تابع المعجزة (2)
ألم تقرأ المكتوب وشروط الوصول للهدف وهو أن تموت معي لأنك إن لم تموت معي لا تقوم معي كما قمت أنا كإنسان ، فعذاباتي وصليبي كانت لهدفين لأني إنسان وإله فى طبيعة واحدة ، فكوني كإله متجسد كان موتي بالجسد لهدف الفداء ، وحياتى مثلكم كإنسان وجهادي في الصوم والصلاة ثلاثون عاماً وكنت أنمو وأتقوى بالروح كان الخطوات العملية للجهاد القانوني وهو الذي بمثابة منهج دراسي لإنسان لديه امتحان كبير إن لم يدرس ويعرف كل المنهج لن ينجح أبداً ومثل خطوات بناء برج إن لم تتم كل الخطوات وبالتدريج .. أي يفهم أولاً كيفية وضع الأساس ، وكيفية البناء .. أي يُحفَر في الأرض أولاً لتخرج الأرض العتيقة ، وثانياً يُوضَع الأساس ثم يبدأ في البناء .. لا يمكن أن يتم بناء البرج بناءً كاملاً..، لهذا كان جهادي هو النموذج الكامل للخطوات المثالية للجهاد العملي الذي يصل للهدف ، فمَن لم يتممها كلها لن يصل أبداً ، فماذا تعتقدون : ما الذي يجعل إلهكم الذي خلقكم أن يظلّ ثلاثون عاماً في صوم وصلاة ونمو في القامة الروحية؟!! لأن لو كان هدف تجسدي الفداء فقط كما اعتقد كثيرون لكنت ظهرت أياماً محددة وأتممت الفداء ولكن هذا لن ينفع لأني كنت أريد أن أؤكد لكم أن الفداء مشروط على أن تجاهدوا جهاداً مُحَدداً ، فمَن جاهد هذا الجهاد ومات بشِبه موتي ورفض عبادة أي شيء ... فهذا هو الإنسان الذي يستحق أن أموت من أجله ، لأني كيف أموت عن خطايا إنسان وهو مازال يعبد آلهة أخرى غيري؟!! فأي إنسان طالما يطيع العالم ويطيع جسده فهو مازال يعبد آلهة أخرى إذن لن يُصلَبْ معي ولن يموت معي ، فلن أموت عنه.
لأن الهدف من تعليمي إياكم الصلب والموت هو إثبات الإنسان لرفضه لعبادة آلهة أخرى وهذا بتوقفه عن طاعة أي شيء ليبدأ في عبادتي أنا ، ثانياً .. سيتحرر من هذه العبادة بنعمتي عندما يظلّ يجاهد متوقفاً عن عبادة أي شيء فسيتحرر من عضويته في رئيس العالم ومن الأشياء الأخرى ... فهذا الجهاد الذي علَّمتكم إياه هو الذي يحرركم من العبودية التي ولدتم فيها فهذه هي المشكلة الأساسية التي كان علي كل إنسان أن ينشغل بها وليست المشكلة هي الخطية لأن الخطية هي نتيجة العبودية فالذي سيتحرر من العبودية سيتوقف من فعل الخطية كما هو مكتوب "لما كنا في الجسد كانت كل أهواء الخطايا والشرور تعمل في أعضائنا فنثمر للموت أما الآن فقد تحررنا من الناموس إذ قد مات الذي كنا ممسكين فيه حتى نستطيع أن نعبده بجدة الروح" (رو7: 5) أي بالروح والطبيعة الجديدة لا بعتق الحرف فالذي مات قد تبرأ من الخطية (رو6: 7) وهذا كله سيصير بالجهاد القانوني حتى ترجعون لصورة آدم النقية الذي كان لا يفهم الشرّ أو أي شيء من الأمور الجسدية وهذا ما كنت أقصد في كلمة الولادة من الماء ثم ...
