت من التفاحة ، فاندهشت لأنها كانت تقطر شهداً وقلت في نفسي : أتركها لأختي [لأنه هكذا عادتي عندما أجد شيئاً جميلاً لا آخذه لنفسي] .. فتقوَّيت عندما ذُقت من التفاحة ، ثم جاءت إليَّ السيدة العذراء وبدأت تشرح لي كيف أضمن الوجود مع الملك باستمرار أي أشعر بوجوده معي ، وأخبرتني أنني لابد أن أقبل أي صليب وجعلتني أرى صورة الراعي في يدها ، وقالت لي : أنت خروف ، فلو سِرتَ وراءه بدون نقاش ستضمن الدخول للمرعى .. فأنا قَبِلت كل شيء منه وسِرت وراءه وأنكرت ذاتي إلى المنتهى ولم أفتح فاي ولهذا أنا هنا الآن في بيته الحقيقي بل وبجانبه و إلى الأبد سأكون بجانبه لأني صرت عضواً بل وجزءاً فيه ، و أنت أيضاً خلقك ليس لتصير صورة لي أنا بل صورة له هو لأنه لهذا خُلق الإنسان ليصير صورة لله ليكون مثاله في كل شيء وهذا سيكون أمراً طبيعياً عندما يصير الإنسان جزءاً منه وعضواً فيه لأن طبيعة أي عضو في الجسم هو نفس طبيعة هذا الجسم ويحيا أيضاً من هذا الجسم ولا يحتاج أي شيء خارجه والرأس هي التي تحرّكه. هكذا نحن سنصير كأغصان في كرمه فالغصن لن يحتاج أي شيء خارج الكرم.
فالعالم كله سيُصدَم عندما يأتي إلى هنا ويكتشف أنه كان مُعطى له نفس النعمة التي أُعطيت لأقدس القديسين ولكن لم يعمل بها لأن الله ليس بظالم حتى يهتم بعضو أكثر من الآخر بل وليس من الطبيعي أن يهتم إنسان بعضو ولا يهتم بعضو آخر في جسده. فالله جاء بنفسه وعاش الطريق وليس أنه نادى بالطريق فستكون الخسارة ما بعدها خسارة لمَن أضاع الفرصة التي هي لحظات وهي حياتكم على الأرض التي مثل النفخة التي سيتحدد عليها مصير أبدي لا نهائي .
فالعالم كله ساوم الوجود مع الله وفي الله إلى الأبد من أجل سراب ووهم ، فليتك يا ابني لا تفعل مثل أهل العالم ، فانظر إلى موسى الأسود الذي كان أبعد ما يكون عن الله ولكنه مجرد أنه أراد إرادة حقيقية ورفع نظره للسماء ليسأل عن الإله الحقيقي كلمه الله وعلّمه الطريق فأبصرت عيناه لأن الله يقول "ليكن نور"(تك1) وهو يقرع على كل باب فمَن أراد وفتح للرب سيكون نور في بيته وهذا هو أول كلام الله في الكتاب فكل نفس وُلِدت في الخطية مثل الأرض الخربة والخالية وعلى وجه غمرها ظلام ولكن روح الله يرفّ على وجه كل مياه ويقول ليكن نور فمَن أراد وفتح ستنفتح بصيرته مثلما حدث مع موسى الأسود ومريم المصرية وشاول الذي أضاء عليه بنوره هكذا مكتوب سيكون الجميع متعلمين من الله والمسحة تُعلّمكم كل شيء ولا تحتاجون إلى معلم . فانظر إلى أين وصلت مريم المصرية في نهاية حياتها ، فأنت وكثيرون في الكنائس لم تتحولوا مثل هذا التحوّل وأنتم مولودون في النعمة وفي النور ولديكم كل ما تحتاجونه فكان يجب أن تسألوا أنفسكم : لماذا لم تصلوا مثلما وصل هؤلاء إلى القداسة والكمال؟! وهذا لأنه لم تُوضَع الفأس على أصل الشجرة ، فالفأس هي قوة عمل الله في النفس لتقلع منه الإنسان العتيق والشجرة هي شجرة معرفة الشرّ التي تأصلّت فيكم فمَن يطلب سيبدأ يعمل الرب فيه لأنه مكتوب "هلك شعبي من عدم المعرفة" (هو4: 6).
