المعجزة
فتساءلت مَن هؤلاء الذين في أيدهم سعف النخل ؟! فأجابني واحد من الشيوخ قائلاً لي : ألم تعلم مَن هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض ؟! ومن أين أتوا ؟! فقلت له : يا سيد أنت تعلم . فقال لي :
هؤلاء الذين أتوا من .. الضيقة العظيمة..(المحن والبلايا العظيمة)
وغسَّلوا ثيابهم وبيَّضوها في دم الخروف(رؤ7: 13و14)
These are they, which came out of great tribulation. البلايا والمحن
قصة حياة إنسان عاش الصليب كاملا طوال حياته وحدث أثنائها معجزة شفاء عجيبة .. كان هدفها معرفة إنسان .. الطريق إلى الحياة .. والطريق إلى الكمال |
إن قصة هذا الإنسان وما مرَّ به من صلبان طويلة جداً هي مُدونة في موقع آخر ولكن سنختصر في هذا الموقع المعجزة فقط. والقليل من الخلفية عن الصلبان التي مرَّ بها في حياته
.................. نظراً لأن كثيرون لم يصدقوا كَمّ الألم وسلسلة العذاب والضيق التي سمح الرب بها لهذا الإنسان منذ ولادته فقد طلب حذفها من الموقع لعدم تصديق الكثيرون سواء عذابات والده أو والدته أو كل أنواع الظلم التي سمح بها الرب له سواء كل مَن يجده يقتله [كما قيل عن قايين] وظهر هذا في بغضة كل مَن يتعامل معه أو الظلم في الرسوب في السنوات الدراسية بالرغم من كونه كان مذاكراً جداً وذكياً جداً ، .................... وهكذا استمرار الألم الجسدي واستمرار بغضة من يُحبهم بشدة ، أي استمرار الألم النفسي والعقلي . وكان هذا بسبب رغبة هذا الإنسان بقوة كاملة أن يصل لله منذ صغره، فكما هو مكتوب "لما ولد يسوع اضطرب هيرودس وجميع أورشليم معه" وهذا ما حدث بالتحديد فكما سعى هيرودس لقتل الصبي شهوراً وسنوات سعى رئيس العالم لقتل المسيح المولود في هذا الإنسان وسعى بشتى الطرق ... ولأن أي إنسان غير مُسَاق من الروح القدس من الطبيعي أن يُسَاق من رئيس العالم كما هو مكتوب "صِرنا حسب سلطان رئيس سلطان الهواء ، وحسب دهر هذا العالم" (أف2:2) لهذا اضطهده كثيرون حتى أهل بيته كما هو مكتوب "أعداء الإنسان أهل بيته"(مت7: 6) هذا بخلاف مرض القلب الشديد الذي وُلِدَ به واستمر طوال حياته حتى يوم المعجزة ، فكانت آلام نفسية شديدة أن كل مَن يحبه يبغضه بالإضافة إلى الآلام الجسدية وهي ثلاثة أمراض في القلب والأمراض العقلية وهي الصدمات وهي الأمور التي لا يتوقعها إنسان من نفوس يحبها بشدة واستمرار الثلاثة آلام كان أصعب من الألم نفسه .
لهذا اكتفى صاحب المعجزة بإرشاد الله أن يذكر الرؤيا التي رآها وهو كان طفلاً وهي شبه حقيقية وهو كان مستيقظ ، وكذلك الرؤيا التي رأى فيها الأنبا انطونيوس وهو في المرحلة الثانوية ، ثم المعجزة .. أي عندما حدث له اختطاف ووجد نفسه أي روحه تصعد وتخرج من جسده وأراه الرب أشياء في السماء وفي الظلمة الخارجية ، وهذا ثالث تعديل يعدله صاحب المعجزة لعدم تصديق كثيرون .. ولكن الرب هذه المرة قال له أن الوقت مقصر جداً وهوذا الوقت لابتداء القضاء (1بطرس4: 17).
.........................وعندما كان عمري ستة أعوام كانت أول رؤيا رأيتها وأتذكرها كما لو أراها الآن ، بل وأشعر بكل ما حدث . فأنا كنت محموم بحمى شديدة .. وفجأة وإذ معالم الحجرة تتلاشى وأجد أمامي لؤلؤة لونها أخضر فاتح غاية في الروعة فتعجّبت كيف صارت هذه أمامي !! وبدأت تقترب مني ورأيت وإذ في داخلها شيئاً أسود قبيح المنظر مثل القماش المحروق أو مثل ذيل فار محروق . وجعلني الرب أستوعب كل ما أرى ، فقلت في نفسي في الحال : يا خسارة !! يا ليت هذه الجوهرة كانت بدون هذا الشيء الأسود . فأحسست بأن هناك شخص في الحجرة وهو الذي أحضر هذه الجوهرة ، وأدركت في هذا الوقت أنه هو الإله . فسمعت صوت الرب يقول لي بصوت حنون جداً : إن هذه الجوهرة يا ابني هي أنت وإنك أنت الوحيد الذي تستطيع أن تخرج هذا الشيء القبيح الذي في داخلها : فهل تريد أن ترى ماذا سيحدث للجوهرة إذا خرج هذا الشيء؟!! فقلت : بالطبع . ففي الحال أحضر جوهرة أخرى ووضعها أمامي .. في الهواء ، وكان بداخلها نفس الشيء القبيح الذي في الجوهرة الأولى وأخرجه الرب بطريقة عجيبة فبدأت هذه اللؤلؤة تكبر وتكبر وملأت الحجرة ، فصار منظرها مروع ولا يستطيع أحد وصف جمالها . فسمعت صوت الرب يقول لي : إن اللؤلؤة الأولى هي أنت و هذا الشيء القبيح هي أشياء لابد أن تزيلها ، فقلت له إذن لماذا لم تزيلها أنت من اللؤلؤة الأولى ؟! فقال لي : إنك أنت الوحيدة الذي له الحرية في إزالتها و عندما تزيلها ستصبح لؤلؤتك الصغيرة كبيرة هكذا مثل هذه التي ملأت الحجرة . فقلت له : هل أنا يا رب يمكن أن أصير هكذا ؟!! فقال لي : إذن .. لماذا أريتك كل هذا ؟! فقلت له : وكيف يارب؟! ففي الحال وجدت بيني وبين اللؤلؤة الصغيرة [ التي هي أنا التي كان مازال بها الشيء القبيح ] طريق كله شوك حاد جداً ومنظره مروع ومفزع ، فقال لي الرب : هذا هو الطريق الوحيد الذي إذا سرت فيه ستصل إلى هذا . فأدركت عندما كبرت أن الرب كان يقصد لي الطريق الكرب الذي هو ما أكربه الذي وحده المؤدي إلى الحياة.
............................................................... ورأيت مرة الأنبا أنطونيوس يظهر بجانبي وأنا أستذكر ويقول لي "هذا هو أول صليب من آلامك وهو الآلام النفسية ، لا تخف إن الرب وكل قديسيه معك ويُصلٌّون من أجلك" . فظهر القديس مارمينا على المرآة وترك بصمات يده المفتوحة المرفوعة للصلاة ، وكانت البصمات بيضاء كمثل إنسان وضع يده في مادة بيضاء (كالدقيق مثلاً) ووضعها على المرأة لتصير واضحة آثار هذه اليد المرفوعة للصلاة من أجلي حتى أتعزَّى . وظلًّت بصمات يدّ مارمينا واضحة شهوراً وأريتها لكثيرين ، وحدث أنه في آخر سنة في دراستي انه ساءت حالتي النفسية إلى المنتهى فكنت عندما أرفع قلبي وفكري إلى السماء وقت صراخي للرب لكي ينصفني ويرحمني فأرى أن سقف الغرفة قد انشق ورأيت السماء وكأن المسيح يجلس على عرش من نور عظيم ، فعندما كنت أفيق لنفسي كان يختفي كل شيء وظننت مرات إنني أتخيَّل هذا (تهيُّؤات) لكن الرب كان يوفي بوعده انه "يسحق ويداه تشفيان" (أيوب5: 18) .
...................................................................... وأعدت الثانوية العامة .. ودخلت كلية التجارة .. ولأني كنت مريضاً بمرض في القلب منذ صغري وكنت في آلام شديدة جداً .. جداً . ولكن آلامي الجسدية لا تُقاس بالآلام النفسية حتى أن الأنبا أنطونيوس قد رأيته في رؤيا [وأنا في فترة الدراسة بالكلية] وكان أمامه رهبان كثيرين يسيرون في الطريق الكرب وكان كل الرهبان [وكأنهم رهبان كل الأزمنة] يقفون في طابور طويل جداً وكان بجواره كومة كبيرة من صلبان بلاستيكية يزن كل منها من 10 إلى 20 جرام وكان يقف بجواره السيد المسيح أيضاً وكان يعطي كل راهب صليب من البلاستيك الصغير فكان يصرخ كل راهب متوحد ويقول : أعنّي يارب . و كان الأنبا أنطونيوس يحمل بيده الأخرى ثلاثة صلبان حديدية كل واحد منها يزن خمسة كيلو جرامات .. ، فعندما جاء دوري كنت خائفاً أنا أيضاً من ردود فعل الرهبان الذين بمجرد أن يلبسون الصليب البلاستيكي كانوا يصرخون ، وكنت أعتقد انه سيعطيني صليب من البلاستيك الذي يوزّعه على أي متوحد وكنت خائف أنا أيضاً لأن الرهبان كانوا يصرخون من الصلبان وخصوصاً أنهم كانوا رجالاً أشِدَّاء ..!! ولكن المفاجأة أنه ألبسني هذه الصلبان الحديدية الثلاثة فكانت النتيجة أنني أغشى عليَّ في الرؤيا فأقامني الأنبا أنطونيوس وأعلمني أنني سوف أقاسي أشد الآلام التي يمكن أن يجتازها إنسان بشري ، ولكن أخبرني أن كل هذا حتى أصِل للصورة التي تُرضي مشيئة الله وهي صورة الله ومثاله .
وازدادت آلامي النفسية والجسدية أيضاً التي استمرت طوال العشرون عاماً .. سواء من اتهامات من أفراد أسرتي وطرد من أقرب أصدقائي وكانت الآلام أيضاً بسبب المواقف الغير المتوقعة ، ففي هذا اليوم الذي حدثت فيه المعجزة كنت بالكنيسة وفي غاية الإجهاد العصبي والجسدي وكان قلبي في أشد نقاط ألمه فبدأ يشفق عليَّ الأب الكاهن ولكن قريبي الذي كان يسكن في هذا البلد الأوروبي وهو صديق للأب الكاهن قال له "إن فلان ليس بمتعب بل هو دائم الشكوى هكذا" ، فصدقه الأب الكاهن وتضايق مني مع إني كنت شبه أحتضر ولكن رفض الأب الكاهن وجودي في الكنيسة وزادت آلامي الجسدية جداً حتى أني أغشى عليَّ بالطريق وكنت حينئذٍ أدرس بالجامعة في أوروبا ودخلت المستشفى بأزمة قلبية حادة بسبب شدة الآلام وكل هذا كان بسماح من الله كليّ الرحمة والمحبة التي لا تتوقف لأنه كان يجتذبني وأنا لم أكن أدري . فدخلت المستشفى بهذه البلد الأجنبية ومكثت خمسة أيام ، ووجد الأطباء انه لابد من إجراء عملية جراحية لتوسيع شرايين القلب . فبدأت أصرخ إلى الله لأني كنت في آلام مبرّحة نفسية عندما علمت أن العملية نجاحها غير مضمون وكان تفكيري في أمي الجسدية التي أحبها محبة يصعب وصفها فكنت أفكر في آلامها إن لم أعيش .. وهذا يزيد تعجُّب كل من يسمعني !! فبدأت أصرخ للرب بشدة وقلت له : أعلم إني إنسان خاطئ ، وأنا أعلم انك تسمح بكل هذه الآلام لأني أستحق هذا بسبب خطاياي الكثيرة – فأنا أشر الأشرار – وأنت تريدني أن ألتفت إليك . فأنا أَعِدَك إني شفيتني بدون إجراء عملية سأعيش لك كل عمري ولن أضايقك يارب في أي شيء مهما كان فيما بعد وسأكون مدقق بأكثر ما يمكن .
وكانت المفاجأة أنني بالفعل غفلت واعتقدت أنني ذهبت في غيبة ولكن الحقيقة أنني فتحت عيني ووجدت نفسي أقوم من على الفراش ونهضت ووقفت على قدميَّ في الحجرة ، ووجدت ما لم يخطر على عقلي أبداً عندما التفت إلى الوراء أنني رأيت نفسي بالفعل نائماً على الفراش ولكن في الحقيقة كان جسدي هو الذي كان مستلقياً ، فتعجبت مَن أنا ومَن هو الذي نائم!! والذي حدث بالفعل أن الرب أخرج روحي في هذه اللحظة ووجدت سقف الحجرة كأنه انشقَّ ورأيت نوراً قوياً في السماء وينزل بشعاعه حيث أنا واقف وسمعت صوتاً يقول لي "تعال لأريك شيئاً هاماً". فقلت "كيف هذا؟! هل يمكنني أن أطير؟!" لأنني بالفعل كنت أشعر بنفسي أنني أنا أنا الذي في الجسد ، ففي الحال وجدت نفسي في مكان يصعب وصفه ، لكن يمكن أن ندعوه "قصراً" ، لكنه كان ليس له بداية أو نهاية ، و الأرض كانت رخامية بيضاء وحاسة اللمس كانت قوية عندي وكأني كنت في الحقيقة وليس حلماً ، وقلت في نفسي : مَن الذي أتى بي إلى هنا ؟!! وكنت خائفاً من أن صاحب المكان لو أتى .. وسألني : كيف دخلت إلى هنا ؟! فبماذا أجاوب !!! لأن المكان كان مهيباً جداً مثل قصر أعظم ملوك الأرض ، وكنت أشعر وكأني في الحقيقة لأن حاسة اللمس كانت موجودة فخشيت لو جاء صاحب القصر واعتقد أني لص وتسللت إلى هنا . لأني بالفعل كنت أشعر أنني في حقيقة وليس حلماً !! فكانت كل ردود أفعالي طبيعية كالحقيقة . ووجدت نفسي أرتدي جلباباً أبيضاً وفي وسطي حبل ، وكنت حافي [عاري القدمين] وكنت أشعر بالأرض الرخامية جيداً وكان ملمسها عجيباً . ورفعت نظري للأمام .. فكان أمامي سلالم .. أعلاها ما يشبه الشرقية [حضن الآب] في أي كنيسة . وفجأة عبر طيف من النور أمامي ، وتحوّل إلى إنسان كان منيراً جداً ويبدو انه ملكٌ وهو صاحب هذا المكان مع انه كان يلبس جلباب بسيط جداً لونه أبيض سكّري وشعره ذهبي وبشرته بيضاء جداً لكن مُحمِرَّة [أي ينتشر لون وردي على خدوده] وكان جذاباً إلى أعلى ما يكون ، لدرجة أنني تركت كل شيء لأنظر إلى جماله الذي لا يُوصَف ، لكن كان جماله ليس جمالاً جسدياً أو بشرياً بل مشاعر وأحاسيس كانت تنبض منه وتجعلني أُسبَى سبياً مع انه لم يكن ينظر بل كان مُغمَض العينين وكان يبدو عليه الحزن والأسى الشديد .