بعد ذلك تبتدئون تجاهدوا الجهاد الذي كان على آدم أن يجاهده وهو الولادة من الروح أي الوجود فيَّ والولادة فيَّ وهذا بالصلاة الدائمة أي حينئذٍ تبتدئون تحققون الهدف وهو عضويتكم فيَّ بعد أن حققتم الشروط ، وحينئذٍ ستصيرون صورة لي ومثالي.. وبهذا ستعيشون الحياة التي خلقتكم من أجلها وهي أن تكونوا في اتصال دائم معي كالغصن في الكرمة وهذه هي الحياة التي ستكون في السماء إلى الأبد.. وهذا هو الهدف الذي خلقت الإنسان من أجله وعلى كل إنسان أن يختار لأن لكل إنسان مطلق الحرية في اختيار الحياة التي يريدها باختيار الإله الذي يريد عبادته
فالذي يريدني .. يبدأ أن يسير في الطريق الكرب... وهذا بتوقفكم الدائم عن عبادة الجسد والذات الذي ولدتم مستوطنون فيه ، فعندما تموتون بشبه موتي كما علمتكم أنا بجهادكم أيام وشهور وسنين ومصارعتكم مع الجسد وحروب الشيطان سيُصلَب إنسانكم العتيق وسيَبطُل جسد الخطية فلن تعودوا مستعبدين بعد، ألم تقرأ كل هذا في الإنجيل من قبل؟!! ألم تقرأ أنكم لابد أن تُصلَبوا معي وأن تتشبهوا بموتي وتعيشوا شركة آلامي ليس آلامي من أجل الفداء فهذا دوري أنا كإله أن أتممه وحدي ، ولكن شركة آلامي والتشبه بموتي في جهادي كإنسان كمعلم كنت أعلمكم الخلاص بالطريقة العملية ، وهذا هو الطريق الوحيد لكي تبتدئوا في أن تعرفوني كما قال ابني بولس "لأعرفه .... وأعرف قوه قيامته ... وهذا بتشبُّهي بموته وشركة آلامه"(في3: 10)
فأنا قلت "ما أضيق الباب وأكرب الطريق المؤدي إلى الحياة" (مت7: 14) الذي يَصِلْ بك لي ، ألم تقرأ هذا الشرط من قبل؟! وقليلون هم الذين أدركوا ورأوا هذا الباب أي رأوا النور وهذا لمن طلبوا النور فبنوري أنا فقط ستستنير أذهانكم في معرفة الحق وفي رؤية الباب والطريق ولهذا كثيرون لا يسيرون الطريق الكرب الآن ولم يدخلوا من الباب لأنهم لم يطلبوا النور فلم يرونه ولم يفهموا لهذا لم يدخلوا من الباب ... فالوصول للهدف يتم عن طريق جهاد في الدخول من باب ضيق جداً فإن كان المال فقط وارتباط الناس به لكي يتخلُّوا عنه ويستطيعوا أن يأتوا إليَّ جعل هذا الأمر الباب أمامهم مثل ثقب إبرة أمام جمل فكم تعتقد باقي الأشياء التي أنتم وُلِدتُم مربوطون فيها بسبب الجوع الكامل الذي لأنفسكم لعدم شبعكم مني فكل هذه الرباطات جعلت الإنسان مُحَمَّل كالجمل ولهذا صار الباب الذي يبدأ به الطريق أي باب البداية ضيق جداً يستلزم أن يتخلّى ويضحي الإنسان بأمور كثيرة.
فإنا تجسدت لهدفين ، الهدف الأساسي أن أعلمكم الخلاص أي خطوات الجهاد العملي لكي تَخلُصوا أي أني خلصتكم بأني علمتكم طريقة الجهاد كما هو مكتوب "عاش المسيح مماتاً في الجسد وتألم لأجلنا تاركنا لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته"(1بط3: 18، 2: 21). أما الهدف الثاني هو الفداء ولكن لن يستفيد منه أحداً إن لم يتمم الشروط بتعلُّمه وإتمامه للهدف الأول وهو أن يجاهد كما جاهدت أنا ، فموتي على الصليب مثل باب في وسط الطريق وهذا الباب كان مغلقاً ولكني جئت وفتحت هذا الباب ، فمَن يسير هذا الطريق وهو الطريق الكرب هو وحده فقط الذي سيستفيد من هذا الباب المفتوح ، أي أن خلاصكم مشروط تماماً ليس على موتي بل على جهادكم ، لأني أنا مُتّ بالفعل لكن لم يتم الخلاص للجميع ، ولكن سوف يتم الخلاص للذي يُصلَب معي فقط ويموت معي فقط ويَتَّحِد بشِبه موتي أيضاً كما هو مكتوب من أجلك نُمات كل النهار ، فالذي سلك كما سلكت أنا هو الذي أثبت صدق إرادته في عبادتي بتوقفه عن عبادة أي طاعة أي شيء، فهذا هو الذي يستحق أن أموت من أجل خطاياه أي أموت من أجله.
فالعدالة الإلهية الكاملة تقول أن أجرة الخطية هي الموت أي موت هذا الإنسان وليس موت إنسان آخر عنه لأنه لن يصير هذا عدلاً لو مات إنسان آخر ، ولكن الرحمة كانت تقتضي أن لا أترككم وأظلّ أنا عادلاً أيضاً... فكان الحل الوحيد لتنفيذ العدالة والرحمة أن يموت إنسان بارّ ويأتي الإنسان الخاطئ يتَّحد مع الإنسان البار ليصير معه ويصير فيه جسد واحد ، ففيما الإنسان البار ميت سيكون هذا بمثابة موت الإنسان الخاطئ أيضاً . ولكن لُبّ القضية هو شروط اتحاد الإنسان الخاطئ بالإنسان البار. وهذا الشرط يتم عندما تموتون عن أهوائكم أي تتوقفوا عن طاعة الجسد في أي شيء يهواه ويشتهيه وهذا هو الطلب الوحيد الذي أطلبه منك حتى عندما تأكلون جسدي فيما أنتم مصلوبين ومائتين معي أي مائتين بشِبه موتي أي فعلتُم كما علمَّتكم ، فبإطاعتكم لي في أنكم صلبتُم الجسد عن الأهواء والشهوات كما فعلت أنا : فأول شيء أنتم أثبتُّم أنكم تعبدونني
ثانياً : عندما تأكلون جسدي ستتحدون بي وستصيرون كأنكم صرتُم أعضاء فيَّ ، ففيما أنا مُعَلَّق على الصليب مذبوحاً مائتاً ستصيرون أنتم كأنكم مائتين أيضاً ، وبهذا سيستوفي العدل الإلهي حقه.