ورأيت المكان الذي كانت فيه العذراء وكان يصعب وصفه فكانت العذراء في نفس القصر الذي قابلت فيه الملك وكنا في ناحية أو جزء من هذا القصر وفجأة نظرت إلى المكان الذي كان واقفاً فيه الملك وهو أعلى السلالم وكان هناك فتحة في جدار القصر مثل شرفة تطل على جنة يَصعُب وصفها وكانت الفتحة في جدار الحائط الذي كان من رخام أبيض ناصع مع أني لم أكن أرى نهاية للقصر من وراء أو من الجنب ولكن هذا الجزء هو بداية القصر. وكانت الفتحة تقريباً بعرض عشرون متراً وبطول خمسة أمتار وعلى ارتفاع عالِ ، وكان مازال الملاك ميخائيل واقفاً في هذا المكان ، فاشتهيت أن أنظر من الشرفة ففي الحال أدرك الملاك رغبتي هذه فجاء وحملني ورفعني وجعلني أنظر من هذه النافذة. وكان يَصعُب وصف المنظر من جمال الخضرة أو النهر الذي كان أمامنا بالفعل كان مثل البللور كما هو مكتوب في الكتاب وحتى الجبال من بعيد ولا أعلم ما هي بالتحديد ولكن يبدو هناك جبال وألوان لا يوجد لها مثيل على الأرض كالقرمزي والرماني والنبيتي والرمادي الفاتح أو درجات الذهبي وكانت هذه الجبال أو التلال كأنها مملوءة بحجر اليشب وهو الألماس والعقيق ، وكانت الأرض خضراء ممتدة وحتى اخضرار العشب كان عجيباً فكأن كل عشبة مضيئة من ذاتها بتدريج ألوان الأخضر الذي يُبهِرْ العين وكأني لم أرى ألواناً من قبل. ولكن في الحقيقة لم يبهرني جمال الطبيعة تماماً وإن كنت اندهشت من جمال السيدة العذراء والنور الخارج منها ولكن كل هذا لا يساوي شيء بكم الأحاسيس والعاطفة التي كنت أشعر بها عندما كنت أنظر إلى وجه الرب فهو يسبي سبياً ويجعل العقل لا يمكن أن يفكر في أي شيء لأنه سُبِيَ سبياً. ثم أخرجني الملاك من هذا المكان وهو يحملني من الجلباب الذي كنت أرتديه وطار بي وأخرجني من هذا القصر الذي يبدو أنه لا نهاية لطوله وهذا ما قاله لي الملاك لهذا كان لا يَجدِي أن أسير على قدمي. ثم ذهب بي إلى مكان ما في العالم به فقراء وقال لي إن كنت تريد أن تبقى مع الملك ادخل بيوت هؤلاء الفقراء واهتَمّ بهم وهذا كبداية لخدمة الرب لتتدرب على الرحمة التي هي أول صفة من صفات الله.. .. ويطول شرح باقي الرؤيا . وحتى لا أطيل الحديث لأن الرؤيا طويلة حيث أنني في هذه الرؤيا رأيت أورشليم السمائية من بعيد ورأيت المكان الذي تسكنه العذراء ورأيت يوحنا المعمدان وأدركت انه هو والعذراء وصلوا إلى أعلى درجات البشر على الإطلاق .