فنظرت في الجلباب الذي كان يلبسه ناحية يمينه فوجدتها مفتوحة وكان واضحاً جداً أثر الطعنة وكان الفتح في جنبه واسع وعميق حتى أني رأيت أحشاؤه الداخلية أيضاً فكان المنظر مريعاً جداً ولم أستطع النظر أكثر من برهة وكان الدم ينزف بغزارة وكان ينضح على الجلباب وكان المنظر مؤلماً جداً وفكرت في عقلي لحظة هل ي مكن أكون أنا الذي أجعل هذا الملك حزين لأني لمجرد أن نظرت إليه شعرت وكأنني كنت أبحث عن شيء منذ سنوات طويلة ووجدت هذا الشيء فكيف بعد أن وجدت الشيء الذي يملأ فجوات قلبي وأجد فيه الشبع الكامل أكتشف أني أنا السبب في حزنه . فبدأت أسأل هذا الملك صاحب هذا القصر وأنا أرتعش من الخوف: هل أنا الذي أجعلك تبكي؟ وهل أنا كنت السبب أو حتى مشترك في هذه الطعنة ؟ فأنا كنت أبحث عنك منذ صغري !! وأنا أريد أن أكون معك إلى الأبد.. ولا أريد سوى أن أنظر إليك فقط.. [وكنت أقول هذا وأنا أشعر بأني لا أحتاج غير هذا أي أحتاج فقط أن أقف أمامه وأنظر إليه إلى الأبد وأنا أثق تماماً أني لن أَكِلَ ولن أشبع أيضاً من النظر إليه وأدركت أيضاً إجابة السؤال الذي كنت أسأله لنفسي عندما كنت أقرأ سيرة القديسة أناسيمون أو مكسيموس ودوماديوس "لماذا تركوا القصر وهربوا؟ ألم يكن ممكناً أن يصلّوا وهم في القصر؟ فلماذا ذهبوا للصحراء؟" ولكن عندما كنت أنظر لهذا الملك وجدت الإجابة فكيف يقبلوا أن يعطلهم أحد عن هذا الجمال الذي لا يُعبَّر عنه فقد أخبرنا الكتاب بأقل تعبير أن حبه أطيب من الخمر أي أقوى تأثيراً من تأثير الخمر ولا يحتاج الإنسان معه شبع جسدي أو امتلاء قلب من مشاعر إنسان آخر أو أي أمور تشغل العقل وتملأه لأن فيه كل ما يشبع العقل والقلب والجسد أيضاً ولكن بعد كل هذا الإحساس كانت الرعبة العظيمة بالنسبة لي أن أكون أنا السبب في الألم الذي هو فيه]. فبدأت أسأل مرة أخرى بصوت منخفض : هل أنا السبب في بكائك؟ لأن دموعه كانت غزيرة وكان لونها سماوي فاتح .
فبدأ يتكلم هذا الملك وقال : أنت تحزنني كل يوم بل وتطعنني وتصلبني كل حين وليس هذا الذي يحزنني بل الذي يحزنني أنك لا تدري بهذا أنت وكثيرون أيضاً...!!! فعدم فعلك للسلبيات ليس هذه هي القداسة وليس هو الطريق الذي يصل بك إليّ أو هو الشيء الذي يفرّحني بل أنت تفعل الخطية طالما لا تسعى في الوصول للهدف الذي خلقتك من أجله فعدم جهادك في الطريق الكرب كل لحظة وعدم جهادك في الدخول من الباب الضيق في كل يوم وكل حين فهذه هي الخطية وإن لم تطيع كلامي الذي في الإنجيل وتعيشه فإنك تفعل أيضاً الخطية. وإن لم تسلك كما سلكت أنا على الأرض فهذه هي الخطية. وإن لم تُصلَب معي وتموت معي فهذه هي الخطية وإن لم تجاهد لتصل للهدف الذي خلقتك من أجلي كل يوم وهو أن تصير صورة لي ومثالي فإنك تفعل الخطية.
فالخطية ليست هي فعل الأمور السلبية أو فعل الأشياء الشريرة أو الرديئة بل عدم تنفيذ الوصية وهي إتمام الأمور الإيجابية في حد ذاته خطية ألم تسمع المكتوب "مَن يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذلك خطية وأجرة الخطية موت والخطية خاطئة جداً" (يع4: 17، رو6: 23، رو7: 13)
فأنت لا يمكن أن تبدأ في عبادتي العبادة الحقيقية ولا يمكنك حتى أن تتصل بي مجرد اتصال أو تكوِّن علاقة حقيقية دائمة معي وأنت بطبيعتك هذه لأنك الآن وُلدت في عداوة معي وبطبيعة مائتة لأنك ولدت فارغاً وغير ممتلئ مني أي لست في شبع حقيقي لهذا ولدت في جوع شديد لهذا فأنت منجذب بشدة بطبيعتك هذه للعالم مثل كوب فارغ مُلقى في وسط محيط لهذا بطبيعتك تحب العالم وتسعى أن تشبع بكل حاسة من حواس جسدك من الأشياء التي في العالم ، وتسعى أن تشبع عاطفتك أيضاً أي تملأ فجوة قلبك من إنسان آخر وتشبع جسدك أيضاً [سواء حاسة النظر واللمس] من جسد آخر ، ولأن محبة العالم عداوة لي واهتمام الجسد عداوة لي لهذا أنت وُلدِت بطبيعة في عداوة معي كما هو مكتوب "إذ كنتم أموات بالذنوب والخطايا حسب دهر هذا العالم حسب رئيس سلطان الهواء" (أف2: 1و2) أي أنت بطبيعتك مولود منفصل عني ولكن إذا أردت أن تعيش الهدف الذي خلقتك من أجله وهو أن تحيا بي وتصير عضواً فيَّ لتصير صورة لي ومثالي فهذا يكون إذا بدأت في عبادتي أنا وحدي وهذا يكون إذا رفضت عبادة العالم وعبادة جسدك أي رفضت طاعة جسدك وذاتك في أقل شيء وهذا بأن لا تطيعه في أهواءه وشهواته في أقل شيء كما هو مكتوب "الذين هم للمسيح صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل5: 24) لأن إطاعة أي شيء هو عبادة ، فلا يمكن و فيما أنت تعبد إله آخر أو أي شيء في نفس الوقت تعبدني أنا أيضاً وهذا ما لم يدركه الكثيرين...
غير أن نفسك هذه هي هيكل لي وبيتي أنا وحدي وكان يجب أن تملأه مني أنا فقط بل إن نفسك في الحقيقة خلقت لتكون عضو فىّ عندما نفخت في التراب نسمة حياة و هي روح الإنسان التي خلقتها عندما خلقت آدم وأنا وكلّت كل إنسان على هيكلي وكان كل اشتياقات قلبي أن يعود إلي جميع أعضائي بأن يكونوا صورتي لكنهم انفصلوا عني ورفضوا أن يكونوا أعضاء فيّ لأنهم رفضوا أن أكون أنا الرأس. وأرادوا أن يحققوا مشيئة ذاتهم ويستوطنوا في كيان آخر غيري ورفضوا شروط العضوية فلم يدخلوا من الباب الضيق ولم يذبحوا الخروف الذي هو الموت بشبه موتي وهو خروف الفصح الذي هو خروف العبور فلم أستطيع أن أعبر عنهم وظلوا في أرض فرعون وقبلوا العبودية ورفضوا أن يتحرروا باستيطانهم فيّ لأنهم رفضوا أن يتغربوا عن الجسد والكرمة الغريبة التي صاروا فيها مع إني أنا الكرمة الوحيدة الحقيقية..
ولم يفهم الناس أنهم وُلِدوا أعضاء في كرمة غريبة، وهذه ليست الصورة التي خلقت الإنسان عليها، وكثيرون عاشوا وماتوا ولم يفهموا هذه الحقيقة.
فأنا خلقت الإنسان كالعضو المهيأ أن يكون في كرمتي، ولكني كان لابد أن أعطيه مطلق الحرية ليختار الإله الذي يعبده والكرمة التي يستوطن فيها. ولكن آدم رفض أن أكون أنا إلهه ورأسه لأنه أخذ أوامره من كيان آخر فطردته من محضري، وأنتم ولدتم مطرودين وصرتم في صحراء وبرية قاحلة وكان يجب أن يكون شغلكم الشاغل كيف تعودون إلى الصورة التي كنتم فيها والتي خلقت الإنسان فيها وعليها ولكن قليلون جداً من الرعاة الآن يقولون هذه الحقيقة وينادون بها وهي أن يجب أن يسعى كل إنسان أن يرجع للطبيعة التي خلقت الإنسان عليها وهو أن لا يفهم الشر ولا يفهم الخطية وهذا عندما يولد مني أنا وهذا بأن يعبر ويتغرب عن طبيعته ويموت بشبه موتي كما بدأت كلامي في الموعظة على الجبل "كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل"..
كما هو مكتوب أيضاً "المولود من الله لا يخطئ ولا يستطيع أن يخطئ" لأني عندما أكون أنا رأسه بإنكار ذاته ورفضه أن يكون له مشيئة في الحياة غير مشيئتي.. فحينئذٍ سيعيش المكتوب في الإنجيل "لا دينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" وكان يقصد الكتاب الصورة التي كنت أشتاق أن تكونوا فيها وتعودوا إليها وهي أغصان في كرمي، وتحيوا وتتحركوا بي.
فأنا فيّ كل الشبع: كل شبع عقلي وعاطفي وجسدي أيضاً. فاسألوا أنفسكم: لماذا مازلتم تحتاجون أشياء أخرى في العالم؟ ففي السماء لا يوجد غيري..!!
هذا لأنكم صرتم في طبيعة بالجسد تحتاج إلى طعام مادي وجسد مثلكم يشبع حواس العين واللمس، فلم أعد أنا خبز الحياة لهذه الطبيعة التي صرتم أنتم فيها... لكن مَنْ يريد أن يعود ويستوطن فيَّ ليعيش الهدف الذي خلقته من أجله يجب أن يتغرّب عن هذا الجسد. ويبدأ يذبح خروف الفصح وهو بداية الشبع مني وبداية العبور، فعندما تبدأ تشبع مني ستبدأ تقلل من احتياجك للعالم وللجسد ولأي مادة. فهذا هو الفصح وهذا هو الخروج من أرض فرعون وهي أرض العبودية التي ولدت فيها.
أنا فيَّ كل شيء: كل شبع عاطفي كل شبع نفسي و عقلي ... كما هي الحياة في السماء..... لكن لماذا مازالت الناس تحتاج أشياء كثيرة وفي جوع كامل مستمر مثل سليمان؟!
إن قلت لأن هؤلاء الناس بعيدين عن الله .. فهناك وخدام ورعاة مازالوا يعوزهم شيء وأشياء من العالم وفي جوع للكرامة ولطعام و... لم يصلوا لصورتي ومثالي وليسوا قامة المسيح؟!
لماذا؟؟؟
فطبيعة آدم التي خُلِقَت كانت مصممة على أنها تعتمد على الله الروح ولا تحتاج خارجه لشيء .... كالغصن في الكرمة ... وهذه هي الحياة التي سيكون عليها الإنسان في السماء للأبد وهي الحياة التي خلق الله الإنسان ليكون فيها للأبد.. لا يوجد طعام أو أي شيء غير الله. وكانت جنه عدن نموذج لهذه الحياة وهي الوجود فيه .. كالغصن في الكرمة.. الذي لم ولن يحتاج لشيء خارج الكرمة
فآدم كان مثل غصن مُهيأ للإتحاد بكرمتي هذا فقط لو أطاعني آدم لأصير أنا رأسه وبدأ يحيا بي.
وهذه الصورة وهذه الطبيعة كان آدم سيكون عليها لو أطاعني لأصير أنا رأسه وإلهه وبدأ يكون علاقة معي فيشبع بي أنا الخبز الحقيقي فأصير أنا مصدر حياته .
ماذا حدث ؟! ......... فهذه الطبيعة فسدت لان آدم اختار رأس أخذ أوامره منه {ذاته و حواء } واختار كرمة أخرى و مصدر حياة آخر وهو الجسد يحيا ويتحرك ويوجد به وبذلك اُستعبد الإنسان باستيطانه في الجسد لأنه اختار أن تكون ذاته هي رأسه وجسده هو مصدر حياته ومن هنا دخلت الخطية ... التي هي الحياة ضد مشيئة الله .. لأنه صار
عبد وليس ابن { انتم عبيد للذي تطيعونه }
وصار .. كالغصن في كرمة غريبة فتشوهت هذه الصورة ومعالمها .. لأني أنا هو الكرمة الحقيقية ... عندما رفض آدم هذه البنوة .. فطُرد من الجنة
فصارت صورة ابن الله وصورة الله ومثاله التي كانت حسب مسرة مشيئة الله أن يكون عليها الإنسان مخفيه عن العالم
فلم يكن آدم يحتاج لغفران خطيه فقط، بل الرجوع للصورة التي كان عليها ...