ثالثاً: .. وأهم شيء .. سأحرركم من العبودية التي كانت تجعلك تخطئ كل يوم .. كما هو مكتوب "أما الآن قد تحررنا من الناموس إذ قد مات الذي كنا مُمسَكين فيه"(رو7: 6).
فالمشكلة ليست الخطية التي تفعلونها كما يعتقد الكثيرون ولكن المشكلة في الطبيعة التي تغيرت فيكم وصرتم أعداء لي لهذا قلت أتيت ليس لأرفع خطاياكم بل أتيت لتكون لكم حياة وخليقة جديدة . فالذي حدث لأنكم أطعتم رئيس العالم فصرتُم أعضاء فيه وأي شيء تطيعونه يصير في الحال الرأس بالنسبة لكم فصرتم تحت سياق هذا الشيء أو هذا الإنسان ، فهذه هي الطبيعة التي خلقتكم بها وهي أن تكونوا أعضاء فقط ، فأنتم تحتاجون لرأس تحرككم وكيان تحيون به وفي اللحظة التي تطيعون فيها إنسان أو رئيس العالم يصير هذا الإنسان بمثابة الرأس التي تحرككم وتصيروا أنتم عبيداً في هذه اللحظة وهذا بالتحديد ما حدث لآدم عندما أطاع ذاته وحواء ورئيس العالم فصار عبداً لهؤلاء وصارت حواء بمثابة الرأس التي تحرك آدم والدليل عندما أعطت رجلها أكل معها دون أن تتفوَّه بكلمة واحدة وصار مستعبداً لها كأنه عضو بلا عقل يتحرك بناء على أوامر الرأس ولم يبالي آدم بموته أو بغضبي أو بجرح مشاعري حتى ...أو بأي شيء لأنه صار كالعضو الذي بلا رأس في جسم حواء كما قال بولس ابني لست أعرف ما أنا أفعله (رو7: 15) ، ألم تقرؤوا المكتوب "أنتم عبيد للذي تطيعونه" (رو6: 16) لهذا أنتم ولدتم الآن أعضاء في رئيس العالم وصرتم حسب سلطان رئيس الهواء وأعضاء في الناس أيضاً أي عبيد لعادات الناس وكما يفعل الناس تفعلون ولا تعيشون الإنجيل ولا تطيعوني أنا الإله الحقيقي ، وحتى لو أردتم الآن أن تطيعوني .. لا تقدروا في الحال هكذا أن تصيروا أعضاء فيَّ بل هذا يصير بعد جهاد كامل حتى الدم في الطريق الكرب ، وهذا ما أخبركم به بولس عبدي عندما قال "إن الناموس روحي وإني أُسَر بناموس الله ولكن أنا جسدي مبيع تحت الخطية" (رو7: 14و22) .... ولأن بولس كان مازال عضواً في رئيس العالم وفي الناس وتحت عبودية جسده أيضاً قال "لست أفعل ما أنا أريده وليس هذا فقط بل لست أعرف ما أنا أفعله" (رو7: 15)، بل الأمر المخيف والمروع أنه قال حتى "الشر الذي أبغضه إياه افعل" فكيف وصل الإنسان لهذا الحال؟!! وعندما اكتشف حقيقية الحالة التي وُلِدَ فيها صرخ وقال "ويحي أنا الإنسان الشقي ، من ينقذني من جسد هذا الموت" (رو7: 24) كل هذا لأن الإنسانٍ صار عضوا ليس فيَّ ، فصرتم مثل بني إسرائيل الذين وُلِدُوا ووجدوا أنفسهم في عبودية مرة لفرعون الذي يرمز لرئيس العالمٍ، فحتى لو أرادوا بصدق كامل أن يذهبوا لكنعان لا يستطيعوا هكذا في الحال .... بل عليهم أولاً أن يحاربوا فرعون ليتحرروا من عبوديته ويعرفوا طريقة ذبح خروف الفصح وهو الجهاد بشِبه موتي ، وأنا وعدت بني إسرائيل ووعدتكم أيضاً إني سأضرب فرعون بكل ضرباتي وأحرركم منه.
فخروف الفصح يرمز لموت كل إنسان بشبه موتي ، وليس كما اعتقد الكثيرون أٍن خروف الفصح هو موتي أنا ، لأني كيف أطلب منكم أن تذبحوني؟!! ولكن بعد موت الخروف وهو موت الإنسان بشِبه موتي وبعد الجهاد حتى الدم ، فعندما أرى هذا الدم وهو إثبات صدق إرادتكم في أنكم تريدون أن تحرروا من عضويتكم في رئيس العالم وتتحرروا من عبودية الجسد والذات فعندما أرى الدم وهو جهادكم وموتكم بشِبه موتي كما علمتكم سأعبر عنكم أي أُتَمِّم خلاصكم ، وبهذا ستنقلعوا وتنخلعوا مما كنتم مستوطنون فيه لتصيروا أعضاء فيَّ هكذا تستطيعون أن تبتدئوا أن تأكلوا الخروف أي تشبعوا بي مثل الذين بعدما ذبحوا خروف الفصح أي ماتوا كل النهار ، بدءوا يأكلون من هذا الخروف وهو الشبع بي ...، فبعد موت الخروف صار رمزاً لي أنا لأنكم في الحقيقة ستصيرون واحداً فيَّ في ذلك الوقت ولكن قبل الموت كان رمزاً لجهادكم بشِبه موتي ...
