سألني الرب : ما هو ذنب كل إنسان الآن مولود في عبودية؟!! فلماذا لم يخلقنا الله بالصورة التي خلق بها آدم وهو حراً نقياً غير مُستَعبَد ثم يمتحن كل إنسان نفس الامتحان الذي امتحن به آدم؟!! أي يُعطِي كل إنسان نفس الفرصة التي أعطاها لآدم ؟؟!! أَ لم يكن هناك احتمال أن يكون هناك أُناس لا يخالفون وصية الله ولم يأكلوا من الثمرة وبهذا يظلوا أنقياء غير مُستَعبَدين ولا يحتاجوا إذن إلى فداء أو جهاد حتى الدم حتى يتحرَّرُوا؟!!
أليس ظلماً من الله أن يفترض أن كل إنسان أكل من الشجرة؟! أليس ظلماً أن يجعلنا نُولَد في عبودية أي يجعلنا نَرِث الخطية و العبودية أي يجعل خطية آدم تدخل إلى العالم ثم الموت يسود على الجميع (رومية5: 12) فأين الرحمة هنا بل أين العدل بل أين الحكمة فيما صنعه الرب؟! أليس هذا أمراً غامضاً وغريباً عن الله الذي نعرفه؟! وليس هذا فقط بل وبعد ذلك: مَن لا يجاهد حتى الدم في الطريق الكرب الذي ما أكربه ، ومَن لا يموت بشِبه موت الرب لن يحيا ولن يقوم بل وسيذهب للجحيم..؟!!! فما هذا الظلم؟!!!! أَ لم يكن هناك احتمال إذا كنت مكان آدم أن لا أطيع مشيئة ذاتي وأطيع الله..!!!
فكيف يُفتَرَض الله سوء النية من كل إنسان ويفترض الشر من كل إنسان أي يفترض المعصية.. أي يفترض أن كل إنسان كان سيفعل ما فعله آدم؟!!! ألم يبدو أن الله هنا أجبر كل إنسان على أن يشقى ويتعب ثم يقف تجاهه موقف القاضي الظالم المُتَرَصِّد حتى إذا لم يجاهد أحد يلقيه في الجحيم؟!!
وما هو فضل يوحنا المعمدان حتى يمتلئ من الروح القدس قبل أن يُولَد؟!! أليس هذا أيضاً تفريقاً أو ظلماً من الله أن يَخُصّ إنسان بهذه الطهارة والنقاوة ويجعله يبدأ في عبادته والسجود له حتى قبل أن يُولَد؟!!!
فما هو السر الغامض هذا في أن الله يبدو قاهراً ظالماً مُستَبِدّاً افترض المعصية من كل إنسان دون أن يمتحنه حتى أو أن يعطيه نفس الفرصة التي أعطاها لآدم وكأنه يريد أن يتمتع بعذاب كل إنسان لأنه خلقنا لنُكابد في جهاد حتى الدم ومَن لم يجاهده يترصَّد له الله ويُلقِيه في نار الجحيم إلى أبد الآبدين؟
لماذا قام الرب في اليوم الثالث بالتحديد وليس بعد ثلاثة أيام شمسية؟! أي لم يمكث 72 ساعة في القبر؟!! وسواء هذا أو تلك .. فما هو المغذى من بقاؤه هذه الفترة بالتحديد داخل القبر ثم خروجه دون أن ينفتح القبر ويرفع الحجر!! ثم بعد ذلك يرفع الحجر!!!!
وسألني الرب : لماذا خلق الله الإنسان ..؟ ماذا كانت صورة آدم أولاً؟ وكيف تغيَّرت .. أي ما معنى انفتحت أعينهما؟ و لماذا سقط آدم ؟! و لماذا طرده الله ؟! هل لأن آدم لم يطيع الله فسقط أي تغيَّرت صورته و طبيعته؟! إذن لماذا لم يطيع آدم الله .. كيف لم يبالي بموته [أي لم يخاف من موته] عندما حذّره الرب انه سيموت موتاً لو أكل من الثمرة ؟! فماذا بعد موت الإنسان ؟! أي ما هو الشيء الذي يهتم به الإنسان ويهمه أكثر من حياته و ماذا ينتظر آدم بعد موته ؟!
فهناك احتمالان لا ثالث لهما في عدم إطاعة آدم لله : إما أن آدم لم يصدق الله في أنه سيموت بالفعل ، أو أنه كان يعرف أن الله جادٌ في كلامه أي أدرك أنه سيموت وحدث شيء لعقله جعله كأنه فاقد الوعي في وقت أكله من الثمرة لأنه لا يمكن لإنسان أن يكون متأكد من موته عندما يعمل شيئاً ومع ذلك يفعل هذا الشيء بنفسه وهو بكامل وعيه ، لأنه لا يمكن لإنسان عاقل انه يريد أن يموت !!! فماذا ينتظر بعد موته؟! إذن كيف لإنسان يعرف أنه سيموت عندما يفعل شيئاً ما .. ومع ذلك يفعل هذا الشيء؟! فلو ظهر الله لإنسان يسير في طريق وأخبره انه في نهاية هذا الطريق بركان مهلك ومع ذلك أكمل هذا الإنسان سيره في هذا الطريق ..!! فما هو هذا السِرّ في عدم مبالاة هذا الإنسان وعدم خوفه؟! فالاحتمال الأول إن هذا الإنسان لم يصدق الله أو الاحتمال الثاني أن عقله قد سُبِيَ وكأنه لم يفهم الله أو كأن هناك قوة خفية تحرِّكه وتسبيه سبياً حتى لم يعُد لهذا الإنسان أي رأي أو مشيئة . فما هو السرّ في أن آدم بعد تحذير الله له بأنه سيموت لو أكل من الثمرة ، ومع ذلك يقول الكتاب أن حواء أكلت وأعطت رجلها فأكل معها أي بدون أن تتفوَّه حواء له بأي كلمة صار رهن إشارتها إلى هذا الحدّ ولم يبالي بموته ولم يخاف أيضاً . فكيف صار آدم لا رأي له ولا مشيئة بل ولا يشعر ولا يحسّ ولا يخاف حتى من موته ولا يعرف ماذا يفعل ؟!!!!!!