لأنه بالفعل.. فقد غُفِرَ له والدليل الذبيحة التي ذُبِحَت وبجلدها كسيت عري آدم ... والأهم طالما لم يعيش آدم لله وطالما اختار كيان آخر يستوطن فيه .. فكان لابد أن يُطرَد.. لأخبركم .. أنه إن لم تعودوا حسب مشيئتي لن تدخلوا الراحة الحقيقة.
فلا تنسوا الطفل الذي طلب منه أبيه الملك الذي كان يحبه أبوه من كل قلبه وسعى أن يجعل الطفل يحبه فلم يستطيع وطلب منه الملك ألا يقترب من السور، ولكن سعى الطفل أن يكتشف لماذا منعه أبوه. وبغواية الوزير المطرود من المملكة واقتناع الطفل أن الملك يريد أن يتحكم فيه، خرج الطفل من أسوار الحديقة المبنية فوق قمة الجبل وهوى وسقط وتكسرت كل عظامه وتشوَّه وجهه ولدغته العقارب وصرخ بصوت عظيم، فنزل الملك في الحال فقال له الطفل "سامحني يا أبي" فقال له أبيه:
أنا لم أنزل من قمة الجبل لتقول لي "سامحني يا أبي" وأقول لك سامحتك.. أنا محبتي كاملة وأنا غير متضايق منك.. ثانياً : هل لو قلت لك سامحتك، هل ستُحَلّ مشكلتك؟!
فأنت لا تحتاج إلى مسامحتي يا ابني الآن.. ولكن أنت تحتاج إلى علاج لتعود إلى الصورة الصحيحة التي كنت فيها.
وهذا ما حدث لآدم أن طبيعته تغيرت عندما انفتحت عيناه، فهو لم يكن مفتوح العينين.
أي الذي لم يكن يشعر به بدأ يشعر به، والجوع الذي لم يكن عنده صار عنده، وهو الجوع لجسد آخر، فحتى لو غٌفرَت خطيته، فالمشكلة ليست في الخطية بل في أن طبيعته تغيرت وليس هذا فقط بل صارت البشرية كأنها فاقدة الذاكرة ونسيت أنها كانت في الجنة وأن طبيعتها كانت نقية جداً،
وهذا هو هدف تجسدي أن أذكركم بالصورة التي فقدها آدم... وأريكم إياها بنفسي... وأعلِّمكم كيف تعودون لهذه الصورة ... وأفتح لكم باب الملكوت بالفداء الذي كان مغلقاً.
فالناس نسيت تلك الصورة ونسيت فكره أن الله كان يريد كل إنسان أن يكون ابن لله .. لكي يصير بذلك صورة له ومثاله كالابن الذي يشبه أباه .. كما نسى نبوخذ ناصر الرؤيا.
وهذا هدف التجسد لأنه لولا أن آدم رفض تحقيق الهدف لما دبرت العناية الإلهية التجسد فجئت أنا في هذه الصورة وأخذت نفس الطبيعة البشرية اللحمية لأتمم الفداء .. وأفتح باب الملكوت .. وأريكم الصورة التي اشتقت أن تكونوا فيها كنموذج عملي .. ومثال نموذجي.
فكلمه ابن الله لا تعني أني ابن أي قريب لله ...
بل إني ... جئت في صورة الابن.
لأنه مكتوب عني أني صورة الله لكن ليس أني صرت في الهيئة إنسان بل كإنسان
Who being in the form of God, thought it not robbery to be equal with God:
And being found in-appearance – [fashion] as [like] - a man, he humbled himself.
مثلما تقولون "هذا الإنسان قوي كالأسد" .. فليس معنى ذلك انه صار أسد أي أنه صار حيوان .. وليس لأنه تشبه بقوة الأسد فصار كأسد بالفعل .. أي أنه صار حيوان.
وكل هذا لأني كنت أريد أن تفهموا كيف كانت الصورة التي كان الله يريد أن يكون الإنسان عليها ليكون الإنسان بمثابة ابن لله. ليصير الإنسان بذلك صورة لله بل ومثال له .. لهذا جئت بهذه الصورة ..
ليس لأني ابن الله أي كيان قريب لله أي خارجه، كالابن هو قريب للأب وهو كيان خارجه بل أنا ظاهرة فريدة وأنا روح الله وامتداد مدى من الله كالشعاع الذي خرج من الشمس ودخل الغرفة .. ليكون عينه من الشمس لتأدية غرض ليس لأن الشعاع كيان مستقل أو هو شيء آخر غير الشمس .. ولا حتى مُصغّر أي نموذج للشمس.
بل هو امتداد من الشمس نفسها .. هكذا أنا "روح منه" أي من الله .. وليس إني بشر بل أنا روح تجسدت، فمكتوب "لم يرسل الله إنساناً بل إن الروح والكلمة صار جسداً"
فأنا لست ابن لله .. أي أني قريب لله كالابن الذي هو أقرب إنسان للأب ..
بل جئت في صورة ابن الله لأريكم وأعلمكم كيف تصلوا لتلك الصورة عينها.. وقلت عن نفسي أني شمس البر ..
لهذا خُلِقَ نجم الشمس بهذه الصفات ليكون صورة تفهموا بها طبيعتي التي خرجت من الله وأنا "روح منه" .. كما أن الشُعاع خرج من الشمس وهو منه .. أي هو هو من نفس كيان الشمس
هكذا أنا خرجت من الله الآب، ومن نفس كيان الله أي روح من الله وخرجت منه .. كشعاع الشمس الذي خرج من الشمس ودخل في الغرفة لتأدية غرض.
فأنا الابن المثالي .. وهدفي الأول أن أريكم صورة الابن وصورة الله ومثاله التي اشتقت أن يكون آدم عليها وفُقدت هذه الصورة بل تناست بل وكأن الإنسان فقد الذاكرة كما حدث لنبوخذ نصر ..
والدليل إني قلت "اثبتوا فيَّ .. وأنا فيكم" .. ولم أقل اثبتوا في الآب ... دليل على إني أنا هو الروح القدوس نفسه .. وقلت أيضاً "لا يستطيع أحد أن يأتي إلى الآب إلا بي" ...
أي بواسطتي .. لأني نفس روح الله .. كما انه بدون شُعاع الشمس الذي دخل الغرفة أو أي مكان لا يقدر أي مكان أن يستنير ويتطهر .. هكذا بدوني أنا الروح التي خرجت من الآب لا يقدر احد أن يستنير أو يتطهر ويصل للآب
و أنا قلت : أنا الكرمة الحقيقية ولم أقل أن الآب هو الكرمة الحقيقية.. بل الآب هو الكرام .. فأنا قلت عن نفسي أني أنا هو الكرمة وأنتم أغصان فيّ وهذا دليل على أني أنا هو مصدر الحياة لأني أني نفسي الروح القدوس أي روح الله وخرجت من الله
لكن ظهرت في الهيئة كإنسان لأتمم عمل مُعين، كما خرج شُعاع الشمس من قرص الشمس ليعمل عمل داخل الغرفة .. ثم يعود للشمس بانتهاء عمل الشُعاع
هكذا أنا روح خرجت من الله أي روح منه خرجت لمهمة وعمل مُعين وبانتهاء هذا العمل صعدت وعدت للآب كما يعود الشُعاع للشمس .. لأن الشعاع في الأصل كيان واحد في الشمس .. ومنه .. وليس الشُعاع والشمس كيانان متصلان وقريبان ومتشابهان بل هما كيان واحد ... هكذا أنا والله ليس كيانان متصلان بل نحن كيان واحد وأنا روح منه.
وقلت أيضاً ... "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً".. ولم أقل "بدون الآب" .. وهذا برهان قاطع على أني أنا نفسي روح الله أي روح خرجت من الله أي أنا والآب كيان واحد لأننا روح واحد
فأردت أن أوقظكم أو أعيد ذاكرتكم المفقودة .. كما أقمت لعازر بصوت عظيم ليقوم من غفلته بل من موته لأنكم بانفصالكم عن مصدر الحياة الحقيقي وعدم استيطانكم فيَّ صرتكم أموات.
فليس أني أخبرتكم بهذه الصورة وعلمتها لكم بالكلام .. بل جئت وخبّرت بها أي أعلنتها لكم بنفسي وعلمتكم كيف تُجاهدوا لتكون بل تعود هذه الصورة المفقودة فيكم. لتصيروا فيها .. وهذا كله سيصير لو سلكتم كما سلكت أنا
أكرر لك : هذا يصير لو سلكتم كما سلكت أنا...
لهذا قلت "أتيت لتكون لكم حياة" .... مثل الطفل الذي وقع من قمة القصر
فعندما صمت أربعين يوماً كنت بكل أمانة أشابهكم في كل شيء في نفس الضعف ... فكنت أريد أن تفهموا الصورة التي كنت أشتاق أن تكونوا فيها .. وأكدت لكم أن روح الله الخالق له قدرة إحياء هذا الكيان البشري أكثر من النبات المخلوق .. وهذا ما ستكونون عليه في السماء .. والدليل أن أخنوخ وايليا بهذا الجسد حتى الآن.. فالروح الخالق مصدر حياتهم الذي له قدره أقوى من النبات المخلوق. وقلت: أيها الآب أريدهم أن يكونوا واحد كما نحن واحد ..
لكن المشكلة أنه لم يعد الإنسان يثق في قدرة روح الله الخالق التي يمكن ا تُحيي أكثر من النبات الخالق ...
فمكتوب الأرض صارت خربة وخالية .... كالماء الذي لا يختلط بالزيت أبداً ... بل وصار في عداوة.
فالطبيعة التي صار فيها آدم بعد رفضه أن يكون الله رأسه وإلهه ومصدر حياته ... هذه الخليقة جسديه {الاستيطان في الجسد} أي صارت محتاجة .. ومعتمدة .. على طعام مادي يشبع الجسد وعاطفة بشريه تشبع القلب، وجسد آخر يُشبع باقي الحواس .. وصار الإنسان في جوع حتى أن جسده صار يتحرق كما قال الرسول بولس ولهذا أوصيت ونصحت هذا الإنسان أن يتزوج بدلاً أن يتحرق، وسمحت وباركت هذا الأمر [وهو الزواج] في حالة عدم احتمال الإنسان لهذا التحرّق ومكتوب "إن لم يستطع الرجل أن يضبط نفسه ويحفظ عذراءه فليتزوج لأن الزواج في هذه الحالة أفضل من التحرُّق"
وأما من أقام راسخا في قلبه وليس له اضطرار بل له سلطان على إرادته وقد عزم على هذا في قلبه أن يحفظ عذراءه فحسنا يفعل.
إذا مَن تزوج فحسنا يفعل ومَنْ لا يتزوج وصار في نضوج وفهم هذا الأمر فهو يفعل الأحسن.
فالله الروح (الذي كالزيت) لا يقدر أن يكون شبع هذه الطبيعة الآن ... وأنتم صرتم كالماء الذي لا يمكن أن يختلط بالزيت أبداً وصارت البشرية كالغصن لها كرمة أخرى
كما هو مكتوب ... جعلوني ناطورة الكروم أما كرمي فلم أنطره
فصار الإنسان له كرمة ومصدر حياة آخر.. ليس هذا فقط بل مصدر الحياة الآخر هذا ضد الله وضد مشيئته.. لأن الله لم يخلق الإنسان لهذا الوضع وهذه الحياة ليكون له مصدر حياة غيره وهو الجسد ..
فلم يخلق الله الإنسان ليكون كيان مستقل بذاته بل خلقه بكيفية عضو فقط .... ولكن اختار الإنسان كرمة أخرى غيري ....
فالآن لا يمكن أن يكون أو ينفع لمن صار مستوطناً في الجسد أن يكون الله الروح مصدر حياته .. لأنه اختار مصدر حياة آخر وكرمة غريبة
فلا يقدر فيما هو عضو في كيان آخر [وهو الجسد] ويجد كل شبعه في الجسد.. لا يقدر أن يصير الآن عضواً في الله الروح ، ويصير الله مصدر شبع قلبه وفكرة و جسده.. بل صار له ناموس آخر.. أي قوه تتحكم فيه .. مهما أراد بصدق كامل بإرادته أن يكون عضواً في الله سيقاومه هذا الناموس وهو الكيان المستوطن فيه فتره طويلة
كما أكّد القديس بولس وقال "إن الناموس روحي أما أنا الآن فجسدي مبيع تحت الخطية ... فالإرادة حاضرة عندي ولكن أن أفعل الحسنى لست أجد".
إني أُسَرّ بناموس الله ولكن هناك ناموس آخر في أعضائي ... هناك ناموس آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني لناموس الشر
وهذا الكلام قاله بعد سنوات من نعمتي وعمل روح الله فيه، وليس هذا فقط .. بل قال: لست أعرف ما أنا أفعله وأنا مازلت أخدم بجسدي ناموس الخطية..
فكيف لم تفكروا في هذا الأمر؟!! هذا كله لأن بولس ابني وُلِدَ في كرمة غريبة كما أخبرتكم في أول الكتاب أن الأرض كانت خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة وصرتم حسب دهر هذا العالم أي باتفاق وتناغم كامل.