فليتكم تفهموا فكرة الوسيط فكما كنت أنا بجسدي الترابي الوسيط بينكم وبيني لأنا أنا والآب واحد في الجوهر أي أنا هو الإله هكذا لكي تستطيعوا أن تتحدوا بي تحتاجون للروح وهو الوسيط الوحيد الذي كالجذر الذي أهبكم إياه لو دُفِنتم كالبذرة أي جاهدتهم ومتم بشبه موتي فالوسيط هي المادة التي تنفع للطرفين أي تقبل الإتحاد بالطرفين ، فأنتم بطبيعتكم الآن كالماء وأنا مثل الزيت ولا يمكن أن يتحد الماء والزيت { كما لا يمكن وأنتم بهذه الطبيعة العتيقة أن تتحدوا بي } إلا بمادة وسيطة يمكنها أن تتحد معكم ومعي ..كالمادة الوسيطة التي يمكن أن تتحد مع الماء وتتحد مع الزيت وهو الدقيق الذي لا يأتي إلا بسحق الغلة ، فمَن لم ينسحق بجهاده في إماتة جسده وإقماعه واستعباده لن أهبه من روحي الذي هو بمثابة الجذر الذي هو الوسيط الوحيد الذي به تستطيعون أن تتصلوا بي ، أي حتى بداية العلاقة والاتصال بي مشروط على جهادكم لكي أهبكم الروح لأنكم بدون الروح لا تقدروا أن تشعروا بي ، فلكي تبدأ البذرة المائتة مجرد بداية اتصال بمصدر حياتها لابد أن تدفن أولاً لتدب فيها الحياة هكذا أنتكم كيف تعتقدون وأنتم عبيد وفي عداوة معي أنكم تستطيعوا أن تشعروا بي في الصلاة وتحبوني مثلما تحبون أي إنسان جسدي ، فالإنسان الجسدي يستطيع أن يشعر ويحب أي إنسان جسدي مثله الذي يراه فقط وهذا لأنه يشعر به وحينئذٍ يقدر أن تتحرك مشاعره نحوه ويمتلئ قلبه بالعاطفة نحوه وبهذا يقدر أن يحبه ، فكيف تعتقدون أنكم يمكن أن تحبوني من كل القلب ومن كل الفكر بل حتى تحبوني بأي نسبة وأنتم لا تشعروا ولا تحسوا بي...؟!! فهذا لا يتم إلا بالروح أي أن تصيروا في الروح حتى تستطيعوا أن تشعروا بي أنا الروح حتى يمكن أن تتحرك مشاعركم نحوي وتمتلئ قلوبكم من عاطفتي وهذه هي المحبة ، أم حتى الآن لا تعرفوا ما هي المحبة؟!!!
لهذا قال بولس ابني "الله الذي أعبده بروحي" (رو1: 9) وقد قلت للسامرية "الله روح والذين يريدون أن يسجدوا له فبالروح والحق ينبغي لهم أن يعبدوه ويسجدوا له لأن الآب طالب مثل هؤلاء" (يو4: 24و23) أي هذه هي الطريقة الوحيدة لتستطيعوا أن تشعروا بي وتحبوني بواسطة الوسيط وهو الروح الذي أهبكم إياه كالجذر الذي بدونه لا يتم صلة بينه وبين البذرة المائتة هكذا أنتم لا يمكن أن تتصلوا بي وتشعروا بي وتحبوني إلا بالروح التي أهبها أنا فقط لمن بدأ يعبدني ويطيعني وأثبت لي صدق إرادته بتوقفه عن طاعة جسده وذاته والناس أي عبادة أي إله آخر لأنكم كيف تنخدعون أنه يمكن وفيما أنتم تعبدون آلهة أخرى يمكنكم أن تعبدوني..؟!! ومثل عضو في جسد إنسان ما، كيف تعتقدون أن يمكن أن يصير عضوا في جسد آخر ويحركه هذا العقل الذي في الجسد الآخر؟!! فأنتم عبيد للذي تطيعونه ، فلكي تصيروا أعضاء فيَّ لتحققوا الهدف وتضمنوا حياة دائمة معي لابد أن تضعوا الأساس أولاً وهو أن تتحرروا من عبودية فرعون وإلا لن تنفعكم الطقوس والأسرار والقداسات ، فكيف ستبنون برجاً وأنتم لم تضعوا الأساس أولاً كما قلت "لابد أن يحفر الإنسان ليتعمَّق ويخرج ما في الأرض أولاً ليضع الأساس الحقيقي ، ولا يستطيع أحد أن يضع أساساً آخر إلا حياتي لأنه لا توجد طريقة للخلاص أو حتى بداية صحيحة أي بداية تكوين علاقة بي وأن تشعروا بي لتبتدئون تحبوني إلا بالجهاد الذي أريتكم إياه. فأية شركة للنور مع الظلمة ولا يستطيع أحد أن يخدم سيدين (لو16: 13) كما لا يمكن أن يوجد عضو في جسدين في وقت واحد أي يحيا ويتحرك في كيانين في وقت واحد ، فسيصير مخدوعاً ويضل نفسه هكذا أنتم تضلون إذ لا تعرفون الكتب وما كتبته في الإنجيل ، فأنا قلت "هلك شبعي من عدم المعرفة"(هو4: 6). وأنا قد قلت لنيقوديموس "لابد أن تُولَدوا مرة أخرى من فوق" (يو3: 5) . لأن الجسد ضد الروح وفي عداوة وعدم صُلح (غل5: 17) لأن الإنسان الأول اختار أن يستوطن في الجسد أي يحيا ويتحرك بالجسد فصار غريباً عني لأنه مكتوب "ونحن مستوطنون في الجسد فنحن غرباء عن الله لذلك نسعى ونُسَرّ أن نتغرب عن هذا الجسد لنستوطن في الرب فإن كان إنساننا الخارجي يفنى فالداخل يتجدد يوماً بعد يوم" (2كو5: 6و8 ، 4: 16) ....