و ماذا كان يقصد الله في قوله "موتاً تموت" ؟! هل كان يقصد أن آدم سيموت فيما بعد ، أَمْ أن شيئاً مات فيه ؟! أي ماذا حدث لآدم من تغيير بعدما أكل الثمرة ؟! أي ما هو الطريق الذي كان سيصل بآدم للصورة التي خلقه الله ليصير فيها ؟! وهل كان يمكن لآدم الوصول للكمال بدون ناموس أو وصية أَمْ لأن الله لم يخبره عن الهدف الذي خلقه من أجله لم يعرف آدم أن يصل لله ؟! فهل الله مذنب إذن .. أي هو السبب في عدم وصول آدم إليه لأن الكتاب لم يذكر أن الله أخبره بالهدف أو طلب منه أي شيء غير وصية واحدة وهي عدم الأكل من الثمرة ؟! فهل في جوهر هذه الوصية خطوات الطريق لله ؟! أَمْ ما هدف هذه الوصية ؟! هل كان يقصد الله إنه يصير الإله المهيمن الذي يأمر حتى يخافه آدم أَمْ كان في الثمرة شيئاً كأن الله يخاف على آدم لو أكل منها أنه سيموت أي هل الثمرة كانت ثمرة عادية ؟! فهل مجرد عدم إطاعة آدم لله يتكلَّف الأمر كل ما حدث .. أي أن يصير آدم تحت ناموس وعبودية وتصير أيضاً كل البشرية في عبودية مريرة للجسد والذات ويحتاج الأمر جهاد مرير في طريق كرب وجهاد حتى الدم وربما بعد كل هذا الجهاد طوال عشرات السنوات لا يعود الإنسان لصورة آدم الأول ..!! ويتكلف الأمر أيضاً أن يتجسد الله ليموت ويُوفِي العدل الإلهي ؟! فهل مجرد عدم إطاعة إنسان لله يحدث كل هذا التغيير الذي حدث في آدم؟!! فما هو هذا التغيير الذي طرأ على آدم ؟! و لماذا حدث هذا التغيير وما هو هدف الله من تحذير آدم ؟! و لماذا لم يشرح الله لآدم كل هذه الأمور لو كان الله بالفعل يحب آدم ؟!!!! فهل من حكمة الله أن لا يتكلم بأي صورة ؟! وهل كان الله قد فتح ذهن آدم على كل هذه الأمور وعاقبة فعل آدم .
لأن هذا الأمر عجيب جداً : كيف بعد كل هذه الترتيبات التي أعدها الله للإنسان قبل أن يخلقه وبعد ذلك لا يسعى الله أن يجذب آدم إليه ولم يكلِّمه حتى عن الهدف الذي خلقه الله من أجله ولا عن الطريق للوصول لهذا الهدف ولا حتى شرح له الرب عاقبة عصيانه ولا أضاء له بالخطورة العظيمة التي ستترتب على أكله من الثمرة ولم يوضح له اللعنة التي هي العبودية التي سيصبح تحت سبيها ولم يعطيه أيضاً استنارة كافية على إنه سينجب شعوباً عظيمة وكبيرة وكلها ستحمل هذه اللعنة التي ستحلّ عليه وهي العبودية المريرة..!!! ففي هذا عجباً شديداً .. فكأن الرب لم يبالي بالخليقة التي خلقها التي كان يشتاق أن تصير على صورته وكأن آدم ليس له قيمة بالنسبة له.. ، ولكن فقط أوصاه وصية بسيطة جداً ولم يشرح له عواقبها ، وببساطة عندما لم يطيعه آدم تغيَّرت طبيعته تماماً ، وصار عبداً وفي عبودية مريرة جعلته لا يعرف ماذا يفعل ولا يفعل ما يريده (رو7) . وبعد ذلك طرده الله !!! ويتطلَّب الأمر الآن جهاد عشرات السنوات ليعود الإنسان لطبيعته الأولى كما فعل كل آباؤنا القديسون ..!! فهل لمجرد سهوة وعدم إطاعة يتكلَّف الأمر جهاد عشرات السنوات وربما بعد كل هذا الجهاد لمدة عشرات السنوات لا يعود الإنسان أيضاً إلى طبيعة آدم كما أخبرنا القديس بولس "أسعى .. لعلِّي أُدرِك" (في3: 12) ، فما ذنب كل إنسان لم يُعطَ له فرصة آدم لأن كل إنسان بالفعل وبالحقيقة لم يخطئ ولكن الذي أخطأ هو آدم !!! .
فأين العدل هنا؟!! وأين العدالة الإلهية الحكيمة ؟!! وكيف يقبل الله أن أُحَاكم أنا بالموت وتحِلّ عليَّ لعنة العبودية المريرة بسبب خطأ إنسان آخر عصى الله من آلاف السنوات؟! فكيف يقبل الإنسان هذا وما هو السرّ الغامض المُبهَمْ في قبول الرب بأن تحلّ لعنة العبودية على شعوب لم تعصيه بالفعل ولم تُعطى لهم فرصة الامتحان التي امتحنها آدم؟!!
وليس هذا فقط ..
والأهم من كل هذا يتكلَّف الأمر أيضاً تجسُّد الله وجهاده 33 عاماً في صوم وصلاة وكأنه إنسان يسعى لخلاصه وبعد ذلك يتألم ويموت .. . فلماذا لم يشرح الله لآدم كل هذه الأمور ويوضح له هذه العاقبة التي كان الله يعرف أن البشرية كلها كانت ستَقَع فيها لأن الله كان يعرف مُسبَقاً أن آدم سيرفض أن يعيش له وأنه سيصير في عبودية وسبي يجعله رهن إشارة امرأة ويجعله في حالة لا يخاف حتى من موته . فلماذا لم يخبر الله آدم بكل هذه الأمور؟! وكيف أن حكمة الله الكاملة وعدله ومحبته اللانهائية تجعله يُوصي آدم وصية و عندما لم يطيعها تتغير طبيعته هكذا ولكي يعود مرة أخرى يتطلب الأمر جهاد عشرات السنوات ؟!!