تذكروا سعي بيلاطس أن يطلقني وقت الصلب لأنه أدرك أني بار ولا يجد فيَّ عله واحده ، وكرر هذا الكلام ثلاثة مرات.. لكن ناموس عبودية الناس جعلته يقبل صلبي ويحكم عليَّ لأنه مازال عبد تحت سلطان اله آخر
ولهذا أيضاً قال ابني بولس.. "الذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله" ... وقلت أنا "المولود من الجسد .. جسد هو".. أي كل احتياجه صار مادي وجسدي .. بل الذي زاد الأمر صعوبة إن كل ما يشتهيه الجسد ضد الله الروح... لهذا جئت وصرحت أنكم لا بد أن تولدوا من جديد .. أي تُخلقوا من جديد
بل في الحقيقة يريد الله أن تعودوا وتستعيدوا هذه الصورة المفقودة .. فكنت أريد أن أؤكد لكم : ليس أنكم مخلوقين بطبيعة جسدية ويجب أن ترتقوا لخليقة أفضل.. أي تصيروا في عمق أعلى روحيا .. بل في الحقيقة أنتم كنتم في صورة راقيه جداً ومهيأة لتكون صورة الله كالغصن المهيأ أن يكون في الكرمة الحقيقية، ولكن خربت هذه الصورة. فكل هدف الله الآن ليس أن تدخلوا لعمق روحي أو ترتفعوا روحياً بل أن تعودوا للقامة والحالة والصورة والطبيعة التي كنتم فيها.. أي تستعيدوا هذه الصورة المفقودة.. وليس أن ترتفعوا روحيا.. بل أن تعودوا للمستوى الذي كنا فيه.
ولكي تتضح الصورة أكثر .. لنتأمل في الشيطان مثلاً.. بافتراض انه يسعى أن يكون ملاكاً : لا نقول أن الشيطان لابد أن يكون في خليقة جديدة ويخلع العتيق ليصير ملاكاً.... بل نقول: يجب على الشيطان أن يسعى أن يستعيد الصورة المفقودة التي فقدها بحماقته ويعود للقامة التي كان عليها وهي صورة الملاك.. لأنه كان في حالة وطبيعة سامية جدا .. وبعدم طاعته لله وعدم استمراره في مشيئة الله ... سقط أو فقد هذه الصورة ..
وبافتراض انه يريد أن يصير ملاكاً.. لا نقول انه يُريد أن يكون في خليقة جديدة أنقى أو يجب أن يكون في خليقة جديدة ... بل نقول إنه يريد أن يعود للطبيعة الأولى النقية ويستعيد هذه الطبيعة والصورة التي فقدها
وهذا ما أراد الله أن يلفت نظركم إليه مرات عديدة. وهذا قصد الله بالقيامة من الأموات . فالقيامة من الأموات ليس هي ارتقاء من مرحلة سفلى لمرحلة عليا ، بل إنكم ولدتم أموات بطبيعة آدم المنفصلة عن الله.. كما هو مكتوب "إذ كنتم أموات بالذنوب والخطايا" .. ويريد الله أن تعودوا أحياء ..أي بالطبيعة التي تحيا بروح الله فقط كما سيكون الحال في السماء .
لذلك علمتكم في صلاتكم اليومية أن تصلوا: لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض .. فكنت أقصد أن تطلبوا هذا بأن تكونوا بل تعودون حسب مشيئتي .. حسب مسرة مشيئتي وهي أن تعيشوا كما في السماء يعيشون وكما ستعيشون أيضاً للأبد كذلك ترجعوا وتبدءوا كذلك من هنا على الأرض من الآن وهذا بالقيامة من هذا الموت الذي ولدتم فيه.
فعندما تقومون من الموت.. هذا ليس ارتقاء أو دخول للعمق، بل عودة للوضع الذي كنتم فيه أي الوضع الذي كنتم مهيئين أن تكونوا فيه وهو أن تحيوا بالله وكما ستكونون في السماء لا تحتاجوا لشيء ولا تعيشوا لشيء غيره .. فيجب أن يكون شغلكم الشاغل الآن استعادة الصورة المفقودة
فهل لأن قامة ملء المسيح ترونها مستوى عالي جداً .... هل هذا مبرر أن لا يُنادى في الكنائس بهذه الصورة؟!
فعندما دخلت الهيكل وطردت الغنم والباعة وقلت "بيتي بيت صلاة يُدعى .. فقالوا أية آية ترينا حتى تفعل هذا؟! ... فقلت لهم أعظم آية هي تغيير الإنسان بنقض كرمته القديمة وبناءه في الله الكرمة الحقيقية .... انقضوا هذا الهيكل .. أي ارفضوا هذه الطبيعة وأنا سأعيد لكم الطبيعة المفقودة .. وأنا سأبني الهيكل الجديد في ثلاث أيام .. وإن نُقض بيت خيمتنا الأرضي فلنا في السماء بناء من الله غير مصنوع بيد {بشرية} بل هو أبدي ...
فليس بإيمانكم أني جئت بالجسد ومت على الصليب ستعود هذه الصورة .. وهي أنكم لا تفهمون الخطية كما كان آدم لأنه لم يكن تحت عبودية. بل أكّدت لكم أن الطريق الذي يعود بكم للحياة فيَّ .. أي لهذه الطبيعة وهي الحياة في الله وبالله.. هو طريق كرب ما أكربه يجب أن تموتون معي ليموت الإنسان العتيق وتُصلَبُوا معي وتكونوا عالمين هذا أن إنسانكم العتيق سوف يُصُلب معي وعندما تتشبهوا بموتي وتتغربوا عن هذا الجسد ويفني إنساننا الخارجي فالداخلي سيتجدد يوماً بعد يوم.
وعندما تتغربوا تغرب كامل عن الكيان والكرمة التي تحيوا بها ستتوفر شروط عضويتكم في الكرمة الحقيقية وهو أنا.
لأن كثيرون آمنوا بالفعل بتجسدي وموتي ولكن ليسوا الآن صورة الله ... والدليل أنهم مازالوا يخطئون
لكن صورة الله ومثاله وصورتي لا تخطئ كما هو مكتوب "المولود من الله لا يخطئ بل ولا يستطيع أن يخطئ". كما كان آدم الأول لا يفهم الشر حتى يخطئ..
وبدون النور لا يرى الإنسان حالته .. أنه يعبد الناس ويهتم بالناس .. وهذا هو نفس الروح التي كانت في بطرس الرسول حتى إني لم أقل له "اذهب عني يا عابد الشيطان" بل قلت له "اذهب يا شيطان" ، وهذا لأنه لم يكن في النور في هذا الوقت، فلم يرى أنه كان يعبد الناس.
فمكتوب ".. إن كنت بعد أرضي الناس لست عبداً للمسيح"... (غلاطية1: 10)
ولكن الناس لا يبصرون حالتهم بدون النور ..
غير أن من يفعل الخطية يفعل التعدي وليس مولوداً من الله وأيضاً من يعمل الخطية هو عبد فكيف لإنسان مازال يفعل خطية أي مازال عبداً .. كيف يعتقد أنه ابن لله وصورة لله .. بل ومثال لله؟!
فمن نقطة الموت إلى نقطة القيامة... ليس عمقاً بل رجوع للحياة أي للحالة والوضع الطبيعي الذي خلق الله الإنسان ليكون عليه واستعاده الطبيعة التي كانت مهيأة أن تحيا بروح الله وهي الطبيعة النقية الحرة بعد أن كنتم في طبيعة غريبة [وهي العبودية] التي كنتم مُمسكين فيها
كما هو مكتوب أما الآن فقد تحررنا من الناموس إذ قد مات الذي كُنا ممسكين فيه
ولكي تعودوا لصورة آدم النقية المهيأة لتكونوا أغصان في كرمة الله وابن الله وصورة لله .. أخبرتكم أن هذا الطريق هو الولادة من الماء والروح والولادة من فوق
فلكي تُولدوا من فوق ومن الله الروح .. ليس بالطبع بممارسة طقس أيضاً .. بل لابد من جهاد حتى الدم وجهاد قانوني في طريق ما أكربه يبدأ بباب ما أضيقه ... لتتغربوا عن هذا الكيان وهو الكرمة الغريبة التي صارت مصدر حياتكم بدل الله. وهذا الطريق هو الطريق الكرب الذي سيعود بالإنسان للصورة والطبيعة المفقودة التي كانت تعتمد على الله الروح في كل شبع ... لهذا قلت "ما أضيق الباب وأكرب الطريق المؤدي للحياة" .... أي الحياة فيه كالغصن في الكرمة
وممارسة أي طقس ليس فيه أي عناء أو مكابده .. إذاً كان يجب أن تفهموا أنه ليس هو الطريق الكرب ولا الباب الضيق المؤدي للحياة الذي أخبرتكم به بل وجئت لأعيشه بنفسي... فما هو عذركم الآن؟! اسألوا أنفسكم..!!
لكن تكرر نفس الخطأ عند الفريسيين الذين كانوا عبيد للطقس .. ولم يفهموا هدف الطقس أنه يساعد كالسماد الذي لا فائدة له بدون موت البذرة .. وليس لأنكم خُلقتم ووضعتم للسبت بل السبت وضع للإنسان.. هكذا السماد وُضِعَ للبذرة ليساعد البذرة المدفونة، هكذا السفينة وُضِعَت لتصل بكم للملك، ولكن ليس دخولها فحسب هو الطريق .. وليس لكي يتمم فرض إلزامي وكأن الفرض إله
هذا لأن الناس رفضت عباده الله لأن طريقه كرب .. فأقنعت نفسها .. أنها مجرد تتبع طقس وتمارسه فهي بذلك متدينة وتعبد الله .. وتُظهر صرامتها للطقس وجعلته أساس .. وليس بناء على أساس حياتي.. كل هذا لأنها وجدت أن الطقس طريق سهل جداً بل كما هو مكتوب عنه أنه "هو لإشباع البشرية وإشباع الجسد" (كولوسي) .
فمكتوب "لا يحكُم عليكم أحد في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت التي هي ظل أمور عتيدة". (كو2: 16)
(كو2: 20) إذاً ... إن كنتم قد متم مع المسيح عن أركان العالم فلماذا كأنكم عائشون في العالم تفرض عليكم فرائض، لا تمسّ ولا تذق ولا تجس. التي هي جميعها للفناء في الاستعمال حسب وصايا وتعاليم الناس. التي لها حكاية حكمة بعبادة نافلة will-worship (لها مظاهر الحكمة لما فيها من إفراط في عبادة مصطنعة) وتواضع وقهر الجسد ليس بقيمة ما من جهة إشباع البشرية
Will – worship = معنى كلمة نافلة
عبادة تطوعية قهرية: عبادة يخترعها الإنسان لنفسه ويفرضها على نفسه وتتناقض مع طبيعة الإيمان الذي ينبغي أن يتوجه لي أنا فقط، وهي حماسة أخطئت اتجاهها بدل الله صارت للناس كل هذا لو لم أكن أنا الأساس والهدف و أيضاً لو لم يموت الإنسان بشبه موتي .. أي لو لم يسلك كما سلكت.
فالطقس هو رصيد كبير جداً وُضِعَ لكل إنسان ليدخل المعهد والدراسة لتؤهله ليكون في نهاية الطريق صورتي ومثالي، ولكن لو لم يسحب الإنسان من هذا الرصيد، فما الفائدة؟! فسيكون كالذي أخذ الوزنة وطمرها، مع إن الوزنة كمية كبيرة جداً من الفضة والمال. ولو لم يجاهد الجهاد القانوني في هذا المعهد، وهو الجهاد في الطريق الكرب أي لم يموت عن عباداته القديمة، فما الفائدة أيضاً؟! فهو مازال في أرض فرعون يعبد فرعون ولم يخطو خطوة واحدة للتحرر منه. والدليل انظروا إلى أين وصلتم أنتم، واسألوا أنفسكم: هل تعيشون الإنجيل؟! وهل تحبون كل أعدائكم وتصلون كل حين وتقدرون أن تبيعوا كل ما لكم؟! وكل فكركم في السماويات، وتعيشون ك في السماء؟! ... امتحنوا أنفسكم قبل فوات الأوان.
فالعبادة الشكلية فقط وهي إتمام طقوس أمام الناس وليس في المخدع كما أخبرتكم وكما فعلت أنا، فهذه العبادة قال عنها الكتاب "ليس لها قيمة ما إلا لإشباع البشرية" فالتركيز على الطقس فقط أي هذه العبادة والتي ليس هدفها الله ولا تثمر فهي ليس لها قيمة إلا لكي يثبت الإنسان للآخرين أنه متدين وتشبع النفس أيضاً، فهذه هي العبادة النافلة كالفرض الذي يقول "لا تذوق ولا تجس ولا تلمس". فهي لا تجعلكم تقتربوا لله بأي خطوة لأن كل الطقوس مُرَتّبة من روح الله كوسيلة كالسفينة.. ولكن إذا انخدع الإنسان واعتقد انه بدخوله السفينة فقط .. هو بذلك قد وصل.. فقد أضاع كل شيء. كما قال الكتاب "راغباً في التواضع وعبادة ملائكة وغير متمسك بالرأس ...الذي هو منه كل الجسد ليجعلنا ننمو نمواً من الله"
فكل هدف الشيطان ليس أن يفعل الناس الشر بل ألا يركزوا في الهدف، فليس هدفه الأول عمل الشر بالعكس فهناك رهبان ماتوا كالبذرة وخرجوا وسط الشوك، فصاروا في همّ وعبودية أكثر من الذي يعمل الخطية لأنهم اعتقدوا أنهم يعبدون الله
فالذي يعمل الخطية، ضميره سيوقظه .. يقول له الروح الذي داخله: ليتك كنت بارداً..
أما .. الذي لا يعمل خطية ... ولكن لا يركز في الهدف لا يأتي بثمر جيد لأنه سيجف، فسوف يقطع.. فسوف يقطع ويكون مهيأ للنار
لهذا حذرتكم وقلت "احترزوا لأنفسكم" ليس من الخطية [لأن الخطية ليست هي المشكلة] بل قلت "احترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة. لأنه كالفخ يأتي على جميع الجالسين على وجه كل الأرض. فاسهروا إذاً وتضرعوا في كل حين لكي تحسبوا أهلا للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون وتقفوا قدام ابن الإنسان" (لوقا21)
تذكروا الغني الغبي أنه لم يفعل خطية حسب مقياسكم بل هو فقط لم يكن يهتم بالهدف تماماً
وتذكروا خداع رئيس العالم كما قال فرعون "لماذا تبطلان الشعب من أعماله، فلا تعودوا تعطون الشعب تبناً لئلا يلتفت لكلام الكذب"
فبداية الخطية كانت طاعة آدم لكيان آخر فصار آدم عضوا في هذا الكيان، والعلاج عدم طاعة هذا الكيان.