ففيما أنا كنت أسمع الرب وأنصت له كنت كأني أُولد من جديد لأني لم أسمع من قبل إنسان قال هذا الكلام أو قال لي أنا شخصياً هذه المعرفة التي كالكنز المخفي الذي لا يُقدَّر بأي ثمن وكأني حصلت على كل كنوز العالم وصرت أغنى البشر .....
و بعد هذا قلت للرب إذاً أنا لم أكن أُصَلّي من قبل أي أتصل بك بالحق..!!
فقال لي الرب: بالطبع..لا.. لأنك ل
فأنا منذ القديم أعلّمكم هذا أنه "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" (لو4:4) فهذا هو الطريق الذي يعود بكم إليّ وفي النهاية جئت بنفسي لأريكم إياه حتى مَن سَلَك مثلي وتتبع خطواتي سيحيا ويقوم معي فليس فقط أن تؤمن بي وتأكل جسدي تعتقد أنك ستحيا ولكن إن لم تموت معي بشبه موتي وإن لم تُدفَن كالبذرة لن ينفعك الماء الحي وهو جسدي وكل الطقوس أيضاً التي كالسماد أيضاً لا تفيد الأرض لأنها لا يوجد بها بذرة مائتة ، وهذا إذا كنت تريد أن تتحرر من عبوديتك أيضاً لتحيا فيّ ولا تنسى أنه لو جاء يوم وخرجت البذرة من الأرض بعد فترة نمو طويلة ستموت أيضاً كما حدث لشمشون فيجب أن تكون مصلوباً دائماً وليس في وقت الصيام فقط وهذا إذا أردت أن تصل إليّ . هكذا فعل كل القديسون الذي تاهوا في البراري والجبال وشقوق الأرض لرغبتهم الشديدة أن يصِلُوا إليّ.
فالوقت مقصّر جداً وهيئة هذا العالم ستزول، فالطريق الكرب طويل وخطواته كثيرة فلا يمكن لطفل مولود يعتقد أنه لو أكل كل الطعام سيصير رجلاً في نفس اليوم ولكن مراحل النمو كثيرة وهذا لمَن أدرك أن الأمر يستحق أي ذاق جمالي فإن موسى الأسود وكثيرون صرخوا من كل قلوبهم أن يعرفوني ويَصلِوا إليّ ففتحت بصيرتهم على الحق فذهبوا بأنفسهم ليسيروا الطريق الذي أنرته لهم حتى يتمتعوا بأن يصيروا أعضاء فيّ إلى الأبد, وأنت أيضاً أريد أن تُوجَد فيّ كما قلت وأنا إنسان "أريدهم أن يكونوا واحداً كما نحن واحد" (يو17: 22).
فإن ملاك كنيسة لاودكية كان ملاكاً بالفعل أي كان طاهراً بالفعل وكان ممتلئاً مني هذا لأنه سار الطريق بالفعل وجاهد أيضاً وإلا فكيف صار ملاكاً وشهدت له أنا أيضاٍ ولكن ... مجرد وقوفه في الطريق واعتقاده أنه صار غنياً بالروح واستغنى وبّخته توبيخاً شديداً وقلت له "إنك أنت الآن لا تعلم أنك شقي ...وبائس... وفقير... وأعمى... وعريان...فأشير عليك أن تشتري ثياباً حتى لا يظهر خزي عُريتك فكُن غيوراً وتُب فأنا الذي أحبه أؤدبه وأُوبّخه" (رؤ3: 17). فكل هذا مع أنه كان ملاكاً أي إنسان روحي بالفعل لكن ...لمجرد أنه اعتقد أنه وصل لشيء فتوقف عن النمو إذن توقف عن طاعة الإنجيل وكلامي و لهذا قلت له ليتك كنت بارداً أو حاراً فأنا مُزمِع أن أتقيئك من فمي" (رؤ3: 15و16) وكل هذا كتبته لعلكم تدركون ما هي الخطية والدليل أني قلت له "لابد أن تتوب" فإني وبخت ستة ملائكة لعلكم تدركون وتفهمون الأمر كيف لأناس كالملائكة في نظري أنا وفي نظر الحق هم يحتاجون إلى توبة ؟! فحتى ملاك ثياتيرا الذي يعني الذبيحة المستمرة والمتحمّل البلايا قلت له "أنا عارف أعمالك ومحبتك وخدمتك وإيمانك وصبرك بل حتى أعمالك الأخيرة كانت أكثر من الأولى ولكن أيضاً عندي عليك وأعاتبك" (رؤ2: 19) أي إني وبّخته لأنه حسب الحق هو أخطأ في إنه لم ينفّذ الوصية بالكامل التي هي أن يصير نوراً للعالم.