فالذي ينظر للأمر بسطحية يظن أن الله كان منتظراً أن يأكل آدم من الثمرة حتى يطرده ..!! وكأنها قصة ملك لا يمكن أن يكون مُحباً لهذا العبد بأي صورة فلم تظهر أي مشاعر محبة في القضية بل فقط أن هذا الملك أتى بعبد وطلب منه أن لا يأكل ثمرة معينة ، و عندما أكل هذا الإنسان منها انقلب الكون كله فصارت العاقبة شديدة جداً بل والأعجب من هذا كله أن الملك هو الذي دفع كل الثمن الباهظ هذا وهو الذي تحمَّل عقوبة هذا العبد بل وتحمَّل عاقبة العقوبة كلها وهو الذي وضع عليه العقاب بأكمله . إذن .. لماذا لم يخبر الله آدم منذ البداية طالما كان الله يرى كل هذا الخراب والشر الذي سيُصِيب كل البشرية وسيجعله هو نفسه يدفع الثمن ؟!
لماذا كان الرب صامتاً وكأنه لم يبالي بسقوط آدم ولم يبالي بعذاباته المُقبِلة أليس هذا الأمر به سرّ بل أسرار غامضة ..!! فهل هذه هي حكمة الله الكاملة أن لا يتكلم منذ البداية ولا يخبر آدم بأي شيء ؟! هل هذه هي المحبة الكاملة والعدل المُطلَق والحكمة الكاملة في انه أعطى لآدم مطلق الحرية الكاملة في السؤال والسعي والإرادة والرغبة في كل شيء ؟!! وهل هذا هو العدل أيضاً أن مجرد عدم إطاعة إنسان لله يجعل الكون كله ينقلب ويصير الله الإله تحت الزمن ؟!!! أليس كل هذه الأمور عجيبة وغامضة ..؟!!
فما هو هذا الخراب الذي حدث للإنسان بمجرد إطاعته لمشيئة ذاته وجسده ؟! فما هو هذا السر الغامض والمُتعَجَّب منه أن الله خلق مخلوقاً ليستوطن فيه ويصير كالعضو فيه ليحيا ويتحرَّك ويوجد به ليصير صورة له ومثاله ليضمن التمتع به للأبد فخلق طبيعته كالعضو الذي لا يقدر أن يحيا بمفرده ولا أن يتحرَّك أيضاً من ذاته بل يحتاج لكيان يستوطن فيه ؟! وكان لابد أن يعرف آدم أنه لمجرد إطاعته لأي كائن سواء الله أو ذات سيصير في الحال كالعضو في الجسد أي رهن إشارته . فلو بدأ يعيش لله سيكون بهذا أخذ أوامره من الله فسيكون الله بمثابة الرأس بالنسبة له فحينئذٍ سيصير كالعضو فيه . ولكن بمجرد أن آدم أطاع مشيئة ذاته بعدم إطاعته لمشيئة الله ورفضه أن يعيش لله أي رفض دخول الله لبيته لأن أصله من كيان الله ، فبمجرد إطاعته لجسده حصل له كل هذا الخراب الذي يحتاج لتصليحه عشرات السنوات من الجهاد وربما بعد جهاد مرير لا يعود أيضاً لطبيعة آدم يوم أن خُلِقَ !! فماذا كانت طبيعة هذا الخراب ؟! و لماذا قضى الله أن تكون طبيعة آدم هكذا بمجرد انه يطيع مشيئة ذاته يحدث خراب هذا مقداره ، الأمر الذي كان يحتاج لمعالجة هذا الخراب ولرجوعه لصورته الأولى جهاد كامل حتى الدم يستمر عشرات السنوات ويحتاج تجسُّد الإله الخالق وجهاده كإنسان 33 عاماً .
وكأن فُلكاً عظيماً جداً داخل طوفان وجاء إنسان بدون حكمة فتح فتحة بمسمار في أسفل ذلك الفُلك فاندفعت المياه بقوة دفع عظيمة خرَّبت كل شيء فاحتاج الأمر لجهاد ما أعظمه : أولاً لخروج الماء المتسرِّب باستمرار [وهو الخطية الناتجة عن العبودية] ، وتصليح أصل الخراب وهو الفتحة التي انفتحت [وهي العبودية]!! وهذا ما أخبرنا به الرب انه "ما أضيق الباب الذي يبدأ الطريق الذي ما أكربه المؤدي إلى الحياة" لنعود ونحيا مرة أخرى ونحيا بعد الموت الذي حدث للإنسان . فلماذا جعل الله طبيعة الإنسان مثل الخشب الذي لمجرد شرارة صغيرة جداً تقترب منه تحرقه أي تُغيِّر من طبيعته تماماً ويبدو انه يستحيل الرجوع إلى طبيعته الأولى [كما أخبرنا القديس بولس "لعلِّي" ] و إذا رغب إنسان الرجوع لطبيعة آدم يجاهد كل حياته بل إن الله أعطى لكل إنسان كل هذا العمر والسنين لهدف واحد وحيد وهو الجهاد للتحرر من العبودية وهي أصل المرض والخراب ليعود الإنسان لصورة آدم الأولى التي خلقها الله ..[مع أن هذه العبودية التي حلَّت على كل إنسان ليس له ذنب فيه لأن آدم في الحقيقة هو الذي عصى الله ولم يطيعه وليس أنا].. أي أن الهدف الذي كان أمام آدم وهو في الجنة يختلف تماماً عن الهدف الذي من أجله وُلِدَ كل إنسان الآن ومن أجله وُجِدَ في هذه الحياة . فإن الهدف الذي كان على آدم أن يسعى إليه ويحقِّقه فيما هو في الجنة هو أن يُولَد من الروح أي من الله أي يبدأ يستوطن في الله ليحيا ويتحرَّك به ليصير عضواً فيه ليصير صورة له أي أن نفس آدم كانت كإناء نقي جداً وكل المطلوب من آدم أن يملأ هذا الإناء من روح الله . أما الهدف الذي الآن أمام كل إنسان مولود في العبودية أي في الموت والخراب الذي حدث لطبيعة آدم صار هدفان : فالهدف الأول هو العودة لصورة آدم الأول النقية أي التحرر من العبودية ومعالجة المرض والخراب الذي حدث له وهذا هو الولادة من الماء أي أن يعود الإنسان نقياً بلا خطية وهذا بموت أصل المرض وهو العبودية التي تجعل الإنسان يخطئ و الشر صار حاضراً عنده كل حين [أي وكأنه سيُخرِج من الإناء النقي كل ماء العالم الذي دخله وجعله متسخاً]، ثم بعد ذلك .. يسعى لتحقيق الهدف الثاني وهو الجهاد للوصول للكمال أي لصورة الله ومثاله وهي الصورة والهدف الذي خلق الله آدم لأجله ليكون عليها وهو الهدف الذي كان على آدم أن يسعى لتحقيقه فيما هو كان في الجنة وهو أن يُولَد من الله ليصير صورة له ليصير كاملاً كما أن الله أباه هو أيضاً كامل وهذا هي الولادة من الروح .