لهذا قلت "ارجعوا إلي بالصوم والبكاء والنوح"
والمعمودية الحقيقية هي الموت عن أركان العالم كدفن البذرة .... فالموت هو البداية .. كذبح الذبيحة ... بداية الطريق للوصول للنضوج الكامل كالشجرة أي لنصير صورة لله ...
فالمعمودية الحقيقية هي الاصطباغ بصورتي أنا
أمّا المعمودية أي الطقس الذي يتم في الكنيسة هو عربون فقط لروحي وتأكيد إني سأعمل معكم كما ظهر الروح القدس كهيئة حمامة وقت عمادي
أمّا المعمودية كحياة حقيقية هي كما أريتكم إياها بعد ممارسة الطقس وهي ذهابي للبرية لكي أموت بالجسد عن العالم وصمت أربعين يوماً... فاسألوا أنفسكم هل أنا صمت لكي أتدرب على الصوم لكي أصير قديساً؟!!!! فأنا كنت أعلمكم الطريق كحياة أي أعلمكم بداية الموت كحياة عملية للوصول للقيامة، ليس لأني كنت أنا أحتاج لقيامة لإثبات لاهوتي وقدرتي ولكن لكي أعلمكم الطريق لقيامة روحي فيكم لكي تؤهلوا أن تصيروا أعضاء فيّ أنا الكرمة الحقيقية وأنا الروح نفسه.
فليست البداية [وهي المعمودية كطقس وكجهاد أيضاً] وهي بداية الموت الحقيقي .. هي نهاية الطريق الذي هو الاصطباغ بصورتي .. فهذا سيكون في نهاية الطريق ... أي المعمودية الحقيقية تكون في نهاية الطريق .. وليس كما اعتقد الجميع أنهم في اليوم الذي تمموا الطقس وقُبِلَ التحاق الطفل بالمعهد .. صار الطفل طبيباً.. بل الطقس وبداية الموت الحقيقي هي بداية الطريق الكرب بل هي الدخول من الباب الضيق، الذي نهايته أن تصيروا صورة لله وكأنكم وُلِدتُم من الله الروح لأنكم بموتكم عن العالم بدأ الروح يُولَدْ فيكم ويبدأ ينمو طالما إنسانكم الخارجي بدأ يفنى ... كما بدفن البذرة تبدأ الحياة فيها، فبدأتم تتشبهوا بصورتي لأني أنا نفسي الروح القدس.
وهناك من اعتقد أن ممارسة الطقس .. هو المعمودية الحقيقية أي الاصطباغ بصورتي وهو الموت الفعلي عن العالم ....لكن في الحقيقة طقس المعمودية ليس حتى هو البداية الحقيقية للتشبه بصورتي أو بالموت عن العالم ، ولكن عندما تخرجون للبرية كما خرجت أنا وتسلكون كما سلكت أنا وتموتون كما مُتّ أنا ستقومون كما قمت أنا، كما اشترط الكتاب "إن كنا قد متنا معه فسنحيا أيضاً معه"... فدفن البذرة أي موتها هو البداية الحقيقية لأنه بداية الحياة فيها
فحتى أكل خروف الفصح ليس هو بداية الطريق ... بل هو إعداد الطريق [أعدوا طريق للرب بالتوبة] ... فبتوبة مريم المصرية تأهلت لدخول الملكوت
لكن بداية الطريق لتصل لصورة الله .. هو تركها للعالم
ليس معنى ذلك أن يترك الكل العالم بل أن يموت الجميع عن العالم ..
فعندما قلت للشاب "اتبعني" قال لي "دعني ادفن أبي" فقلت له "دع الموتى يدفنون موتاهم" والذي قال "أودع أهل بيتي ." قلت له "ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر للوراء يصلح لملكوت السموات .. فللثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار أمَّا أنا فلم يكن لي أين أسند رأسي".
كل هذا كنت أتكلم عن الجهاد العملي للطريق الذي وحده يصل بكم للحياة فيَّ.
فبالنور سيفهم الإنسان القصة وأنه فاقد الذاكرة وأنه ابن ملك وفقد الصورة . وبالتغرب والموت سيعود لكرمتي .. فبقبوله الموت فهذا هو بداية المعمودية الحقيقية
فالشهداء لم يتمموا طقس .. كما هو مكتوب "إن كان الأغرل يحفظ أحكام الناموس تحسب غرلته ختاناً"... وختان القلب وهي بداية القبول والله بدوره في هذا اليوم سيعطيه النعمة وكل ما يحتاجه ...أما الطقس هو عربون وُضع كرصيد في البنك وليس هو بداية بناء البرج
وإعطاء السماد لصاحب الأرض وكل ما يلزمه من ماء وعمال [الذي مثاله الطقس] ليس هو بداية نمو البذرة .... لكن دفن البذرة فقط ... فقط... فقط ... هو أول الطريق لأنه هو بداية الحياة التي ستؤدي للنمو الذي نهايته اصطباغ بصورة الله وهذا بالفعل معنى المعمودية
فهناك معاهد تضمن تخرج أطباء أو موسيقيين .. وتقبل أن يلتحق بها أي طفل من 5 سنوات لتؤهله للوصول في نهاية الدراسة ليكون طبيب
لكن هل يوم أن يلتحق الطفل ويأخذ شهادة الالتحاق .. هل نقول أنه اليوم صار طبيبا؟! ... أو حتى بدأ الدراسة؟!!! ...
أَمْ نقول "اليوم قُبِلَ في المعهد والمعهد تعهد له بكل المصاريف .. ثم ذهابه وبداية دراسته هو بداية الطريق الحقيقي وأول الطريق كموت البذرة هو بداية الحياة فيها .. الذي يجعله في نهاية الدراسة طبيب.
أول يوم يدخل الطفل المدرسة .. ليس هو رمز المعمودية بل إعلان قبول المدرسة ووضع رصيد من الأب للابن وإعطاءه كارت السحب
ولكن لكي يكون الإنسان صورة لله أي يصطبغ ويعتمد معمودية حقيقية فهذا سيكون في نهاية طريق.
فالمعمودية كطقس هي ما قبل بداية الطريق المؤدي للولادة من الماء والروح والله. وليست كما اعتقد بعض الناس أن يوم المعمودية هو نفسه اليوم الذي يولد فيه الإنسان من الله فيصير صورة له ومثاله ، والدليل أن كل الناس اعتمدت لكن مَنْ منهم صار كاملاً ؟!! ... تذكروا كل يوم شرط الوصول ... عندما قلت "ما أضيق الباب ... وما أكرب الطريق المؤدي إلى الحياة [أي الحياة فيَّ].
والدليل الآخر.. أن الطريق هو كرب وموت وصلب وتغرب وفناء .... بينما في ممارسة الطقس ليس هناك أيّ تعب أو أي مكابدة أو أي عناء أو أي موت أو أي صلب أو أي فناء أو أي جهاد حتى الدم... إذاً ليس هو الطريق ولا الشروط التي اشترطها الكتاب كله
فالعذارى الجاهلات اعتقدوا أن ذهابهم للباعة هو الغنى أو القامة والدليل الآخر .. أن الطريق هو عهد يتعهده الإنسان مع الله
فإتمام الطقوس وسيلة مساعدة، ولكن هو رمز لحياة لابد أن نحياها وبدون الحياة لن نستفيد من هذه الوسيلة المساعدة، لكن الطريق الحقيقي هو حياتي العملية وهو الطريق الكرب لهذا في وسط كلامه قلت "اصنعوا هذا لذكري" ليس اصنعوا هذا العمل أو الطقس فقط ولكن "اصنعوا هذا الطقس الذي يذكركم بالجهاد لتتذكروا الحياة نفسها وهي حياة الموت التي تؤدي للشبع على الدوام كما أن البذرة لابد أن تظل مائتة على الدوام". والدليل أن الشهداء لم يمارسوا طقس التناول ولا المعمودية، ويؤكد أيضاً أن الأمر مشروط جدا
فموتكم بشبه موتي فقط هو شرط الاتحاد بجسدكم المصلوب مع جسدي المصلوب ... فمكتوب "الختان ينفع لمَنْ يعمل بالناموس".
فالماء الحيّ [الذي هو أنا] موجود ولكن داخل الأرض لأعطيكم مثالاً بنفسي، ولن يستفيد أحد منه إلا إذا مات بشبه موت الماء.
فإذا جاء إنسان ليس في النور ولم يفهم الطريق ولم يُصلَبْ ولم يموت معي بشبه موتي .. وجاء وتناول، سيصير كالعذارى الجاهلات اللواتي اعتقدن أنهم يمكنهم شراء الزيت.
الروح بالفعل يعمل في كل الطقوس وبقوة كاملة ولكنه يعلن فقط أنه سيلازمكم كما أعلن بالظهور بالروح كشبه حمامة وقت العماد ليزداد إيمانكم أنه سيلاصقكم. ولكن لا تنسوا.. أنه هناك مَنْ مارس طقس المعمودية ولكن لم يحلّ عليه الروح القدس (أع8: 16) هذا لأنهم مارسوا الطقس كمجرد الطقس فقط دون أن يدروا مثل كثيرين من الناس غير مستنيرين وكالأطفال الذين لم يدركوا أيضاً الأمر ولا فهموا العبودية أو الخراب الذي حدث في البشرية. فسيكون الطقس مجرد شكل فقط.
وهناك أيضاً مَنْ حلَّ عليه الروح القدس قبل أن يمارس الطقس ، وهذا لأنهم تجاوبوا مع عمل روحي وهذا هو لُبّ الموضوع .. تجديد الذهن أولاً ثم السعي بجهاد كامل للتوقف عن عبادة أي إله آخر غيري. وكالشهداء أيضاً الذين لم يمارسوا الطقس كالأغرل الذي لم يمارس الطقس وحُسِبَتْ غرلته ختاناً .. فالموضوع كله عمل روح وسرّ التغيير هو في الروح وليس في المادة الخام التي هي الماء. فالماء هو رمز للتنقية وللعودة لصورة آدم الأولى وليس هي نفسها مادة ساحرة تعتقكم من هذه العبودية. لكن فتح الذهن يكون بالنور الذي تطلبونه مني وجهادكم كما أريتكم هو وحده هو الطريق للقيامة لأني أنا وحدي فقط الطريق ولا يقدر أحد أن يأتي إلى الآب إلا بي أي بجهادي وبالتشبه بموتي وبتتبع خطواتي كما قال الكتاب.
لكن لم يملأ روح الله أوانيكم كما اعتقدت العذارى الجاهلات. الذين اعتقدوا أن الزيت يمكن شراءه ، لأن شراء الزيت عملية سهلة كالطقس فقط.
وهدف الروح القدس أن تجاهدوا وليس أن تتوهموا أنكم صرتم أغنياء وأنقياء. والعذارى الجاهلات اعتقدن أن الرصيد الروحي يمكن أن يُشتَرى... فلا تنسوا كلامي "اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق"... وممارسة الطقوس ليست باب ضيق
ولا تنسوا المكتوب "قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس وسقطتم من النعمة" أي خسرتم الغنى الذي وهبته لكم.
أكبر دليل هو الختان في العهد الجديد أنه ليس طقس ولا مجال لممارسته كطقس ولكن أخبرتكم بشروط الختان كحياة في كل رسائل بولس ابني. فحياة الختان هي تهيئة للولادة من الماء. لأنه كلما انكشف الإنسان أمام نفسه والله ويريد إعلان هذا ، فسيُرفَع أول برقع.
فقد أخبرتكم "حتى اليوم ذلك البرقع نفسه عند قراءة العهد العتيق باق غير منكشف، الذي يبطل في المسيح".
فبالختان كحياة سيعتمد الإنسان كحياة ، لهذا بعدما مارست طقس المعمودية خرجت للبرية لأجاهد. فالطقس وسيلة تساعدكم وتحثكم على الجهاد وهي وسيلة يتم بها إطاعة الله والقوة ليست في الماء بل عمل روح الله. لذلك حلّ الروح في الذين طلبوا بلجاجة أن يعمل فيهم. والفيصل في النتيجة والثمر.
فليس ممارسة الطقس فقط بدون النور وبدون الفهم وبدون السعي وبدون الجهاد .. يتم حلول الروح القدس بالفعل، لأنه هناك مَنْ اعتمد ولم يحلّ الروح القدس عليه [أعمال8: 16]
فاجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق ... لأن كثيرون سيطلبون ولن يقدروا ، ولكن ممارسة الطقس ليس قليلون الذين وجدونه ولا أمراً صعباً لأن كل مَنْ يذهب للكنيسة يتمم الطقس .. فهو ليس إذاً الباب الضيق. فليس الجميع طلبوا ممارسة الطقس ولم يقدروا، .. وهذا أكبر برهان أني كنت أتكلم عن الجهاد في الطريق الكرب والصلب والموت
فلو كان التغيير بممارسة الطقس لما أمرتكم بالجهاد في الدخول من الباب الضيق الذي كثيرون أرادوا ولم يقدروا ولم يرونه.
اسحق لم يُولَدْ عندما تمم إبراهيم طقس معين أو عندما رآني ولكن بعد سنوات طويلة ، لأؤكد لكم أن ولادة الروح فيكم لا يتم بممارسة طقس. واسحق رمز لولادة الروح فيكم، وجاء بوعد وانتظار طويل جداً.
ومكتوب أيضاً "ولكن الناموس ليس من الإيمان بل الإنسان الذي يفعلها سيحيا بها". (غلاطية3: 11) أي الذين يجاهدون فقط سيستفيدون من الرصيد الذي وُهِبَ لهم.