وقلت لباقي الملائكة أيضاً مثل ملاك برغاموس [الذي يعني المرتفع والحصين والمنغمس والمرتبط والملتصق بالله] بل ومدحته أيضاً بإني عارف بأعماله وتعبه ومع هذا قلت له يجب أن تتوب مع كل الجهاد الذي قدمه مع أنه كان يسكن حيث كان يسكن كرسي الشيطان ولم يتأثر بِشرّ العالم كله. ولكن طالبته أن يتوب لمجرد أنه لم يجاهد الجهاد الكامل فحسب الحق فإنه فعل خطية يجب أن يتوب عنها . وملاك أفسس وهو المحبوب جداً أخبرته أنه "احتمل كل الألم وصبر على التعب من أجل أسمي بل ولم يَكِلّ أيضاً" (رؤ2: 3) ومع هذا عاتبته حسب حق الإنجيل بأنه سقط ويحتاج أن يتوب أيضاً مُهَدِّداً إياه أني سوف أزحزح منارته إن لم يتوب.
فأنا أخبرتكم بكل هذا لتفهموا ما هي الخطية وتعرفوا ما هو الهدف الذي أريدكم أن تصلوا إليه وعدم الجهاد لهذا الهدف هو الخطية نفسها حتى القديسين عاتبتهم لعلكم تستيقظوا وتقارنوا أنفسكم بي وبهم ليكون هذا بمثابة المرآة التي ترون أنفسكم فيها كما هو مكتوب " ونحن ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغيّر إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح" (2كو3: 18) فأنا خلقت الإنسان ليتمتع بي بكل متعة ولكي يتم هذا الأمر لابد أن يصير عضواً فيّ. فإن كانت النفوس التي صارت مثل الملائكة أخبرتها أنها سقطت وتحتاج إلى التوبة فماذا تظنون أنتم ماذا تحتاجون؟! فأنا ألزمتكم أن تكونوا كاملين كما أني أنا كامل ولا يمكن أن ألزمكم بشيء إلا بعد أن أكون قد أعطيتكم كل ما تحتاجون. فمكتوب "إله كل نعمة التي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع بعدما تألمتم يسيرا هو يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكنكم"(1بط5: 10).
ومن الحكمة المطلقة كان لا يمكن أن أجعل الإنسان في أول الأمر عضواً فيّ في الحال أي أن يجد الإنسان نفسه هكذا جزءاً مني ، بل كان لابد لي من الحكمة الكاملة أن أجعل الإنسان يختار بكامل حريته ويكون هذا أيضاً بجهاد كامل حتى يصير الإنسان له فضل في انه صار جزءاً وشريكاً فيَّ وحتى يكون مستحقاً لهذا الشرف الذي لا يُعَبَّر عنه ...ولهذا كان لابد أولاً أن أضعه في هيكل مؤقت ليكون بمثابة مصدر حياة له وهذا هو الجسد الترابي الذي به يقدر في بادئ الأمر أن يحدد هل يَقبَل أن يستوطن فيّ وأصير أنا مصدر حياته أَم أن يظلّ مستوطناً في هذا الجسد يحيا بهذا الجسد الترابي. ولكن كان يجب على آدم أن يعرف أن هذا الجسد سيزول فهو كيان مؤقت لفترة وجوده في الجسد التي كانت بمثابة اختبار وهكذا فعلت عندما نفخت في التراب فخرج جزء مني أي جزء من روحي .. ووُجِد هذا الروح في التراب وعمل فيه، وهذا كله حتى يستطيع الإنسان إذا اختار أن يكون فيّ وأن يستوطن فيّ كالعضو في الجسد حينئذٍ يبدأ يقلل من الاعتماد على الجسد كقوت ومصدر حياة ويبدأ يتصل بي ليبدأ يمتلئ ويشبع منيّ فأبدأ أصير أنا مصدر حياته، و أيضاً عندما يتمم مشيئتي أصير أنا حينئذٍ العقل والرأس بالنسبة له وبهذا يستطيع أن يصير عضواً فيّ وهيكل لأسكن فيه. وهذا سيكون بالطبع لو جاهد الإنسان للوصول إلى هذا الغرض .. أي أن الوصول لهذا الغرض مشروط على جهاد الإنسان، وهذا مشروط بالتالي ومرهون على إرادة الإنسان في أن يمتلئ مني ليستوطن فيّ ويصير عضواً فيّ وإما أن يظلّ يحيا ويتحرّك بالجسد فيستوطن في الجسد . لأني خلقت الإنسان بكيفية العضو أي مثل أي عضو يحتاج لرأس تحرّكه وكيان يحيا به فإذا أخذ الإنسان أوامره من مشيئة ذاته لن يصير عضواً بل ولا يستطيع أن يكون فيّ بل صار كيان مستقل بذاته لأنه رفض أن أصير أنا الرأس الذي يأخذ أوامره مني كما فعل آدم بالتحديد . ففي الوقت الذي أطاع مشيئة ذاته وأطاع جسده وحواء ورئيس العالم صار له مصادر كثيرة يأخذ أوامره منها وبهذا صار للإنسان آلهة كثيرة كما كتبت لكم في كلامي "صرتُم عبيد لآلهة ليسوا بالطبيعة آلهة وصار الإنسان مستوطناً في الجسد يحيا ويتحرك ويوجد به" (غل4: 8و3، 2كو5: 6) وهذه هي لعنة الناموس التي أخبرتكم بها ....ولهذا كان أول شرط للرجوع إليَّ هو...أن ينكر الإنسان ذاته أي يتوقف عن عباده ذاته