فعندما استيقظت بدأت أفتح عيني وبدأت أستدرك بعقلي ما كنت أراه لأن ما رأيته بالفعل كان ليس حلماً وخصوصاً أنني حضنت الرب وكانت حاسة اللمس قوية جداً وبينما كنت أفكر في هذه الأمور وجدت عامود نور في الغرفة التي كنت فيها .. [ وهذا الأمر كان حقيقة وأنا في كامل اليقظة وليس في الرؤيا ] .. وخرجت يد بشرية من عامود النور ووضعت فوق رأسي وشعرت بالفعل بيد تلمسني ، وسمعت صوتاً يقول لي : خلاص يا فولان : أنت لن تشعر بأي ألم منذ الآن ، والذي أريد أن أخبرك به أنك كنت ميتاً بالفعل حسب مقاييس ومفاهيم البشر فإن روحك لم تكن موجودة في جسدك طوال تلك الفترة فأنت لم تكن نائماً لهذا كنت تشعر بكل شيء بطريقة طبيعية حتى إن حاسة اللمس والشم والتذوق والنظر كانت هي هي ، والأرض التي لمستها بأرجلك والثمرة التي ذقتها كانت حواسك حقيقية ، فإن النفس تشعر بكل شيء ولكن أنا قد وضعت هذه النفس في جسد وهذا الجسد بعد سقوط آدم صار يطلب ويشتهي العالم وينجذب إليه لأن ادم رفض أن يستوطن فيَّ كالغصن في الكرمة لهذا جاع وصار جوعه لانهائي ، فإن قاومته وصلبته ولم تطيعه في أي شيء يهواه سيَبطُل هذا الجوع أي ستهدأ ثورته عندما تشبع مني أنا ، فلن تجوع بعد ذلك. واختفى الصوت والضوء فزاد تعجبي . واستيقظت تماماً وكان أول يوم في حياتي استنشق الهواء بدون تعب لأنني منذ ولادتي لم أقدر أن آخذ شهيقاً بقوة ، وبالطبع لم أكن أستطيع أن أصعد السلالم بسرعة أو أن أجري أو أصعد إلى جبل بل وكان أي ألم أو أي فرح يذبح قلبي ، ولعلَّ كل إنسان مريض بالقلب يُقدِّر حجم آلامي كيف كانت ، ولكن عندما سمعت صوت الرب الذي أدركت انه هو الصوت الذي كلمني وأدركت أن الذي حضنته هو السيد المسيح والمرأة التي رأيتها كانت السيدة العذراء ، فأدركت أن الرب قد شفاني بالفعل . وصرت عند استيقاظي في ذهول من هذا العالم الأرضي الذي صار بالنسبة لي عالم غريب جداً وظللت أياماً في هذه الحالة وكأني لست من هذا العالم ، فكنت لا أرى إلا وجه الرب أمامي ولا أسمع غير صوته ، و عندما يكلمني أحد لا أستطيع التركيز معه ، وهذه الحالة يصعب وصفها ولكنها ظلت أياماً واشتهيت أن أموت في هذه الأيام حتى أصعد مرة أخرى لأمكث مع الرب الذي سباني سبياً عجيباً . فالذي نام شخص .. أما الذي استيقظ شخص جديد غريب ، ليس لأن قلبه قد شُفِيَ بل كما هو مكتوب "تغيَّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" (رو12: 2) أي أن عقلي تغيَّر تماماً وصار لي الإدراك والمعرفة والنضوج بالحق ، واستيقظت على أن ما كان يشغلني قبلاً كان هو الباطل بل وكل الباطل وكله قبض الريح ، وأدركت لماذا سمح الرب لي بكل هذه الآلام لأني أدركت أنه العلاج من كل مرض. واختفى الصوت والضوء فزاد تعجبي . واستيقظت تماماً وكان أول يوم في حياتي استنشق الهواء بدون تعب لأنني منذ ولادتي لم أقدر أن آخذ شهيقاً بقوة ، وبالطبع لم أكن أستطيع أن أصعد السلالم بسرعة أو أن أجري أو أصعد إلى جبل بل وكان أي ألم أو أي فرح يذبح قلبي ، ولعلَّ كل إنسان مريض بالقلب يُقدِّر حجم آلامي كيف كانت ، ولكن عندما سمعت صوت الرب الذي أدركت انه هو الصوت الذي كلمني وأدركت أن الذي حضنته هو السيد المسيح والمرأة التي رأيتها كانت السيدة العذراء ، فأدركت أن الرب قد شفاني بالفعل . وصرت عند استيقاظي في ذهول من هذا العالم الأرضي الذي صار بالنسبة لي عالم غريب جداً وظللت أياماً في هذه الحالة وكأني لست من هذا العالم ، فكنت لا أرى إلا وجه الرب أمامي ولا أسمع غير صوته ، و عندما يكلمني أحد لا أستطيع التركيز معه ، وهذه الحالة يصعب وصفها ولكنها ظلت أياماً واشتهيت أن أموت في هذه الأيام حتى أصعد مرة أخرى لأمكث مع الرب الذي سباني سبياً عجيباً . فالذي نام شخص .. أما الذي استيقظ شخص جديد غريب ، ليس لأن قلبه قد شُفِيَ بل كما هو مكتوب "تغيَّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" (رو12: 2) أي أن عقلي تغيَّر تماماً وصار لي الإدراك والمعرفة والنضوج بالحق ، واستيقظت على أن ما كان يشغلني قبلاً كان هو الباطل بل وكل الباطل وكله قبض الريح ، واستيقظت على أن ما كان يشغلني قبلاً كان هو الباطل بل وكل الباطل وكله قبض الريح ، وأدركت لماذا سمح الرب لي بكل هذه الآلام لأني أدركت أنه العلاج من كل مرض .