أليس كان من العدل إذن أن يخبر الله آدم مُسبَقاً بكل هذه الأمور ؟! و لماذا قَضَتْ حكمة الله وعدله أنه لمجرد عدم إطاعة آدم لله أن يحدث خراب مثل هذا مقداره لكل البشرية ؟! فما هو السر في ضخامة وعظمة هذا الخراب وهو العبودية المريرة .. وهي التي صرخ منها أعظم مبشِّر في التاريخ وقال "ويحي أنا الإنسان الشقيّ مَن ينقذني من جسد هذا الموت .. لأن الناموس روحي أما أنا فجسدي مبيع تحت الخطية وإني أُسَرّ بناموس الله وكلما أريد أن أفعل الخير الذي أريده أجد أن الشر الذي أُبغِضه إياه أفعل وكلما أريد أن أفعل الحُسنَى أجد هناك ناموساً آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني لناموس الشر الكائن في أعضائي" (رومية 7) .
فماذا كان يجب على آدم أن يفعله ليعيش حسب مشيئة الله أي لكي يصل للهدف الذي خلقه الله من أجله ؟! و ماذا علينا نحن الآن أن نعمله لنصل إلى هذا الهدف بعد أن صرنا عبيد ؟! أي ما الفرق بين جهاد آدم الذي كان يجب عليه أن يجاهده ليصل لله وبين الجهاد الذي يجب علينا نحن الآن أن نُتمِّمَه لنصل للهدف الذي خلقنا الله من أجله وهو أن نصير صورة له ونصير كاملين بعد أن صرنا عبيد وتغيَّر طبيعتنا تماماً عن طبيعة آدم التي خلقه الله فيها ؟! وهل هناك فرق بين جهاد الإنسان في العهد القديم وجهاد الإنسان في العهد الجديد ؟! فهل يوحنا المعمدان يهودي أَمْ مسيحي ..؟!!!!!! فإن كان يهودياً : هل تمَّمَ وصايا موسى النبي .. أي هل اختتن وكان يقدِّم ذبائح عن خطاياه ؟!! وإن كان مسيحي : هل مارس طقس المعمودية الذي كان ينادي به ؟! أَمْ أن الجهاد للوصول لله سواء في العهد القديم أو العهد الجديد هو جهاد واحد أي أن طريق العودة لله هو طريق واحد؟! فما هو الفرق بيننا وبين الذين في العهد القديم ؟! أي ما هو الجهاد الذي كان مطلوباً منهم والجهاد المطلوب منَّا نحن ؟! و لماذا قضى الله أن تكون هذه النفوس التي عاشت في العهد القديم أن تكون قبل تجسد الله ؟! فهل هذا عدلاً ؟! أَمْ أن الجهاد واحد لأن الطريق للوصول لله واحد ؟!! وإن كان الجهاد واحد .. إذن .. فلماذا تجسَّد الله وصُلِبَ ومات طالما هناك في العهد القديم مَن صار قديساً ووصل للكمال مثل ايليا وأخنوخ؟!!!!!! لأن أخنوخ لم يمارس أي طقس ولم ينفِّذ أي شريعة .. هكذا نوح الذي كان يكلِّمه الله وكان كاملاً . وإن كان الجهاد المطلوب من كل إنسان في العهد القديم للعودة لصورة آدم أولاً ثم لوصوله لصورة الله ومثاله يختلف عن نوعية الجهاد في لكل إنسان في العهد الجديد حسب ما يقول البعض "أننا في عصر النعمة".. أفليس هذا إذن ظلماً؟!!!!! إذن .. فما ذنب الذين جاءوا قبل تجسد الرب؟!! وما فضل الذين جاءوا بعد تجسد الرب؟!!! فإذا كان الجهاد بالفعل مختلف في العهدين سيصير الله ظالماً.
أمَّا إذا كان الجهاد للتحرر من العبودية واحد في العهدين: فلماذا لم يتجسد الله بعد خطية آدم مباشرة بدلاً من أن ينظم شرائع أولاً ثم يأتي بعد آلاف السنون ليغيّرها؟!! .. فيصير الجهاد في العهد القديم يختلف عن الجهاد في العهد الجديد.. وهذا لابد أن يكون الجهاد إذن مختلف.. فلا ينفع أن يكون الجهاد واحد إذن..!! وما الفائدة من أن الله فصل زمناً عن زمنٍ؟!! أي ما الفائدة من انتظار الرب آلاف السنون أيضاً؟!!
لماذا رفض آدم أن يعيش الهدف الذي من أجله خلقه الله وهو أن يعيش لله من كل القلب ومن كل الفكر ومن كل النفس كما عاشه كل القديسون ؟! أي ما هو العائق الذي كان أمام آدم والذي عطَّله وشغله ومنعه من أن يسعى أن يعيش لله مع انه لم يكن تحت ناموس عبودية أو جوع جسد أو مقاومة ومحاربة ناموس آخر أي كان الأمر سهلاً جداً لآدم أن يصل للقداسة وللكمال أيضاً .. أكثر بكثير من حالتنا نحن الآن . ومع ذلك لم يجاهد آدم ولم يسعى حتى للوصول لله وللهدف الذي خلقه الله من أجله الذي أخبرنا الرب انه ما أضيق الباب وما أكرب الطريق المؤدي إلى الحياة .. فلماذا؟! وما هو السبب الذي جعل آدم يرفض الله ؟!
و إذا جاهد الإنسان الآن في الدخول من الباب الضيق والطريق الكرب الذي يعود به لله ويصل به بعد ذلك للكمال : فهل يحتاج أيضاً لموت الرب ؟! وما فائدته ؟ و ماذا حدث بموت الرب ؟! ففي العهد القديم لم يكن الرب قد جاء ومع هذا وصل قديسون لأعلى درجات القداسة مثل أخنوخ وايليا وبدون تناول جسد المسيح المسفوك ؟!! ... فكيف ..؟!!! وما فائدة موت الرب إذن ؟!!