والآن أنت وُلِدتَ تحت هذه اللعنة والعبودية والطريق الوحيد الذي يحررك من هذه العبودية هو التوقف عن الاستمرار في طاعة وعبادة أي شيء أي الجهاد في الطريق الكرب الذي جئت أنا بنفسي وجاهدته حتى لا يصير لإنسان عذر في عدم معرفة الطريق أي طريقة الجهاد القانوني (1تي2: 5) وهو الطريق الذي كرّسته لكم لتسيروا فيه(عب10: 20) فباستمرار دفن البذرة وموتها عن العالم سيستمر اتصالها بالماء فستنمو يوماً بعد يوم وستمتلئ مني حتى كمال الامتلاء هكذا أنت متى توقفت عن إطاعة جسدك أو ذاتك أو العالم أو الناس كالبذرة المدفونة باستمرار وإذا مُتَّ بشِبه موتي ستبطل العبودية كما هو مكتوب لأنه "إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضا في قيامته" (رو6: 5) "عالمين هذا إن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نُستَعبَد أيضا للخطية". لأن الذي مات بالجسد قد تبرأ من الخطية فإن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا أيضا معه فلا تملك الخطية في جسدكم المائت" (رو6:6-8 و12)
ففي السماء إلى الأبد لا يوجد أي عمل ذهني أو يدوي ، فقط يوجد أنا وحدي والذي صار عضواً فيّ هو فقط الذي سيبقى معي إلى الأبد وسيتمتع بي إلى الأبد ، فهذه هي الحياة التي خلقتكم من أجلها وهي الوجود الدائم معي وفي والتمتع الدائم والشبع الدائم والفرح الدائم إلى الأبد معي .... فمَن رفض هذه الحياة ولم يجاهد ليتحرر من الجسد الذي وُلِدَ عبداً له ولم يصل إلى أن يصير عضواً فيّ ويحيا بي مثلما جاهدت أنا وكل القديسين فعندما يأتي إليّ لن يصير فيّ إذن ولن ينفع أن يعيش معي لأنه لم يصير عضواً فيّ فلا ينفع ولا يمكن ولا يقدر أن يظل معي لأنه لم يعيش كما في السماء من هنا على الأرض كما علّمتكم ، غير أنه لم يعرفني المعرفة الحقيقية طالما لم يتصل بي طالما لم تتوفر شروط الاتصال بدفنه وصلبه الدائم لهذا لم يمتلئ مني والدليل أنك أنت حتى الآن تحيا بالجسد ولهذا لو امتنع عنك الطعام أياماً ستموت أمّا الذين صاروا أعضاء فيّ من هنا على الأرض لم يحتاجوا إلى طعام دائم. ألم تسمع عن هؤلاء القديسين مثل الأنبا بيجيمي السائح والأنبا هرمينا السائح وسواح كثيرين الذين كانوا في صيام دائم ولم يعيشوا بالجسد وعندما كانوا يأكلون .. كان يأكلون مرة كل أسبوع أو بعد أيام كانوا يأكلون أعشاب في البرية أو كنت أرسل لهم خبزة صغيرة .. بعد كل هذا الصيام ... كل هذا لأنهم صاروا في الروح أي صاروا أعضاء فيَّ فكان روحي هو الذي يقوتهم ... كل هذا لأنهم طلبوا النور. فإنهم كانوا بشر مثلكم تماماً وكان منهم ملوكاً وأمراء ولكن عندما طلبوا النور و رأوا النور وطلبوا أن يصلوا إليَّ أعطيتهم القوة والمعونة فتركوا كل شيء ... وأنا طلبت من كل إنسان أن يصير قديس بل أمرت الجميع أن يصيروا قديسين كما أنا قدوس وهذا لمن أراد أن يصير ابني لأن الابن يشبه أباه ... فمن لم يصير قديساً كيف ينخدع ويتوهم إنه ابني ... وأنا كنت بنفس الطبيعة التي أنتم عليها وبكل أمانة كنت بنفس الضعف الجسدي البشري اللحمي الترابي لأني شابهتكم في كل شيء . فبجهادي كإنسان صمت أربعين يوماً . ألم تسأل نفسك لماذا أنا فعلت هذا......!!!