وبعد هذه الحالة التي ظللت فيها وكنت أصلي لأني أريد أن أشعر بالرب الذي كأني حُرمت منه كالطفل الذي أخذوه قهراً من أمه ، ولكي أتأكد من شفائي بدأت أجري في شوارع هذه البلد الأجنبية وخصوصاً أن المستشفى كانت قريبة من غابة لأنها كانت في نهاية المدينة . وصعدت إلى الجبل الذي كان قريباً مني ، وصعدته وأنا أجري . وكانت المفاجأة والمعجزة وهي شفائي . فلم أتعب حتى مثل أي إنسان يجري بل وكأني لم أجري ولم أشعر بأي تعب . ولكي أتأكد من شفائي لم آكل أي طعام في هذا اليوم مع أن مريض القلب لا يمكن أن يصوم بسهولة لأنه يحتاج إلى طاقة وغذاء مكثف . ومرت أيام وظللت أيضاً صائماً أسبوعاً دون أي طعام أو أي شراب لأن هناك مَن شكَّكَني في شفائي ومن الرؤيا أيضاً وخصوصاً أقرب أصدقائي الذي كان يتهكَّم عليَّ .. ولهذا كنت أريد تأكيد ما حدث لنفسي لهذا صُمت أسبوعاً كاملاً بلا ماء وكنت أشعر كأني كنت قد أكلت منذ ساعات ولا أشعر بالجوع إطلاقاً بل كان فرحي يصعب وصفه و أنا أكاد لا أصدق كيف حدث هذا وكنت أبكي من الفرحة لشعوري بعدم استحقاقي لأي شيء مما حدث سواء رؤيتي للرب أو انه يشفيني أو انه يعطيني قدرة الصيام هذه . ولكن المفاجأة الحقيقية ليست هذه المعجزة بل هناك مفاجئتان عجيبتان : الأولى .. أنني عندما خرجت من المستشفى خرجت هرباً دون أخبر أي طبيب لأنني ظننت انه لن يصدقني أحد بشأن ما حدث . والمفاجأة أنني ذهبت أنا وصديق حميم لي في هذه الدولة الأجنبية إلى طبيب قلب متخصص وكشف عليَّ ، وكانت المفاجأة أن المرض مازال موجوداً أي أن صمامات القلب كما هي والروماتيزم كما هو كما أن ضربات القلب غير منتظمة ، ولأنني كنت صائماً أسبوعاً كان ضغط الدم 50/60 ، وهذا بالطبع ضعيف جداً . فتعجّبت وشككت في أول الأمر ، وقال لي الطبيب في أول الأمر : أنت من تعداد الوفيات، فكيف لا تشعر بأي ألم أو ضعف؟!! لكن كانت المفاجأة له ولي أيضاً أن تحليل الدم الذي يخصني كان مذهلاً ، وكأن إنسان يتغذَّى بطريقة كاملة بل وإن الهيموجلوبين كان عالياً وكاملاً وكان 8 ,13 لكل سم3 ، وأي طبيب يذهل من نسبة الهيموجلوبين هذه ولا يصدقها أنها لإنسان كان صائماً 8 أيام مباشرة ، حتى أن الطبيبة المُحلِّلَة للدم قالت لي "أنا [أي الطبيبة] أهتم بغذائي بأعلى ما يكون ومع هذا نسبة الهيموجلوبين عندي 5 ,8 لكل سم3" ، والذي يؤكد لي أيضاً أني لا أشعر بأي تعب من القلب أو من الصيام حتى ؟!!!! وظللت محتاراً لأيام ولا أفهم . فرأيت الرب مرة أخرى في رؤيا يقول لي : أنت خلاص شفيت ولا تهتم بأي شيء ولا بالأمور الجسدية أو العالمية.. لا تهتم لحياتك ولا لجسدك لأني أنا الذي أعولك .. أنا الرب تكلّمت .. أنا أريد أن أُظهِر عجائبي معك ، ولكن احذر أن لا تسير ورائي وإلا تنزع منك نعمتك ، فكانت وصيتي «لا تهتموا بشيء ، بل اطلبوا أولاً ملكوت الله وبِرَّهُ وكل هذه تُزاد لكم ، بل إن كنتم قد مُتُّم مع المسيح فلماذا كأنَّكُم عائشون في العالم؟!! فإن كنتُم قد مُتُّمْ مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح واهتموا بما فوق لا بما على الأرض». فاستيقظت وعلمت أن الرب كان يريد أن يظهر قدرته العجيبة ، وبالفعل حتى اليوم بعد مرور عدة سنوات لا أشعر بأي شيء ولا أي ألم حتى حقن البنسلين التي كنت معتاداً عليها أو أقراص الأوسبن بنسلين لم آخذها بعد هذا اليوم ، ولم أهتم بالغذاء الذي كان لابد أن آخذه .