ثم هل بأي طريقة موت الرب كان سيَتِمّ الفداء أي هل لو طلب الرب من أي إنسان أن يقتله بالسيف .. هل كان بهذا سيَتِمّ الفداء أيضاً ؟! وهل لو مات الرب عندما كان صبياً .. هل كان سيتِمّ الفداء ؟! أو عندما كان في سِنّ العشرين هل كان سيتم الفداء أيضاً ؟! أو لو مات في سن الثلاثين قبل بداية خدمته : هل كان سيتم الفداء ؟! فما هي شروط الفداء إذن من ناحية الرب التي بها يستطيع أن يتمم الفداء ؟! وما هي الشروط التي يجب أن يتممها أي إنسان أيضاً ويجعلها تتوفر لديه حتى يستفيد من موت الرب لتُرفَع عقوبته وخطاياه ؟! و أيضاً ما هي الشروط الواجبة علينا ليتحرر الإنسان من عبوديته تماماً ؟! و ماذا يعمل الإنسان ليصِل للقداسة وليمتلئ إلى كل ملء الله (أف4) وليصل إلى قياس قامة ملء المسيح ليصل إلى إنسان كامل ويصير صورة لله ومثاله في كل صفاته .
وعندما مات الرب .. كيف رفع العقوبة الأبدية التي كانت واقعة على كل إنسان يخطئ بسبب عبوديته التي صار تحت سياقها ؟! أي هل هناك شروط محددة لرفع الرب لخطايا الإنسان ليعود نقياً وهل هي نفس الشروط التي بها يموت أصل المرض وهو العبودية ليتحرر الإنسان ويصير مثل آدم [الذي لم يكن يفهم أو يعرف حتى الخطية أو أي أمر من الأمور الجسدية] أي أن يُولَد من الماء ثم يُولَد من الروح أي يُولَد من الله ليصير صورة له؟! وما الفرق بين الولادة من الماء و الولادة من الروح؟! وكيف نجاهد لنُولَد منهما؟! وما معنى قول الكتاب "هذا الذي أتي بماء ودم لا بالماء فقط بل بالماء و الدم" (1يو5: 6) ؟! وما معنى قول الكتاب أن "مَن حفظ كل الناموس وأخطأ في واحدة صار مجرماً في الكل" مع أننا نخطئ دائماً .. كيف نعتقد أننا أولاد الله ومكتوب "المولود من الله لا يخطئ" بل "ولا يستطيع أن يخطئ" أليس هذا تناقض مع الذين يقولون "لا يوجد إنسان بلا خطية ولو كانت حياته يوماً واحد"؟!!!!!! أَم لا يوجد أي شروط للولادة من الله وللوصول إلى الكمال أي فقط بإيمان الإنسان بموت الرب عنه كما قال الكتاب "آمن فقط" ستُرفَع كل خطاياه ويتحرر أيضاً من العبودية ويموت أصل المرض الذي كان مُمسَكاً فيه فلا يعود يخطئ أيضاً فلا تصير عليه دينونة لأنه صار في المسيح أي صار عضواً في الله فصار كاملاً وصار صورة لله ومثاله لأن العضو يكون بنفس طبيعة الجسد المستوطن فيه .
فكيف يصير الإنسان عضواً في الله ويُولَد من الله حتى لا يخطئ ولا يستطيع أن يخطئ ويثبت زرعه فيه ؟! هل بإيمانه بموت الرب عنه فقط سيصير كاملاً ويصير صورة لله ؟ أَمْ بجهاد معين ؟! إذن .. ما هو هذا الجهاد الذي أخبرنا الكتاب عنه إن لم تجاهدوا حتى الدم (عب12: 4) وتجاهدوا الجهاد القانوني (2تي2: 5)
ثم كيف تُرفع الخطية و العقوبة الأزلية ؟! هل بمجرد أيضاً الجهاد الكامل هذا وبدون ممارسة طقس المعمودية والتناول كما صار أخنوخ وايليا لأعلى درجات القداسة والآباء القديسين الذين كانوا في البراري يجاهدون ووصلوا للقداسة وللكمال بدون ممارسة طقس التناول ؟! أَمْ يكفي ممارسة طقس المعمودية فقط وبدون تناول ؟! أَمْ يكفي التناول مرة واحدة أيضاً؟! فهل العودة لصورة آدم النقية يحتاج لإيمان فقط كما قال الكتاب "آمن فقط فتخلُص" ؟! أَمْ يحتاج إلى جهاد وممارسة طقس المعمودية مرة واحدة ؟! أَمْ لابد من ممارسة طقس التناول مرة واجدة أيضاً ؟! أَمْ لابد أن يُمارَس باستمرار ؟!!
هل مطلوب من أي إنسان أن يموت ميتة معينة ليتم شرط رفع العقوبة [كما هو مكتوب "إن كنا قد متنا معه فسنحيا أيضاً معه" أمْ أن الرب اشترط أن نجاهد نفس جهاده كما هو مكتوب "إن كنا متحدين بشِبه موته سنصير أيضاً في قيامته"؟!!] أَمْ أن الآلام التي لاقاها الرب وإنكاره لذاته لأعلى درجة والميتة التي ماتها الرب كان مخصصة له وحده وليس مطلوب من الإنسان أن يموت بشِبه موت الرب هكذا أو أن يسلك كما سلك في كل شيء لأنه مكتوب "أعطانا مثالاً"؟!! إذن .. ماذا معنى شرط الكتاب "إن كنا قد صرنا متحدين معه بشِبه موته سنصير أيضاً في قيامته وإن كنا قد متنا معه فسنحيا أيضاً معه ، ومدفونين معه في المعمودية ، ومع المسيح صُلِبت فأحيا" ؟! فماذا كان يقصد الكتاب أن نتحد مع الرب وهذا بموتنا بشِبه موت الرب ؟! فهل يقصد انه لكي تُرفع خطايانا لابد أن نصير أموات مع الرب ليكون هذا بمثابة الموت الذي يوفي العدالة الإلهية ؟! أَمْ يكفي موت الرب وحده ؟! إذن ماذا يقصد الرب بأن نموت معه ونتحد معه بشِبه موته ؟! و لماذا يطالبنا الرب ؟! و أي ميتة تمم شروط القيامة والتحرر التي يطالبنا الرب بها ؟! أَمْ لا توجد صورة محددة لهذه الميتة ؟! أَمْ لم يطالبنا الرب بأي جهاد أو أي ميتة ؟! فهل الموت بشِبه موت الرب هو صلب الجسد فقط عن الأهواء و الشهوات كما فعل كل آباء البرية ؟! أَمْ ليس مطلوباً من كل إنسان أن يفعل ذلك ؟! إذن ما هو قصد الكتاب بأن نموت بشِبه موت الرب ونجاهد حتى الدم ونجاهد الجهاد القانوني ونُمات كل النهار ونقمع الجسد ونستعبده بل ونفني إنساننا الخارجي وندفن الجسد الحيواني ليقوم الجسم الروحاني ؟!