سعى إبراهيم أن يثمر واعتقد بارتباطه بهاجر سوف يثمر، مثل الذي اعتقد انه بجسده الملموس عندما يمارس طقس فقط يمكن أن يثمر ثمر الروح. مع إن إيمان إبراهيم كان كاملاً لكن لم يُولَدْ الابن هكذا بسرعة وهكذا زكريا أبو يوحنا المعمدان مع إنه كان باراً وبلا لوم لكن أتى الثمر في النهاية بعد سنوات طويلة جداً
ومكتوب أيضاً "ها العذراء تحبل وتلد ابنا" أي النفس التي غير مرتبطة بالعالم هي التي سأُولَد فيها فقط.
ومكتوب أيضاً "أنبطل الناموس بالإيمان .. حاشا بل نثبت الناموس" [رومية3] أي هل لا تتممون الطقس؟! بالطبع لا.. بل هو إثبات لطاعتي أنا الذي قلت "يليق بنا أن نكمِّل كل برّ". ولكن اسألوا أنفسكم: بهذا البرّ وبهذه الطقوس .. إلى أين وصلتكم؟!!
فمكتوب أيضاً "لا يستطيع أحد أن يمنع الماء" ... "يليق بنا أن نكمل كل برّ".
فالجهاد في الطريق يثبِّت الناموس وسيكون للطقس نفع وبنيان كما أخذ إبراهيم ختان ختماً لبر الإيمان.
ومكتوب أيضاً "متّ للناموس بالناموس لأحيا لله" (غلاطية2) أي بوصايا الله وناموسه استطعت أن أموت لكي أكمِّل حياتي للناموس.
لو كان وضع الملك لابنه رصيد في البنك هو الغنى الحقيقي وهو الهدف لما طالبه أن يبني برج. لو كان بالإيمان بموتي عنكم قد حقق الهدف لما ألزمتكم أن تجاهدوا الجهاد القانوني وتدخلوا من الباب الضيق الذي مثل ثقب إبرة. فمكتوب "إن كان بالناموس بِرّ فالمسيح إذاً مات بلا سبب" (غلاطية2) أي لو بالطقس تم الهدف فما فائدة تعليمي لكم وخروجي للبرية وصيامي... ولكن عندما تموتون معي وتسلكون كما سلكت أنا فقط. فكيف صار الإنجيل مكتوماً لهذه الدرجة؟!! لكن الدليل واضح جداً .. أنه لا يوجد ثمر في هذه الأيام، فلا توجد محبة ولا اتضاع من كل مسيحي وكل راعي.. والدليل انه ليس كل راعي الآن صورتي ومثالي. فلا يرى الناس الآن صورتي وطبيعتي ومحبتي في كل راعي. فهذا كان المفترض جداً لكي يشتم العالم كله رائحتي ويعرفونني عن طريق الرعاة حتى بدون أن يتكلموا أو يعظوا عني كما عرف نبوخذ نصر الله دون أن يتكلم دانيال أو الثلاثة فتية، لكنه رأى صورة الله في دانيال والدليل انه سجد أمامه. أرجو أن تتذكروا هذا الكلام.
فلا تنسوا المكتوب "أن حياة المسيح تظهر فقط .. في الجسد المائت".
فليتكم تتذكروا الشروط في المكتوب أن حياة المسيح تظهر فقط في الجسد المائت، وليس بممارسة طقس ستصيرون صورة لله ومثاله.
و مكتوب "إنساننا الخارجي عندما يفنى فالداخل فقط حينئذٍ يتجدد "وليس بممارسة طقس ستتجددون وتصيرون صورة لله ومثاله.
ومكتوب أيضاً "إن نقض بيت خيمتنا الأرضي فقط سيكون لنا بيت وهيكل يسكنه الله" وليس بممارسة طقس ستصيرون أعضاء فيَّ .
ومكتوب أيضاً "إن تغرَّبنا عن الجسد فقط سنستوطن في الله" وليس بممارسة طقس ستستوطنون في الله وستصيرون صورة لي ومثالي.
وإن عاش الإنسان في أتعاب وفي أسهار وفي أصوام وفي طهارة وفي كلام الحق وفي شدائد وضرورات وفي ضيقات وفي ضربات وسجون سيصير في الله وليس بممارسة طقس ستصيرون صورة لله ومثاله.
ليس بممارسة طقس ستصيرون صورة لله : وعندما لم يكن لجسدنا شيء من الراحة (٢كو ٧)
فكثيرون تعصبوا أن الماء الذي نزل في الأرض هو الماء الحقيقي، كالذين يتعصبون أن الخبز الذي على المذبح هو جسدي. فليس للماء الذي نزل الأرض أي فائدة لو لم تتعلم البذرة منه وتُدفَنْ مثله وتموت بشبه موته لكي يتم شرط الاتحاد بي أنا. فبالفعل الماء الذي نزل الأرض هو مصدر الحياة، وبالفعل الخبز تحوّل لجسدي ولكن مَنْ هو الذي مهيأ ومستحق وتمم شروط اتحاده بي، هذا الذي مات بشبه موتي فقط .. هذا هو الذي سيستفيد من جسدي وروحي لأن القضية كلها أمور روحية وهو جوهر القضية وسرّ التغيير وليس في المواد الخام الملموسة أي سرّ تغيير وأي قيمة.
فهذا هو الطريق لأنه هو الإنجيل، فمكتوب "فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح"... فلم يقل الكتاب "اعتمدوا فستصير لكم حياة" .. بل قلت أنا "ما أضيق الباب وأكرب الطريق المؤدي للحياة واجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق.. واحترزوا لأنفسكم" .. فلم أقل "مارسوا الطقس" بل قلت : فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح ...
بالفعل أنا قلت "عمدوهم باسم الآب" .. ولكن هذا كبداية ليُثبت الإيمان .. فلا نُبطِلْ الناموس .. بل يليق بنا أن نكمل كل برّ ولكن فقط بالروح.. لكن عليكم أن تتبعوا الراعي الذي بعد أن اخذ الوعد بحلول الروح مثل حمامة ذهب للبرية وصام.
قد تبطلتم عن المسيح عندما تتبررون بالناموس وسقطتم عن النعمة أي ... خسرتم الوزنة والعطية والرصيد ... التي أعطيت لكم لتساعدكم على الجهاد
فالعبرة بالنتيجة كالطالب الذي يقول أنا أذكى إنسان ... فهو مدان انه عنده ذكاء وكل ما يحتاجه ولكنه لو لم يجاهد، فما فائدة ذكائه؟!!
ومكتوب أيضاً "لنتقدم إلى الكمال تاركون كلام بداءة المسيح غير واضعين أساس للتوبة من الأعمال الميتة والإيمان وتعاليم المعموديات" .. فهل الإيمان بالله أعمال لا قيمة لها؟!
فطقس المعمودية الذي هو "المعموديات" ليس هو أعمال لا قيمة لها بل هي بداية، ظلّ وعربون.. فهل السماد لا قيمة له؟! .. بالطبع لا ، لكنه ينفع للبذرة التي تموت. وهكذا رصيد البنك : هل لا نفع له؟! بالطبع لا... فلا يستطيع أحد بدون المال أن يبدأ أي شيء
هكذا بدون نعمه الله لن تسقط الأسوار ولن يموت فرعون ولن يفتح في البحر طريق .. فروح الله ونعمته هي التي عملت كل شيء .. بل هو العامل فيكم حتى أن تريدوا ..... فهو الذي يتمم كل شيء، ولكن متى ؟!
عندما جاهد الشعب وعرف كيف يجاهد .. استفاد من نعمه وغنى الله ..
بالطبع بالنعمة فقط أنتم مُخَلَّصون فهي ال999999 ويبقى جهاد واحد في المليون .. لكنه شرط عمل الله.
"لأنه يقول لهم لائما [أي كنت ألومهم] هوذا أيام تأتي يقول الرب حين أكمّل مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا. لا كالعهد الذي عملته مع آبائهم يوم أمسكت بيدهم لأخرجهم من ارض مصر لأنهم لم يثبتوا في عهدي"(عب8:8) هكذا كثيرون أخذوا الرصيد والغنى بافتراض أنهم تعهدوا أنهم سيسرون في الطريق ولكنهم لم يسيروا..
فأول خطوة من خطوات الطريق لحياة لبذرة مائتة هو دفنها .. هكذا أنتم فبداية حياتكم في كرمة الله ... عندما تبدءون أن تموتوا وتتغربوا عن الكرمة الغريبة.. الجسد والعالم ... كما ذهبت أنا للبرية بعد ما أعلن الآب انه سيلازمني .. وصمت أربعين يوم لأعلمكم أن تعلنوا لله أنكم لا تريدون أن تحيوا بعد في الكرمة الغريبة و تعيشوا حياة عملية وهي حياة الموت بعدما أخذتم العربون والرصيد ... وهذا هو الطريق
فلابد أن تعلنوا لله أنكم تريدون أن تعبدون بالحق بتوقفكم عن عبادة أي شيء والتغرب ورفض الاستمرار أن تحيوا بالكرمة الغريبة .
لكن الرصيد ليس هو البرج نفسه ... فالبرج يصير بتعب الإنسان فقط .. وبالطبع بدون الرصيد لا تقدرون
فبدوني لا تستطيعوا أن تعملوا شيء لكن .. بالجهاد حتى الدم فقط سأبدأ أعمل معك أنا.
الإنسان لا يقدر أن يقتل فرعون أو أن يفتح في البحر طريق أو أن يسقِطْ أسوار أريحا، لكن ....... لو لم يفعل ما طلبته منكم ولم يسلك كما سلكت لن أبدأ أعمل معه لم يتمم الرب لي أي شيء
أرى الدم ........... أعبر بكم
سأعبر بكم وسأتمم كل شيء لما أرى الدم .. تأكيد عبادتكم للإله الحقيقي..
وسأبدأ معكم وسأساعدكم على الجهاد ... وأصل بكم .. كما هو مكتوب "إله كل نعمه ... سيثبتكم .. ويقويكم .. ويكملكم .. ويمكنكم" ... لما أرى الدم ودفن البذرة .. والتغرب عن الكرمة الغريبة والتوقف عن عباده أي اله
لكن هل تعتقدوا أني أساعد مَنْ هم مازالوا يعبدون اله آخر ويحيوا في كرمة غريبة ؟! ولم يثبتوا لله قبولهم له .. ورفضهم للإله الآخر برفضهم أي تعب وأي تضحية وأي جهاد ... فمكتوب "اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق"
فأنا قلت "مَنْ أضاع نفسه من أجلي .. فهذا يجدها ومَنْ يهلك نفسه فهذا يخلصها ..... ليس احد ترك بيتا أو إخوة أو أخوات أو امرأة إلا ويأخذ مائة ضعف"، فكيف نسيتم كلامي؟! فكما أنا باركت الزواج، باركت أيضاً أن يترك الإنسان أي شيء حتى المرأة طالما من أجلي.
وأكَّدت مرة أخرى وقلت "إن كان احد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته بل حتى نفسه لا يستطيع أن يكون لي تلميذاً" لأؤكد لكم إني أنا الهدف ومصدر الحياة أي لن تحتاجوا لأي شيء خارج عني. فهذه هي الحياة التي ستكون في السماء والتي خُلِقتم من أجلها وهي أن تكونوا أغصان في كرمتي وكنت أريدكم أن تعيشوا كما في السماء لتتدربوا على هذه الحياة لكي تُؤَهلوا لها. فلم أقل "سوف تكونوا كاملين في السماء" بل قلت "كونوا كاملين وكونوا قديسين" ويجب أن "تصيروا قامة ملء المسيح" وليس إنكم ستصيرون في قامتي في السماء بل ألزمتكم أن تكونوا كاملين من هنا على الأرض وتكونوا قامتي وتكونوا صورتي، وإلا فلماذا تجسدت وعشت سنوات طويلة على الأرض..؟!!
وأكّدت أيضاً "إن أردت أن تكون كاملا .. اذهب وبع كل مالك ... بيعوا مالكم وأعطوا صدقه... اصنعوا لكم كنزاً في السماء .... ومَنْ لا يترك جميع أمواله لا يستطيع أن يكون لي تلميذاً .. الملح جيد ولكن أن فسد الملح ... لا يصلح لمزبلة"
فأين الطقس من كل هذه الشروط ..؟!!
فان كان الطقس خطوه في الطريق . أين من هذه القائمة؟! ... أي الخطوة رقم كَمْ؟!
أي هل الطقس خطوه في الطريق وهو الطريق الكرب؟!
فالطريق كله جهاد حتى الدم .. وجهاد قانوني .. أي صلب وموت وتشبه بموتي
والدليل أين الثمر... ثمر الروح؟!
فالماء الحي هو الذي سيجعل البذرة المائتة شجره .. لا نقاش .. كالرصيد والغنى .... لكن عندما تقومون وتعملون وتموتون وتصلبون وتتغربون عن هذا الجسد.
لكن لو ماتت ستستفيد من الرصيد .. وروح الله الذي يرفّ على وجه المياه .. مثل عمود السحاب وقوة الله التي عملت لما تمموا الشروط سيعمل.. فالماء والسماد والتربة الصالحة ستعمل عملها لو دفنت البذرة
لكن .. حتى بعد النور وقبول الدفن .. هل ستصير البذرة شجرة يوم دفنها، كما اعتقدتم أنكم يوم تتميم الطقس أنكم صرتم مولودين من الماء و الروح بالفعل واصطبغتم صورتي بالفعل أي صرتم كاملين بالفعل وفي ملء قامتي؟!!
فبدون الوسيط لا يتم الاتصال
فالمعمودية هي إعطاء الملك المال وأدوات البناء وليس هو بداية بناء البرج ... فأول خطوة لبناء برج هو وضع الأساس، وهذا بإخراج القديم كما ظهرت الحمامة ليعلن الله انه بروحه سيُلازمكم بقوته .. كما هو مكتوب "إله كل نعمه ... هو يقويكم ويكملكم ويثبتكم ويمكنكم"
فروح الحق هو الذي يشهد لي ، وروح الحق يرشدكم لجميع الحق.