أما العجيبة الأخرى .. أن وضع الرب ليده على رأسي قد غيَّر نظري الذي كان ضعيفاً وكنت أرتدي نظارة ، ففي اليوم الأول الذي استيقظت فيه في يوم المعجزة لم احتاج إلى النظارة لأنني رأيت أن نظري صار حاداً جداً . وكانت بشرتي لونها أسمر فصارت فاتحة بل وتغيّر شكلي تماماً حتى إن أغلب أقاربي عندما حضرت إلى مصر لم يعرفوني تماماً ، حتى أنهم احتجزوني في مطار ديترويت عند ذهابي لأمريكا بعد المعجزة لأني صورتي كانت قد تغيَّرت أيضاً وخصوصاً جمجمة الرأس تغيَّرت ووجهي الذي كان بيضاوياً صار مثلثاً وملامح الوجه تغيَّرت تماماً. ومن حكمة الله العجيبة وترتيباته الدقيقة أن صديق قريب جداً في الخارج كان قد اشترى كاميرا فيديو قبل المعجزة بأيام حتى يصوِّرني ولم يكن شكلي قد تغيَّر حينئذٍ ، وسمح الرب بهذا حتى يرى الجميع صورة حية متحركة لصورة إنسان خاطئ قد غيّر الرب قلبه وشكله تغيير كلّي وجذري ، حتى أن أطباء في أمريكا لم يصدقوا أن الشخص الذي في الفيديو هو أنا لأنهم قالوا لي أن هناك جينات وراثية تجعل الإنسان لا يتغيّر في أشياء خاصة مثل لون العين أو لون البشرة . لكن غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله والرب كان هدفه زيادة إيماني أنا نفسي قبل كل شيء ثم مَن أراد أن يؤمن بعد ذلك فكما يريد . لأن هدف المعجزة تغييري أنا .
ولكن في هذه السنوات عندما كنت أُغضِب الرب في أي أمر كان يعود شعري مرة أخرى لطبيعته وأشعر في الحال بآلام القلب مرة أخرى ، وأحياناً تستمر أزمة قلبية أيام ليذكِّرني الرب بطبيعي القديمة ، وبالطبع تكون هذه الحالة وسط بكاء شديد حتى يسامحني الله . وخصوصاً أنني كنت أخشى في أول مرة من أن الله لا يعود يعطيني هذه النعمة مرة أخرى . ولكن بعد أيام ، لا أعود أشعر بأي تعب في القلب ويعود شعري مرة أخرى ناعماً و لهذا السبب ترك الرب لي المرض يبقى كما هو حتى أظل حذراً وحريصاً وفوق كل تحفّظ أحفظ قلبي كما أخبرني الرب في رؤيا ، و أيضاً قد فعل الرب هذا أي انه أبقى هذا المرض حتى اليوم حتى يصدقني بالفعل أي إنسان أنني بالفعل كنت مريضاً بالقلب لأنه يمكن لأي إنسان أن يقول عن نفسه "كنت مريضاً والرب صنع معي معجزة وشفاني" لكن البرهان القاطع لهذه المعجزة أن المرض مازال موجوداً و أي طبيب يمكنه أن يدرك هذا .. ومع ذلك لا أشعر بأي ألم أو تعب ، بل وصحتي أفضل بكثير من أي إنسان عادي لأن الإنسان العادي لا يستطيع أن يصوم أسبوعاً ويصعد إلى جبل وهو يجري . بل والعجيب انه بعد أسبوع من الصيام و عندما فوجئت أن المرض مازال موجوداً لكي يزداد تأكدي شربت في هذا اليوم فقط ماء بسكر لأني كنت بدأت أتعب ، وظللت أسبوعاً آخر صائماً انقطاعي وكنت أشعر بشبع كامل من الله وخصوصاً بعد القداس . وبعد الأسبوع الثاني أيضاً كررّت هذا الأمر وشربت ماءاً وسكر يوم السبت وظللت أسبوعاً ثالثاً ومن هنا تأكدت تماماً من يد الرب العجيبة .