أَمْ أن الرب لكي يتمم الفداء كان لابد له من جهاد معين واحتمال إهانات بشكل معين يختلف عن الجهاد المطلوب منا نحن لتُرفَع خطايانا . وإن كان موت الرب بهذه الطريقة وهو الصلب هو الذي سيُتمِّم الفداء ويبقى شرط جهاد الإنسان ليستفيد من موت الرب .. إذن ما فائدة جلد الرب والاستهزاء به وكل هذا التعيير من اللطم والعُريّ ؟! فهل له علاقة بالفداء وهل هذه من الشروط المخصصة لآلام الرب ؟! إذن ما فائدة جهاد الرب 33 عاماً في الصوم والصلاة وأنه كان ينمو ويتقوّى بالروح وكأنه إنسان يسعى لخلاصه وأنه عاش مماتاً في الجسد ؟! فهل هذا الجهاد المميت كله له علاقة بالفداء أيضاً ..
أي : إن لم يجاهد الرب في النمو والتقوِّي بالروح كإنسان في الصوم الدائم والصلاة الدائمة .. هل كان سيتم الفداء أيضاً ؟! أي لو ظهر الرب فجأة كما ظهر مرات في العهد القديم وبدأ يعلِّم ثم بعد أسابيع قليلة ذهب للصلب .. هل سيتم الفداء ؟! أي ما فائدة جهاد الرب كإنسان 33 عاماً ؟! وما علاقة هذا الجهاد وما دخله في الفداء ؟! .. و إذا جاهد الإنسان كما جاهد كل القديسين في صلب الجسد إلى أعلى درجة كيف تُرفَع العقوبة ؟! هل بممارسة طقس التناول ؟! و ماذا يحدث عندما يتناول الإنسان ؟! وقبل ذلك ما فائدة المعمودية وما منفعتها ؟! و ماذا يحدث عندما يتم تعميد طفل ؟! و ماذا يحدث لو لم يمارس هذا؟! وهل الطقس لابد أن يكون بشكل معين كما يحدث في الكنيسة الأرثوذكسية ؟! ومَن لم يمارس هذا الشكل المحدد ماذا يحدث له ؟! وإن لم تكن ممارسة الطقس مرهونة بشكل محدَّد : فأين شروط المعمودية في الكتاب ؟! فإن إلهنا عندما علّمنا المعمودية لم يكن قد عماده من كاهن رسمي ولا بطقس رسمي أيضاً سواء زيت أو صلاة معينة ولكنه نزل في الماء وخرج مثل كنائس كثيرة تفعل هذا...!!! فما هو المغزى من فعل هذا العمل ومن أن يرتب الرب هذا الترتيب أي هذا الطقس؟!!! أن ينزل إنسان في ماء ثم يخرج؟!!! فماذا كان قبلاً ثم بعد ذلك ؟!! فهل الخطية هي التي ستُرفَع عقوبتها أم المعمودية ستُلغَى وتُبطَل بنزول الإنسان في هذا الماء؟!!! وإن كان هذا أو ذاك فأين هذا في الحقيقة العملية.. فإننا كلنا معتمدون ولكننا لم نعود حتى الآن إلى صورة آدم .. إذن .. ما فائدة هذا الطقس؟!!
و لماذا اعتمد الرب من إنسان ليس له أي رتبة كهنوتية وبدون زيت الميرون ؟! أليس إن الرب هو المثال العملي لنا !! فلماذا لم يكتب لنا صراحةً في الإنجيل شكل الطقس أي العبادة حتى لا يصير هناك بلبلة وحتى نتأكَّد أيضاً من الطريق الذي يصل بنا لله ؟! وما الفائدة من نزول إنسان في الماء ؟! ألا يوجد روح الله في كل مكان ؟! فلِمَ لم يعتمد يوحنا المعمدان أيضاً وكل الشهداء ؟! .. إذن ما هو العمل المطلوب .
فما فائدة سرّ المعمودية إذن في الأمر وما فائدة سرّ التناول وما هو عمله ؟!! فإنه بدون سرَّ المعمودية والتناول دخل كثيرون الملكوت وصاروا قديسين كما في العهد القديم أيضاً كما أنه قبل مجيء الرب وموته صار كثيرون قديسون ، وبالطبع لم يتناولوا ولم يعتمدوا !! فماذا يعمل سرّ المعمودية في الإنسان ؟! وما دخله في لجهاد الذي يصِل بالإنسان إلى الله ؟
أي هل الجهاد للعودة لله مرهون على ممارسة طقس كالمعمودية أو التناول أَم هو مرهون على موت الرب فقط بدون تناوله ، أَم هو مرهون على موت الرب وجهاد الإنسان بدون ممارسة الطقس أَم مرهون على الأمرين أم مرهون على جهاد فقط؟!! وإن كان هكذا فهناك قديسون وسواح لم يتناولوا جسد الرب طوال فترة جهادهم ووصلوا للكمال ، وهناك منهم مَن تناول مرة واحدة . ولكن أَلم يقُلْ الرب "مَن يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه" فكيف وصل قديسون كثيرون للكمال بدون ممارسة طقس التناول ... فإن أخنوخ ونوح لم يختتنوا أيضاً و هكذا في العهد الجديد يوحنا المعمدان لم يمارس طقس المعمودية والتناول والقديسة مارينا أيضاً وأغلب الشهداء . فكيف ثبت في الرب بدون أن يأكل جسد الرب ؟!! إذن .. فما فائدة الطقس ؟! أمْ إن الرب كان يريد أن نحيا حياة معينة مثل حياة الشبع منه وكان الطقس تذكيراً لنا لجهاد معين يكون نتيجته الشبع من الرب باستمرار لأن الرب قال "افعلوا هذا لذكري". والدليل أن أعظم القديسين في العهد الجديد لم يمارسوا طقس التناول..!!