كما هو مكتوب عني "كان الصبي ينمو في الحكمة والقامة والنعمة"
فبدون النور والحكمة ... لا يمكن أن تفهموا وتبدءوا تجاهدوا، فمكتوب "منطقوا أحقاء ذهنكم صاحين فالقوا رجائكم بالتمام على النعمة عند استعلان يسوع المسيح" (1 بط 1) ... "ممنطقين أحقائكم بالحق"(أف6) .... ولابسين درع البر حاذين أرجلكم حسب إنجيل السلام ... ولكن بالنور سترون المرض وسترون حالتكم وستفهمون، فستقبلون أن تموت معي بشبه موتي لأنكم ستدركون أن هذا هو العلاج الوحيد، فستنمون فتكون لكم قامة ملئي ... فتظهر النعمة حينئذٍ في حياتكم وهو عمل الله في الثمر.
فلا يوجد ثمار بنعمة الله إلا بالنمو في القامة، ولا يمكن أن تكون هناك قامة ونمو إلا بحكمة ونور الله... فمكتوب "كان الصبي ينموا في الحكمة ... والقامة .. والنعمة"
فلا تقدر أن تنمو في النعمة إلا بعد نمو القامة ... إلا بعد نمو الحكمة
كل هذا لو حزم الإنسان أمره وجعل الله هو الهدف ليس حياته أو نفسه أو ابنه.
فلا يمكن أن يطالب الله أي إنسان أن يترك العالم ويذهب لصحراء ولا أن يترك أي شيء وآلا سيكون الله يقهر إنسان لعمل شيء.... أولاً: لا يستطيع أي إنسان فعل هذا الأمر .. ثانيا .. لا ينفع أن تكون المحبة بالإكراه . ولا يكون له أي بنيان ...
لكن الذي يحدث في تغييركم هو ما حدث مع موسى الأسود وكثيرين غيره ...
إنه كلما يبدأ الإنسان يكون علاقة بالله بصدق كامل أي باشتياق كامل .. سيجد نفسه في شبع .. سيكون نتيجته أنه هو نفسه لا ينجذب للشيء الذي كان منجذب إليه من قبل ... فالتغيير سيكون نتيجة طبيعية وهذا هو عمل الله نفسه وليس عمل إنسان
لهذا مكتوب "بالنعمة انتم مُخلصون" ... أي هذا هو دور الله وليس دوركم وهو التغيير الداخلي .. فقط
فقط أطلب مني أن تقترب إليَّ وان تتمتع به وأكون لك أب حقيقي ... وليس كما ظن بعض الناس أنكم ستُحرمون من أشياء في العالم أو أن الله يريد أن يحرمكم من أشياء هو جعلها فيكم .... بل التغيير سيكون عمل الله ونتيجة طبيعية للشبع من الله .. وكل الطريق سيكون نتيجة العلاقة بالله .. وليس أنَّ القديسين قهروا أنفسهم أو حرموا أنفسهم بل هم تغيروا عن الطبيعة التي كانوا فيها
مثل سمكه كانت لا تستطيع أن تعيش خارج المياه ... والله جعلها كالنسر لا تقدر أن تعيش بعد في المياه لان طبيعتها تغيرت وصارت بطبيعة تطير وتحلق في الهواء
فليس منطقي أن يطلب الله من سمكه أن تظل خارج المياه ولو دقيقه.. فهذا قهر لطبيعتها... بل ولا يمكن لأنها ستموت.. لأنها بطبيعة لا يمكن.... أن تستغني عن المياه.
لكن لما غير الله طبيعتها وصارت نسر لم تعد بل ولم يمكن أبداً أن تظل وتبقى داخل المياه وهذا ما حدث لكل القديسين
خلاصة القول مكتوب "أنا هو الطريق" .. وأنا لم أعلمكم أن أساس العبادة هو ممارسة فرض، بل أن الدخول إلى المخدع وإغلاق الباب هي العبادة.
وهكذا يجب أن تفهموا المعمودية ليس كما عبر بنو إسرائيل البحر وماتوا ولا حتى كما أكلوا من المن وماتوا .
فالذي اعتقد انه اعتمد بنزوله ماء، هل هو لا يحتاج لشيء في العالم لأنه مات عن أركان العالم؟
والذي اعتقد انه يأكل جسدي خبز الحياة، هل بالفعل صار غصنا في الكرمة لأن هذا هو التناول الحقيقي؟! فلا يريد أي شبع من هذا العالم؟!! فليمتحن كل إنسان نفسه ليرى: هل هو اعتمد بالروح وشبع من خبز الحياة؟ كما أريتكم أنا بنفسي أني بعد أن اعتمدت أني صمت أربعين يوماً بنفس طبيعتكم. فكيف صارت هذه الأمور مكتومة إلى هذا الحدّ؟!
فلا تنسوا قولي في هذا الإصحاح: مَنْ يقبل إليّ لا يجوع ومن يؤمن بي لا يعطش إلى الآبد ، أنا هو الخبز النازل من السماء.
فالفيصل في الأمر أن الإنسان لن يجوع لشيء آخر لأن الله فيه كل شيء.
فإن كثيرون رجعوا إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معي، فلو كنت أتكلم عن طقس فلماذا تركوني؟! فالطقس تتميمه سهل؟! فلو كان الأمر طقساً لكنت قد قلت لهم: "لا تتركوني أنا أتكلم عن رمز وممارسة طقس". ولكني في الحقيقة كنت أتكلم عن الشبع الروحي مني.
فما هو مفهوم التناول في حياتكم؟!
فالتناول كحياة ...نتيجة المعمودية كحياة
فلو ركزتم في القربانة التي تتحول لجسدي .. كجسد فقط .. وأنه هو الشبع من الله، فبهذا أنتم تفصلون بيني وبين الآب والروح. فأنا أريدكم أن تسلكوا بالروح وليس تسلكوا بالجسد لتشبعوا الجسد حتى بجسدي أنا.
فأنا أريدكم أن تشبعوا بالروح من روح الله. فكيف تركزوا فيما بعد في القربانة التي تحولت لجسدي على أنها شبع جسدي فقط؟!! لأن الشبع يجب أن يكون شبع روحي.
فماذا تعتقدوا هل شبع من الله هو شبع جسدي فقط أَمْ عاطفي أَمْ روحي؟!
فاسألوا أنفسكم: فأي نوع من الشبع تشعرون عندما تتناولوا الجسد طوال السنوات الماضية؟!! فهل التناول هو شبع روحي أَمْ شبع جسدي في اعتقادكم؟!
فلو فعلاً تم شبع روحي، فالشبع الروحي هو شبع كامل [كما سيكون في السماء وكما حدث للقديسين الذين تركوا حتى أهاليهم، ليكون برهان قاطع لكم أنهم عندما شبعوا الشبع الروحي تم الشبع للنفس والكيان كله] فلو تم هذا الشبع لكم لما ظللتم في جوع عاطفي وجسدي بكل الحواس بل وجوع عقلي وجوع للعالم..
ولو فعلاً تم شبع روحي لكانت ظهرت ثمار الروح كاملة: المحبة الكاملة والتواضع....
فمكتوب "من يأكلني يحيا بي إلى الآبد"
لهذا سعيت أن أدرِّب بني إسرائيل في البرية أن يتركوا اللحم والسمك والكرات و.....
والبرية هي حالة البعد عن هذا العالم المادي سواء الطعام المادي.. حتى لو كان الإنسان بجوار هذه الأشياء لأنها حالة ... كما هو مكتوب "نستعمل العالم والعالم لا يستعملنا"
أريدكم أن تسيروا في البرية أي حالة موت الجسد للتغرُّب عن هذه الكرمة الغريبة التي ليست هي كرمتي الحقيقية. لأن ليس الجميع خرجوا للصحراء بالفعل، بل في الأديرة هناك طعام أكثر مما في العالم بل وأفخم جداً مما في العالم. فأين حياة الموت التي قلت عنها وعشتها وعاشوها الآباء القديسين الذين تفتخرون أنكم أولادهم وأولادي أيضاً؟!! فكيف وأنتم لم تسلكوا كما سلكت أنا، ولا كما سلك آباؤكم؟! فأنا قلت "لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم"
فبنو إسرائيل يرمزون للذين مارسوا الطقس فقط، في الوقت الذي كنت أدربهم على الابتعاد عن العالم مثل الذين يأتون هذه الأيام ليخدموا في الكنائس والأديرة ويتناولون جسدي بالفعل لكنهم موتى لأنهم لم يحيوا بعد بالروح .. مثل بذرة تحت شلال ولكن لا يمكن تستفيد من الشلال لأنها غير مدفونة.
فليست المشكلة في أنه لا يوجد ماء حياة بل هناك شلال بالفعل، لكن الفيصل في الحالة التي كان يجب أن تكون عليها البذرة، أي توقفها عن عبادة العالم أي رفضها الاستمرار في كرمة غريبة.
فكيف يعتقد إنسان وهو مازال في كرمة عتيقة، أي يحيا بالجسد والعالم ويرفض أن يتغرب عن هذه الكرمة ويرفض أن يموت عن الذي كان يحيا به .. فكيف يعتقد انه سيصير غصن في الكرمة الحقيقية ليبدأ أن يحيا بي؟ .... فهو كالبذرة التي رفضت أن تدفن وكانت تحت الشلال. فهذا ما يحدث في التناول كممارسة طقس فقط..
فالمعمودية كحياة هي موت ودفن عن أركان العالم والنتيجة سيبدأ الإنسان يحيا بي أنا.
والتناول كحياة هو نتيجة المعمودية كحياة وهو بداية الشبع من روحي أنا.
فلو جاء إنسان ويقول "أنا آكل كل الطعام الصحي وأفضل طعام في العالم".. ولكن هذا الإنسان كان مريضاً جداً وكان هيكل عظمي ولا يتحرك من مكانه وشبه ميت..
نقول له: إمّا أنت تعتقد انك تأكل، أو أنت تأكل بالفعل وأنت صادق ولكن تأكل طعام غير صحي. والافتراض الثالث: أنك تأكل طعام صحي وجسدك ...{لا يستفيد منه..}.. المهم هناك مشكلة يجب أن تعرفها وهذا لُبّ القضية .. أنت مازلت شبه ميت، وهذا بيت القصيد. نحن نصدقك أنك تأكل ولكن هل المطلوب منك أن تأكل أكل صحي أمْ تصير في حالة صحية؟! فما هو المطلوب منكم؟! فيجب أن تعرفوا وتستيقظوا على ما أطالبكم به؟ فأنا قلت:
" كونوا كاملين وكونوا قديسين.. وألزمتكم أن تصيروا صورتي.". وقلت لكم إن هذا يكون بالشبع مني، فطالما لم تصلوا لهذا الشبع [والدليل أنكم مازلتم في جوع للعالم وللجسد].. إذن هناك خطأ ما: إما في مفهومكم للشبع أو في شيء آخر.
ففي المعمودية تتعصبون أن الماء به الروح القدس وفي التناول تتعصبون أن القربانة تصير جسدي أنا
فأنا لم أطالبكم بإحضار إثبات وبرهان أن الأمور التي تتم في الكنيسة هي حقيقية، بل هو أطالبكم أن تصيروا صورتي بغض النظر هل هناك كنيسة أو طقوس ..كما صار أغلب الآباء السواح .. وأخنوخ ودانيال ..ويوحنا المعمدان
فلا تنسوا "إن كان الأغرل يحفظ أحكام الناموس أفلا تُحسب غرلته ختانا ؟!"
فانظروا ماذا فعلت أنا الذي هو الطريق وحده، الطريق الحقيقي، وبهذا تعرفون الطريق.
فأنا قلت: من الثمر تُعرف الشجر.
فالمن نزل من السماء ولكن السلوى لم تنزل من السماء.
ومعنى المن "ما هذا؟!" .. فهذا الشبع الذي أنزلته من السماء بالنسبة لهم كان نكرة لهذا قالوا "ما هذا؟!" .. لأني كنت بالنسبة لهم غريب.
فلو اشتغل إنسان سنوات طويلة في نفس المكان، ثم بعد ذلك سأل إنسان يعمل معه وقال "ما هذا الشخص؟!" ..هذا معناه أن هذا الإنسان الذي يسأل لم يتكلم مع هذا الشخص الآخر.. ولا سأل عنه .. فهذا يحدث لو كان الشخص الغريب قبيح المنظر والوضع ووضيع المكانة.
وهذا لأن الشخص الذي يسأل لم يرى أن الشخص الغريب يستحق حتى السؤال عنه .. أي أنه نكره بكل المقاييس [بحسب مقياس الذي يسأل] .. وشعر انه كالمتسولين ..فمن يهتم بمتسول منبوذ وشكله قبيح في نظره ..فهو لا قيمه له
هكذا بنو إسرائيل بعد أربعون سنه [وهي فرصه الخلاص] ظلوا يقولون "ما هذا؟!"
لأني أنا كنت لا أمثِّل شيء ولا أعطيهم ما يشتهوه فلماذا يسألون عني؟! .. هذا حسب مقاييسهم .. لهذا صرخ الشعب عندما كنت على الأرض "اصلبه .. اصلبه".
هكذا أم شمشون سألتني "ما اسمك".. فقلت لها "اسمي عجيب وغريب" بالنسبة لكي.
أمَّا عذراء النشيد [أي النفس التي عرفتني] عندما سألوها "ما حبيبك من حبيب؟!" قالت لهم:
حبيبي ابيض واحمر مُعلم بين ربوه .. رأسه ذهب عيناه حمام على مجاري مياه .. شفتاه سوسن تقطران مراً مائعاً ...ساقاه عمود رخام.. حلقه حلاوة وكله مشتهيات
وكان المن مثل سقيط الندى عندما يرتفع يصير قشور كالجليد
والندى هو بخار قابل سطح بارد فتكثف لماء .. وهو رمز لي أنا الذي أخذت شكل الحية التي هي الصورة التي صرتم فيها وهي الصورة التي فترت ... وأنا الذي جئت للأرض كما ظهر الندى فجأة ليصير شبع وخبز روحي لكل مَنْ أراد أن يعود في كرمة الرب.