وأيضاً رأيت رؤيا هامة جداً وهي أني رأيت نفسي مرة في جنة عدن وكأن الرؤيا حقيقة ووجدت نفسي أمام شجرة معرفة الشر فتسائلت لنفسي كيف يقبل أدم أن يميت نفسه بنفسه بعد تحذير الرب "موتاً تموت" وفجأة وجدت الحية التي أغوت أدم وكان طولها عشرة أمتار تقريباً وكان رأسها بحجم رأس الانسان وكانت مفزعة جداً بالنسبة لي وحاولت أن تغريني أولاً أن آكل من الثمرة وعندما رفضت حاولت أن تخيفني بأنها ستؤذيني فصرخت للرب وفي الحال وجدت السيد المسيح بجواري ومعه الصليب الذي رأيته من قبل وكان أيضاً مضيئاً جداً وقال لي : بهذا ستخلُص. فعندما اقتربت مني الحية لتهاجمني ضربتها بالصليب فاحترقت . فشكرت الرب وبدأت أسأله لماذا وُلِدنا في الخطية وفي العبودية ولماذا لم تمتحن يارب كل انسان الامتحان الذي امتحنته لآدم ؟ فكيف أُعَاقَب وأحمل ذنب إنسان آخر هو الذي أخطأ وليس أنا ؟!!! وأنا أعلم جيداً أنك كُلِّي العدل والحكمة لأنه مكتوب "بإنسان واحد دخلت الخطية للعالم .. هكذا أخطأ الجميع" (رو5: 12) ولكن في الحقيقة نحن مولودون حاملون لهذه العقوبة ونحن لم نخطئ بل آدم هو الذي أخطأ. فأنا أعلم يارب أن فدائك رفع العقوبة أي حلّ المشكلة أي أزال المرض . ولكن لماذا أُولَد في مرض أصلاً وليس لي فيه أي ذنب . وهناك إنسان مثل القديس يوحنا لم يجاهد سنوات طويلة حتى يبدأ في معرفتك كما نفعل نحن؟ ولم يدفن البذرة وظل مصلوباً فترة حتى يبدأ الاتصال الحقيقي بك حتى يبدأ أن يشعر بك بالروح التي تبدأ تنمو فيه التي بمثابة الجذر ، بل إنه قبل أن يُولَد حتى عرفك وسجد لك وشعر بك وأحسّ بك!!! فكيف يكون هذا عدلاً وأنا أثق أنك كليّ العدل ؟ فإن كانت هذه نعمة : فلماذا لم تعطي هذه النعمة لإنسان آخر
فقال لي الرب: أنا كنت أعلم كل نفس ماذا كانت ستفعل لو كانت مكان آدم فمكتوب "بمقتضى علم الله السابق اختارنا فيه للتبني" (أف1) أي كنت أعلم ماذا كنت أنت ستفعل لو كنت مكان آدم وأعلم كل نفس أيضاً ، لهذا بدأ يوحنا المعمدان بعبادتي وهو في بطن أمه ولم يكن حتى عقله تحت سبي العبودية أي عبودية الجسد والذات ، فهو لم يكن يحتاج أن ينضج الجسد حتى ينضج عقله بل استطاع أن يعرفني وهو جنين حتى قبل أن يُولَد .. ويطول شرح ما أخبرني به الرب فكأني ظللت كأني أيام اسمع في هذه الحقائق. وعرّفني الرب لماذا يُولَد أطفال في منتهى التواضع والهدوء الملائكي وآخرون يُولَدوا عكس ذلك تماماً. فقال لي الرب: إن الأمر لم يبدأ بولادة الإنسان ولكن بعِلْمِي السابق حسب العدالة الإلهية كنت أعرف قبل إنشاء العالم كل نفس أي إله كانت تريد