وإن قلنا أن الشهداء كانت ظروفهم أنهم آمنوا بالمسيح واستشهدوا في الحال فاعتبر الرب موتهم هذا هو معمودية دم .. إذن .. هم لم يتناولوا جسد الرب و أيضاً يوحنا المعمدان لن يكن عنده ظروف فلماذا لم يطلب من الرب أن يعمِّده : فهل الأمر غير مرهون على ممارسة طقس التناول أم أن الشهداء أيضاً أعطاهم الرب الحِلّ في عدم تناولهم الجسد ؟! وإن قلنا هذا .. فإن قديسون كثيرون ويوحنا المعمدان لم يمارسوا طقس التناول : فما هو طقس التناول و ماذا يعمل في الإنسان ؟! وبدون ممارسة الطقس ماذا سيحدث ؟!
أي ماذا يحتاج الإنسان بالتحديد ليعود لصورة آدم ثم لكي يصل لصورة الله ومثاله أي يصير كاملاً.
إذن .. أي إنسان مولود الآن تحت العبودية في الطبيعة المتحوِّلة الجسد أي التي تحيا بالجسد وليس بروح الله وتتحرك بذات الإنسان وبمشيئته : ما هو الجهاد المطلوب ليعود أولاً لصورة آدم النقية أي بلا خطية ومتحررة من أي عبودية ؟؟! وما هو الجهاد في المرحلة الثانية وهو الجهاد الذي كان على آدم أن يتممه ليصل للكمال .. أي الهدف الذي خلقه الله من أجله ؟! و ماذا يعمل سرّ المعمودية والتناول في الأمر ؟! وهل يحتاج المولود في عبودية إتمامه أَم لا أي ما هي الشروط والأعمال التي يحتاجها أي إنسان مولود في عبودية ليعبر المرحلة الأولى وهي الولادة من الماء ليعود لصورة آدم .. و ماذا يحتاج ليصل للكمال الذي هو صورة الله ومثاله أي يكون مشابهاً لصورة ابنه ومشابهاً لله كما أخبرنا الكتاب "كونوا متمثلين بالله" (أف5: 1)
هام جداً ..
فمَن وثق أن الله سيبدأ يغيِّرَه وسيُنقِّيه وآمن بالله وبتجسده وبموته عنه وأن الله سيرفع خطاياه إذا تاب توبة حقيقية وصلب جسده وأقمعه وأفنى إنسانه الخارجي ويبدأ الجهاد في الطريق الكرب ويسير مع الله مثل أخنوخ ويجاهد حتى الدم ويجاهد الجهاد الحسن والجهاد بشِبه موت الرب أي كما سلك الرب وينفِّذ وصايا الرب ويبيع كل ما له ويصلي بلا انقطاع بدون أن يمارس طقس المعمودية أو طقس التناول [كما فعل يوحنا المعمدان] : هل سيصل لصورة الله ومثاله بعد كل هذا أَمْ لا ...؟!!!!
وإن لم يتجسد الله هل كنا أيضاً سنصِل إلى هذه الصورة ؟! فماذا فعل جسد الرب المائت (الذي نأخذه في التناول)؟! فهل موت الرب كان هدفه رفع خطايانا أَمْ تحرُّرنا من العبودية ؟! وإن كان موت الرب يرفع خطايا الإنسان ويحرِّرَه : لماذا أغلب الناس مازالوا يخطئون ؟!! وإن قلنا أن رفع الخطية مشروط على ممارسة طقس المعمودية والتناول و الإيمان بالرب : فإن كثيرون آمنوا ومارسوا الطقوس ومنهم خدام أيضاً وكهنة ومع ذلك مازالوا يخطئون وهذا بسبب أن الجسد مازال حياً وهم عبيد له : إذن .. ماذا يفعل الإنسان حتى يصير كاملاً و عضواً في الرب حتى لا يخطئ ؟! أليس كافياً الإيمان بالرب وممارسة كل الطقوس !!!.
وإن تجسد الله وجاء لمدة أيام وصُلِبَ بدون أن يجاهد هو بنفسه .. هل كان ستتم شروط الفداء ؟! أي ما فائدة أن الرب يأتي بجسد غير ممتلئ بالروح وكأنه إنسان عادي بالفعل وأنه جاهد جهاد كامل ومكتوب عنه "كان ينمو ويتقوَّى بالروح" .. فما فائدة جهاد الرب كإنسان 33 عاماً ؟!! وإن لم يأتي هكذا وجاهد كل هذا الجهاد وفقط ظلّ لمدة أيام وعلّمنا الطريق للعودة لصورة آدم ألا يكفي هذا ؟!!!!