فقلت له: يارب أنا اعتقدت أنك صمت عنا كما سمعت.
فقال الرب لي: أنا لم آتي لأجاهد عنكم وأسير الطريق الكرب عنكم بل جئت لأخلصكم بأني أريتكم أولاً عملياً كيف يكون الجهاد وهذا ما أخبرتكم به "كما صنعت أنا تصنعون أنتم أيضاً فأنا أعطيتكم مثالاً"(يو13: 15) ومكتوب "عاش المسيح مُماتاً في الجسد تاركاً لنا مثالاً لكي نتتبع خطواته ، فالمسيح تألم بالجسد فتسلّحوا أنتم بهذه النية"(1بط3: 18، 2: 21، 4: 1). فأين الإنجيل وأين الطريق والنور في حياتكم؟! لأنه فقط كان يجب أن تعيشوا الإنجيل ولا يوجد أي هدف من هذه الحياة إلا الجهاد للوصول إليّ وليس الجهاد في أيام صيام تتوقفوا فيها عن طاعة جسدكم ثم تأتوا في أيام أخرى تعودون فيها لتعبدوا جسدكم وتُسمُّون هذه الأيام أعياد فرح ، فالفرح كان يجب أن يكون لي أنا لأني أنا هو الإله الحقيقي وليس الجسد هو إلهكم أي كان يجب أن تسعوا أن تجعلوني فرحاً في هذا اليوم لأني أنا الإله الحقيقي وليس كما تفعل أنت عندما تسعى أن تُفَرّح جسدك في هذا اليوم فهذا دليل أن جسدك مازال هو الإله بالنسبة لك والعيد في الحقيقة الفرح للإله أي أن تسعى أن تجعل إلهك في فرح لكي تفرِّحه وتفرح معه، فيوم عيد الميلاد كان يجب أن تفرح بميلادي أنا ، ولكن الذي يحدث في الحقيقة أنكم في هذه الأيام تنشغلون انشغال كامل بأن تفرِّحوا جسدكم تعطوه ما يشتهيه وما يَلذًّه وهذا أكبر برهان أن إلهكم هو جسدكم وأنتم لا تدرون بهذا الأمر فيما تفعلونه. ألم تقرأ عن اللاوي الذي قطّع امرأته 12 قطعة فكان هذا يرمز للإنسان الذي أراد بالحق أن يأتي إليَّ وأدرك النور وسعى لخلاص نفسه ولهذا أمات جسده حسب وصايا الله وهي النور وساعات النهار 12 ساعة وهكذا أباد الإثنى عشر سبطاً سبط بنيامين وهو الذي كان يجب أن يكون العين اليمنى التي كان يجب أن ترى الحق لكن صارت العين التي تُعثِر الجسد وأنا قلت "إن أعثرتك عينك اليمنى اقلعها" (مر9: 47) لهذا فكانت هذه الحرب ترمز لصراع الإنسان مع نفسه حتى يَبطُل عمل هذا العضو الذي كان عثرة.
فالذي لا يفهم هذه القضية ليس له عذر على الإطلاق والذي لم يسأل لماذا أنا في هذه الحياة وما الهدف من وجودي فلن يسعى إذن أن يجاهد للوصول للهدف ... فيعيش إذن بلا هدف مثل كثيرون وبهذا سيخسروا كل شيء وليس هناك أي عذر لمَن لم يعرف لأني قلت "كل مَن يسأل يأخذ" لأنكم في الحقيقة أعضاء من جسمي فكيف لإنسان يسألني كيف يُعِيد هذا العضو المقطوع مني وأنا لا أجيبه؟!! لأني سأظل في ألم شديد باستمرار طالما كل نفس بعيدة عني . فالطريق الوحيد لكل مَن وُلِدَ في عبودية حتى يكون كالعضو فيّ ليتمتع بي إلى الأبد هو التوقف عن عبادة أي إله آخر بالصوم والصلاة ، حينئذٍ سأهب أنا نعمتي لك وهي روحي التي كالجذر الذي بواسطته تستطيع الاتصال بي وتمتلئ بي شيئاً فشيئاً كما هو مكتوب "الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا" (في2: 13) طالما أنت بدأت تدفن إنسانك الحيواني فسيبدأ يفنى إنسانك الخارجي فالداخل يتجدد يوماً بعد يوم فطالما تجاهد الجهاد الحسن والجهاد القانوني وتجاهد حتى الدم سأعمل فيك دون أن تدري لأنك اخترت أن أكون أنا الإله والرأس التي تحركك وبدأت تُنكر ذاتك ولا تطلب أي شيء من هذا العالم وهذا إذا أدركت أنه باطل أي أدركت الحقيقة . .............أكمل قراءة المعجزة......>
تم التحديث يوم 31/1/2009
الصفحة رقم (1) |
(2) |
(3) |
(4) |
(5)
|
(6)
|
(7)
الصفحة الرئيسية
| المعجزة
|
رسالة هامة |
رسالة الدينونة |
أسئلة هامة
| قاعة
الصور |
ألبوم الصور
| مشاهدة
المقدمة فلاش
|
إنزال محتويات الموقع |
مساعدة في عرض الصور والموسيقى بالفلاش |
عظة روحية