أن تعبده فإن أم موسى النبي ترمز لأحشائي ورأفتي عندما خبأت موسى ثلاثة أشهر ، فموسى يرمز للنفس الجميلة التي كنت أعلم أنها ستعود إليّ والنهر هو العالم وابنة فرعون كل أم جسدية الذي كان لابد أن أضع كل نفس في يديها فترة ، فعندما نضج موسى وكبر رفض الأم الجسدية لأنه عرف من هو أبوه الحقيقي وأمه الحقيقية فأَبَىَ أن يُدعى ابن ابنة فرعون ، فولادة موسى وبداية قصته ليست هي عندما أمسكته ابنة فرعون لكن قبل أن ينزل نهر العالم كانت هناك بداية حقيقية ، وهذا هو السر المختوم الذي اكتشفه بولس وقال: ليتكم تعرفوا درايتي بالسر المختوم (أف3: 4) ، فبالروح يفحص الإنسان كل شيء حتى أعماق الله وأنت باتصالك الدائم بي ستنمو في معرفتي ومعرفة كل شيء .. معرفة الطريق ومعرفة مرضك وكل جزئية في ضعفك ومعرفة العلاج الذي يُعِيدك لصورة آدم الأولى .
وبدأ الرب يظهر لي في رؤى كثيرة يشرح لي الطريق ويريني ضعفاتي ورأيت قديسون كثيرون مثل الأنبا كاراس والأنبا أنطونيوس والبابا كيرلس وموسى الأسود وكل منهم يشرح لي عن موضوع هام في الكتاب . ففي مرة من المرات رأيت أنني في الرؤيا أقف على باب مغارة في الصحراء وخرج منها إنسان منير جداً ذو هيبة فعندما رأيت انحنيت لأصنع له ميطانية فعلمت أنه الأنبا كاراس السائح وأول كلمة قالها لي "مولودين ثانية لا من زرع يفني بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية" (1بط1: 23) وبدأ يشرح لي أن هيكل الله لكي يتم بناؤه لابد أن يوضع حجر الزاوية أولاً وقال لي "مبنيين بحجارة حية بيتاً روحياً كهنوتاً مقدساً لتقديم ذبائح مرضية" (1بط2: 5) وأخبرني أن الوصول لله يبدأ بإرادة حقيقية ثم السعي لله وأخبرني عن سفر العبرانيين وما فيه وكأني بالفعل كنت معه أي في الزمن الذي كان فيه وهذا أمراً عجيباً جداً ولكن الرب كان يسعى بكل قوة لكل ما هو يبني لأنه مكتوب "عاكفين على ما هو للبنيان" (رو14: 19) فكم وكم سعي الرب لبنياننا.
وأراني الرب أشخاص لم أعرفهم ويريد أن أتعرّف عليهم سواء في هولندا أو أمريكا ، وكان يريدني أن أتعرَّف إليهم لأنهم خاصته ويريد الرب أن أتعزَّى منهم وهم يتعزُّون بما عمله الرب معي وبالفعل كنت أذهب إليهم وكانوا يتعجّبون كيف عرفتهم شكلاً واسماً . ففي اليوم الذي أذهب لأحد وفيما أنا نائم أجد شيء يسقط عليَّ فأصير في فزع يصعب وصفه و أعلم أنه الشيطان و أن شيئاً حقيقياً قد وقع عليّ وليس في الرؤيا ، وفي الرؤيا أجده يهددني بأشياء كثيرة يطول شرحها وكل هذا لمجرد أن أشخاص بدءوا يعرفون الطريق لهذا كان يريد أن يفترسني افتراساً .