وهل موت الرب واتحاد الإنسان الخاطئ به بتنفيذ شروط الاتحاد ليصير جسداً واحداً مع الرب المائت بممارسة طقس التناول .. هل هذا يجعل الإنسان الخاطئ مائت مع الرب أيضاً وبهذا تُرفَع خطيته لأنه مات باتحاده بجسد الرب المائت و انه بهذا أوفى العدل الإلهي حقه ؟! أَم أن اتحاد الإنسان الخاطئ بالرب المائت يُبطِل العبودية ؟!! وإن كان هكذا .. فلماذا كل الذين آمنوا بالرب أو الذين تناولون مازالوا يخطئون ؟!! فهذا يعني أن العبودية مازالت موجودة !! إذن .. ما هو العمل الذي يجب أن يعمله ويتممه الإنسان ليعود لصورة آدم الأولى أي لا يعود يخطئ ولا يعرف الخطية وليس تحت أي سبي عبودية ؟! أَمْ أن هذا الأمر لن يحدث إطلاقاً ؟!!!!! ألم يَقُل الكتاب "المولود من الله لا يفعل خطية .. ولا يستطيع أن يخطئ" (1يو3: 9 ، 5: 18) ؟!!! ثانياً .. ألم يخبرنا الكتاب "مَن حفظ كل الناموس وعثُرَ في واحدة فقط فقد صار مجرماً في الكل" (يعقوب2: 10) أي هل لا يوجد عمل يجعل الإنسان حراً كما كان آدم وبلا خطية ولا يعرف الخطية !! أي هل المرض الذي أصاب آدم والخراب الذي صار فيه لا يُمكن إصلاحه ولا معالجته ولن يُرفَع أبداً ؟!! إذن .. ماذا فعل موت الرب وجسده المُقدَّم كل يوم لنا ؟!! وما فائدة جهاد الرب كإنسان 33 عاماً وكأنه يسعى لخلاصه ؟! هل فقط ليَقِلّ العقاب أو لكي يرفع خطايانا فقط .. لكننا لا يمكن أن نصير صورة لله ولا أن نصير كاملين ؟! أَمْ أن هذه الصورة كان آدم وحده هو الذي كان يستطيع تحقيقها ؟!! إذن .. لماذا يطالبنا الله في العهد الجديد أن نصير كاملين وأن نصل إلى قياس قامة ملء المسيح أي نصير مشابهين لصورة ابنه وهو وصورته عندما كان بالجسد ؟!! وإن كان الله قد أعطانا ووهبنا قدرته الإلهية التي تجعلنا نستطيع أن نجاهد لنصير شركاء في الطبيعة الإلهية (2بط1: 4) فلماذا لم يصل الكثيرون الآن لصورة الله ؟! و لماذا لا نجد الآن مَن ينادي بالجهاد القانوني الذي يستطيع وحده أن يعود بالإنسان لصورة آدم الأولى؟! ولا نجد أيضاً الآن بعد كل الذي فعله الرب الإله عندما تجسد وصار إنساناً ومات وبعد كل الجهاد المميت الذي جاهده الذي كُتِبَ عنه انه عاش مُمَاتاً في الجسد (1بط3: 18) وبعد ذلك صُلِبَ وتحمَّل آلام جسدية رهيبة وبعد كل هذه الطقوس لا نجد إنساناً قد عاد مثل آدم يوم أن خُلِقَ أي صار لا يخطئ ولا يعرف الخطية كما أخبرنا الكتاب "المولود من الله لا يخطئ ولا يستطيع أن يخطئ" (ايو3: 9 ، 5: 18) ؟! أَمْ أن الكتاب غير صادق؟!
|
فما فائدة موت الرب ؟! هل فقط لرفع خطايانا وليس لكي يبطِل العبودية ؟! لكن رفع خطايا الإنسان يجعله نقياً جداً لأن دم المسيح يطهِّر من كل خطية وهذه هي الولادة من الماء إذن .. أليس كان من المفروض على الإنسان الذي رُفِعَت خطاياه وصار نقياً انه يعود لصورة آدم أي لا يعرف الخطية ؟!! أَمْ أن هناك سبب يجعل حتى الذين يعترفون ويتناولون وتُرفَع خطاياهم لا يقدروا أن يصيروا كاملين أو أن يعودوا لصورة آدم الأول وكأن هناك شيئاً مُمسَكين فيه (رو7: 6) وهو أصل المرض وهو الذي يجعل الإنسان بعد رفع خطاياه يعود يخطئ أيضاً بل ويجعله يفعل ما لا يريد والشر الذي يُبغِضه يفعله أيضاً (رو7: 15) وهذه هي الفتحة التي انفتحت في الفُلك التي بسببها اندفع الماء الذي خرَّب كل شيء وهذه هي العبودية التي تسبي الإنسان وتجعله يخطئ كل حين .
إذن .. هل موت الرب لن يبطِل هذه العبودية ؟! أَمْ هو فقط يرفع خطايانا أولاً بأول وعلى الإنسان أن يجاهد إذن كما علّمنا الرب بنفسه ليبطل جسد الخطية (رو6:6) هذا أي أن يتحرر من العبودية وهذا بأن يصلب جسده أي لا يعبده .
هام جداً .. فهل كان موت الرب إذن عمل ناقص لعودة الإنسان لصورة آدم؟ أَمْ هو عمل كامل ؟! وإن كان هو علاج كامل لماذا لم يعود الجميع لصورة آدم ؟!و لماذا لم يصير الجميع كاملين أو حتى الذين آمنوا به ومارسوا كل الطقوس وباستمرار ؟!! وإن كان موت الرب علاج كامل .. إذن .. لماذا يخبرنا الكتاب ويطالبنا بأن نجاهد حتى الدم ونموت بشِبه موت الرب ونصلب جسدنا ونُقمِعه ونستعبده ونتغرَّب عنه ؟! بل ويشترط : إن لم ندفن الجسد الحيواني لا يقوم جسم روحاني (1كو15: 44) . وأوصانا أن نفنيه أيضاً ونصلبه مع الأهواء و الشهوات ونُمات كل النهار ونُحسَب كمثل غنم للذبح ونتشبَّه بالذين كانوا تائهين في البراري والقفار وشقوق الأرض وكانوا معتازين مكروبين (عب11: 37) . و أخيراً لماذا عاش الرب سنوات في جهاد كامل في صوم وصلاة وبهذا الجهاد المميت ولم يكن له أين يسند رأسه ويقول الكتاب أنه "أعطانا مثالاً" ، وإن كان الكتاب قد أخبرنا انه يمكن أن يموت الذي نحن مُمسَكين فيه وهذا عندما نموت بشِبه موته ليُصلَب إنساننا العتيق وليبطل جسد الخطية حتى لا نعود نُستَعبَد أيضاً فنصير مشابهين لصورة ابنه .. إذن .. هل تجسُّد الله كان لهدفين وليس لهدف واحد فقط وهو الفداء ؟!
أسئلة في غاية الأهمية : أكمل قراءة الأسئلة في العهد القديم والعهد الجديد >>>>
الصفحة الرئيسية | المعجزة | رسالة هامة | رسالة الدينونة | أسئلة هامة | قاعة الصور | ألبوم الصور | مشاهدة المقدمة فلاش |
إنزال محتويات الموقع | مساعدة في عرض الصور والموسيقى بالفلاش | عظة روحية