وكانت عائلتي تسكن في ولاية ميتشجان وظللت في أمريكا سنتان حسب أمر الرب ثم عدت مرة أخرى إلى تلك الدولة الأجنبية التي درست فيها قبلاً ، وبدأ الرب يريني أن الشر قد كَثُرَ في العالم ، وإني أرى الرب يبكي بدموع غزيرة وخصوصاً انه يبكي على الكنائس وعلى بعض الأديرة أيضاً . فقد رأيت كنائس معينة صارت خربة جداً وبعض أديرة رأيتها مظلمة ، وعرّفني الرب بأشخاص هم أيضاً يروا ما أنا أرى تماماً ورأيت العذراء مرة وهي تصرخ وتبكي وهي جالسة على الأرض وهي تبكي بكاءً مُروِّعاً على الكنيسة . وقال لي الرب أن كل هذا بسبب أن الناس لم تسير في الطريق الكرب ولا تجاهد الآن ولا تعيش الصليب ولم تسلك كما سلكت أنا ولا حتى تعظ وتنادي بالصوم ولا بالصلاة ولا بقمع الجسد وصلبه . وقال لي الرب : ما فائدة تجسدي إن لم تسلكوا كما سلكت أنا ، فأنا قد جئت لأعطيكم المثال ، فأنا هو الطريق ومَن لم يعيش كما عِشت أنا ، ومَن لم يسلك كما سلكت ، ومَن لم يموت بشِبه موتي فهو لا يسير في الطريق الصحيح لهذا لن يصل أبداً لأنه لا يستطيع أحد أن يضع أساساً آخر غير الذي وُضِعَ وهو حياتي التي هي الجهاد القانوني وحده أي هو الطريقة الوحيدة للخلاص ، فأنا لم أكن أحتاج أن أنمو وأتقوَّى بالروح وأن أتغصَّب في الصوم والصلاة لكن قد أريتكم مثالاً لكي تتبعوا خطواتي .. فأين هذا الآن ؟!!!! فإن كان آدم مجرد انه أعطى جسده ما اشتهاه وكان شيئاً صغيراً جداً [ وهو قطمة تفاحة ] جعلت طبيعته تغيَّرت تماماً وانفتحت عيناه على الأمور الجسدية ، فكَم وكَم الذين يتنعّمون الآن وحتى الذين في الأديرة بالطعام الفاخر والشهي وتنعمات الجسد من تكييف و .. و .. !!!! أين الكلام الذي أوصيتكم به ؟! فهل هذا هو الطريق الكرب والباب الضيق الذي أوصيتكم أن تجاهدوا في الدخول فيه؟! وهل هذا هو الإنجيل الذي عِشتُه أنا ؟!! "فأنتم عبيد للذي تطيعونه" (رو6: 16) . فأنا قد أوصيتكم "لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون ولا تهتموا قائلين ماذا نأكل فإن هذه كلها تطلبها أمم العالم بل اطلبوا أولاً ملكوت الله وبِرَّه .. وكل هذه تُزاد لكم" (لو12: 22، مت6: 31) فلماذا لم تصدقوا كلامي ولا تطيعونني ؟!! فإنكم بذلك لا تعبدونني لأنه مكتوب "أنتم عبيد للذي تطيعونه ، والذي يحبني يحفظ وصاياي" فطالما لا تطيعونني فأنتم لستُم حتى عبيداً بالنسبة لي .
لذلك وأنا في خلوة في بعض الأديرة قال لي الرب : أصحاب هذا المكان ليس كلهم مسيحيون لأن المسيحي هو الذي يسلك كما سلكت أنا ويسير الطريق الذي عشته أنا ويطيع وصاياي فأنتم عبيد للذي تطيعونه فقط ، ومَن لا يطيعني هو لا يعبدني ، وخصوصاً الآن لا يحب كل واحد الآخر محبة القريب كالنفس . ورأيت رؤى كثيرة ، وكان يقول لي الرب انه : يوجد هنا في هذا الدير أشخاص كثيرون ليسوا مسيحيون لأنهم لا يتبعوني ولا يطيعوني ولا يعيشون الإنجيل ولا الطريق الكرب الذي أريتكم إياه . وكان الرب يبكي بأكثر حرقة على الرعاة و .. . و أيضاً لست أنا وحدي أرى كل هذا ، فإن الرب عرَّفني على أشخاص يرون الرب حزيناً . وهذا قد رأيته أنا مرات عديدة . .............أكمل قراءة المعجزة......>
الصفحة رقم (1) | (2) | (3) | (4) | (5) | (6) | (7)
تم تحديث الصفحة: 6/6/2006
الصفحة الرئيسية | المعجزة | رسالة هامة | رسالة الدينونة | أسئلة هامة | قاعة الصور | ألبوم الصور | مشاهدة المقدمة فلاش |
إنزال محتويات الموقع | مساعدة في عرض الصور والموسيقى بالفلاش | عظة روحية