ولكن الشعب قال "كرهت أنفسنا هذا الطعام السخيف" هكذا مكتوب أيضاً "وجربوا الله في قلوبهم بسؤالهم طعاما لشهوتهم. فوقعوا في الله. قالوا هل يقدر الله أن يرتب مائدة في البرية. هوذا ضرب الصخرة فجرت المياه وفاضت الأودية. هل يقدر أيضا أن يعطي خبزا ويهيئ لحما لشعبه. لذلك سمع الرب فغضب واشتعلت نار في يعقوب وسخط أيضا صعد على إسرائيل. لأنهم لم يؤمنوا بالله ولم يتكلوا على خلاصه. فأمر السحاب من فوق وفتح مصاريع السموات وأمطر عليهم منّا للأكل وبر السماء أعطاهم. أكل الإنسان خبز الملائكة.أرسل عليهم زادا للشبع. أهاج شرقية في السماء وساق بقوته جنوبية وأمطر عليهم لحما مثل التراب وكرمل البحر طيورا ذوات أجنحة." (مز78: 18)
فالتناول أي الشبع من الروح هو نتيجة الموت أي الدفن أي المعمودية كحياة ..... فالدم ... دم الخروف ..بداية المعمودية كحياة لأنه موت عن العالم
لذلك سُمي خروف الفصح أي العبور ... Passover
Pass-through
فبالموت ... وهو قبول دخول الباب الضيق ..{دفن البذرة – ذبح الخروف }
بدأت أعطيكم عربون الشبع ..وكأنه خروف أي هو أول شبع لكم في الطريق أي أول تناول.
فمكتوب "المسيح فصحنا ذُبح لأجلنا" (1كو5) أي أني أنا المسيح الراعي والنموذج المثالي للطريق عبرت الطريق بنفسي لأعلمكم كيف تعبرون أنتم أيضاً وكما سلكت تسلكون أنتم أيضاً .. وذُبحت .. أي كنت ضحية وقربان لأجلكم .. فمَنْ مات بشبه موتي وتشبه بموتي ..سأموت عنه. لأني كيف أموت عن إنسان مازال يعبد إله آخر هل لكي أشجعه على عباده الآلهة الأخرى ؟!!
وبعد ذلك تتبعوا الراعي وتسيروا الطريق وهو حياتي بذهابي للبرية وصيامي أربعين يوم ..
لهذا في الطقس لا يمكن أن يتناول إلا مَنْ اعتمد.. لأن الشبع بالرب هو نتيجة الموت.. فهو رمز لحياة موت وحياة شبع .. وبالطبع الطفل هو لم يموت بشبه موتي وهو لم يشبع.
فلا يمكن لإنسان أن يأكل الخروف قبل ذبحه، أي لا يمكن أن تشبعوا أول شبع مني إلا بعد يذبح الإنسان مشيئته ويموت بشبه موتي.
فلابد أن يذبح الإنسان الخروف أولاً ويوضع الدم .. وهذه هو المعمودية كحياة .. ثم يُشوي الخروف ويبدأ يشبع منه وهذا هو أول تناول كحياة وأول شبع.
لهذا لم يتكرر ذبح الخروف .. وهو الفصح .. ولم أطالب الشعب طوال الطريق بعمل فصح ... لأن هذا العمل لا يتم إلا مره واحده وهو قبول الموت بذبح مشيئة الإنسان كالمعمودية [كطقس] تكون مرة واحدة في حياة الإنسان.
فالفصح هو تذكار أول موت .. ورتبت أن يكون مرة في السنة ليكون تذكار أيضاً .. وليس كالمن كان خبز حياة يومي .. ولكن الفصح هو رمز لذبح المشيئة وهذا يتم مرة واحدة في العمر.
الخروف كان عربون شبع... لهذا لم أصفه أنه "خبز من السماء" .. لهذا لم أقل "آبائكم أكلوا من الخروف وماتوا" ... لأنه مرحلة التهيئة ..والبداية ....كبداية تغيير البذرة الميتة وبداية الحياة فيها وبداية الطريق الكرب .. فهو الدخول من الباب الضيق ....وهذا يحتاج لتشجيع كبير مني...
فالخروف ليس رمز للتناول الذي هو الشبع اليومي الروحي مني الذي رمزه المن .... لأنه عربون وبرهان الشبع طول الطريق.
فالخروف رمز لوضع الرصيد الذي في البنك فقط، وبرهان الغنى وتشجيع لمَنْ هم في أرض فرعون.
خروف الفصح هو رمز للمعمودية وأول تناول أيضاً، فهو أول شبع لمَنْ هم في العهد القديم في قبضة فرعون ليس لكي يظلوا في العهد القديم في عبودية فرعون بل لكي يتشجعوا ويهربوا ويخرجوا للعهد الجديد، فهو أول شبع.
أمّا الذين بدءوا في البرية هم الذين بدءوا في الطريق وبدءوا يشبعون من الله كحياة فسيصير لهم الله مَنْ سماوي في البرية أي في الطريق الكرب
فأنا للذين في البرية وبدءوا يسيرون الطريق الكرب .. أنا هو المَنّ السماوي لهم... وكذلك لمَنْ ماتوا عن العالم
أمَّا الذين هم مازالوا في أرض فرعون، فأنا بالنسبة لهم هو .. خروف الفصح .. أي للذين مازالوا في العبودية.
فالطين الذي وضع على عيني الأعمى هو.. خروف الفصح ... ليجد تشجيع ليذهب للبركة ويجاهد فيغتسل ويبصر ويرى بعد ذلك الطريق فيمشي فيه كما حدث لموسى الأسود. ولكن الذي أخذ الطين وفرح به وقال "هذا هو عمل الله وهذا هو الخلق بيد الخالق" ولكنه لم يخرج ويذهب لبركة سلوام لن تنفتح عيناه ولن يرى النور، كذلك مَنْ مارس طقس المعمودية ولم يخرج للبرية مثلي ولم يصوم أربعون يوماً أي حتى لم يبدأ يجاهد في الصوم كما علمتكم، وكما علمتكم في صلب الجسد، لن أكون له خبز حياة يومي. فخروف الفصح لن يشبع طول الطريق ولا يمكن الاعتماد عليه، لأنه في أرض فرعون فقط تم الفصح فهو عبور فقط وبداية شبع بل هو عربون الشبع.
فالطريق حياة جهاد والهدف الوصول لتلك الصورة عينها وأن توجدوا فيَّ.
أما الذي يواظب على ممارسة الطقوس ولم يصل ولم يرى نمو ملحوظ .. إذاً هو كان يمارس طقس بلا حياة لأنه لم يتمم الشروط.
مثل الذي لم يذبح الخروف ولم يدور حول أريحا .. واعتقد وتوهم أن الله سيُسقط له أسوار أريحا ويقتل له فرعون ويفتح له البحر ويأخذه على أجنحه النسور ويصل به لكنعان
فالطريق حياة .. كما هو مكتوب "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح حجر الزاوية كما هو مكتوب كانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات" (أع2).
ففي سفر اللاويين (لاويين 10) .. ماتا ابنا هارون .. ناداب وأبيهو.. لما قرّبا ناراً غير مقدسة لهذا رفض هرون أكل الذبيحة وهو تيس الخطية وقال هرون "هل هذا هو الذي سيجعل الله يرضى عنا؟!"
أي هل الأكل من ذبيحة الخطية أي ممارسة طقس في حد ذاته هو الذي سيجعل الله يرضى عنا؟! لهذا صمت موسى وشعر أن ما يقوله هارون حقيقي أكثر مما كان يعتقد ويشعر.. لأن موسى كان يوبخ هارون على عدم الأكل ، ولكن أعطيت هارون بصيرة أن ممارسة الطقس من ذبيحة حتى لو كانت مُقَدمة لخطية ليس هذا الشيء بمجرد الممارسة يجعل الله يرضى عن الإنسان.
فهل عرفتم حتى الآن: هل أنتم تقدمون ذبيحة خطية أمْ حياتكم هي بقرة حمراء أم حياتكم محرقة مقدمة لي؟! أمْ حتى الآن لا تعرفون الفرق بين الذبائح؟!! .... تذكروا قولي "تضلون إذ لا تعرفون الكتب المقدسة".
فهل أنا بالنسبة لكم خروف فصح أمْ مَنْ.....؟! أَمْ مازلتم تطلبون السلوى لأن المن لم يكفيكم؟
فأكل الخروف لا يجعل الإنسان في كنعان.. ولا حتى أكل المَنْ، ولكن المَنْ هو شبع الذين في البرية
فأنا لم أقل "آباؤكم .. أكلوا الخروف وماتوا".. بل قلت "آباؤكم أكلوا المَنْ أيضاً وماتوا". أي خرجوا من أرض فرعون بالفعل أي بالشكل صاروا في عهد جديد وتركوا القديم .. لكن بالشكل فقط .. لهذا لم ينفعهم المَنْ. هكذا الذي مازال في العهد القديم في حياته لم يستفيد من جسدي، كالبذرة التي رفضت أن تُدفن وتموت عن كل ما كانت تحيا به لهذا لم تستفيد من الماء. هكذا ملايين من الناس في الكنائس والأديرة وماء الحياة وخبز الحياة فيها ولكن لم يستفيدوا والدليل أنهم مازالوا في جوع ولم يتعلموا من حياة القديسين لماذا صاروا في شبع كامل حتى إنهم تركوا العالم.
بل حتى البذرة التي قبلت وماتت ولكن لم تخرج الشوك والحجارة ، حتى بعد أن بدأت حياة صحيحة بموتها ، لكن لأن النور لم يكن كاملاً وانشغل الإنسان بشيء آخر [مثلما فعل موسى وصارت الأرض هدفه عنده]، لن ينفعه أيضاً المَنْ [طقس التناول] فلن يدخل كنعان وهي راحتي.
فمَنْ يأكل خروف الفصح سينجو من فرعون لكنه ليس شرط دخول كنعان، فهو بداية خلاصه لكنه ليس نهايته، فهو عربون أي تعهد أي قدرة على البداية.
فالجهاد والعلاقة الحقيقة والعبادة الصادقة جعلت كالب ويشوع يدخلا ، فالكتان والشعير ضربا مثل موسى، وابن سنتين فما دون ماتا، أمَّا الحنطة والقطاني [يشوع وكالب] لم تُضرب.
فهل ينفع أن نذهب لموسى الأسود فيما هو كان قاتلاً وهو نائم لا يدري ولا يريد ونلبسه ثياب بيضاء ولا يدري ونقول له "إنك اعتمدت"؟!
المعمودية كانت عند البحر بعد مرورهم بمراحل كثيرة لأن قبول الموت يحتاج لنور وبصيرة واقتناع، فالمعمودية وهي الاصطباغ بصورتي.. أي لابد أن يموت الإنسان العتيق تماماً لكي يصير غصن في الله الروح ويحيا ويتحرك ويوجد بي
فما أضيق الباب وأكرب الطريق المؤدي للحياة فيَّ أي لكي يصير الإنسان غصناً في كرمتي.
أي الطريق المؤدي للاصطباغ بصورة الله أي المؤدي للعماد
فكيف يتم شيء ما أضيقه وما أصعبه [وهو الحياة في الله والاصطباغ بصورته] وأنت لا تدري ولا تريد كالطفل...؟!
فإن كان الذين أرادوا ليس كلهم دخلوا.. لأنهم لم يجدوا الباب .. فلم يتحولوا لتلك الصورة عينها
فكيف الذي لا يريد بل ولا يدري ، كيف سيدخل ويخرج بل ويتحول لتلك الصورة عينها؟!
فإني أكّدت أن الذين أرادوا بصدق لم يدخلوا ويخلصوا، فالإرادة وحدها لا تكفي.
فكيف بعد ذلك تعتقد أن الاعتماد الذي هو الاصطباغ بصورة الله يتم لإنسان لا يدري ولا يريد؟!!
فسر التغيير هو الروح وليس المادة الخام. غير أن المادة الخام وهي الماء أو القربان التي حلّ فيها روح الله.. الاتحاد والشبع به مشروط.
كالطين الذي وضع على عيني الأعمى، لا نتعصب ونقول أنه وُضِعَ بيد الله الخالق.
فليس هذا هو نقطة النقاش.. هل الطين وُضِع بيد الله الخالق، وهل الماء الذي وضع في الأرض هو مصدر الحياة الحقيقي؟! ولكن الفيصل والنقاش والأمر كله في هذا السؤال:
هل ذهب الأعمى وتعب وجاهد للوصول إلى البركة وأطاعني أَمْ لا؟!
هكذا الماء الذي نزل الأرض، ليس نقطة النقاش والتعصب أن هذا الماء هو واهب الحياة أَمْ لا، ولكن هل البذرة دفنت أَمْ لم تدفن؟ هكذا القربانة تقولون وتتعصبون أنها صارت جسد المسيح [سواء مختمرة أو غير مختمرة]، فالفيصل كيف تشبعون من خبز الحياة وما هي الشروط لأن الله روح. وهذا ما نساه العالم كله أن سرّ التغيير هو الروح وليس المادة الخام. و أيضاً الأمر [وهو الاستفادة من هذا الغنى وهذا الشبع] بشروط
فإن لم يتم الشرط لن يتم الاستفادة من الروح الذي حلّ في المادة الخام.
لأني أنا والروح القدس كيان واحد، ولست أنا كياناً منفصلاً أي لست أنا جسد فقط بل أنا بنفسي الروح القدس
إذن ... { كيف تستفيد} من هذا الروح الذي هو سر التغيير؟! ... فهذا الأمر كان يجب أن يشغل الكثيرين والدليل والبرهان انه ليس كل مَنْ يتناول جسد المسيح صار غصنا في الكرمة، وإلا لشبع كل مَنْ يمارس الطقس ولم يحتاج شيئاً من العالم.
إذن مازال مقياسكم أني مادة خام والسر في المادة الخام. فمكتوب "لا يخسِّركم أحد الجعالة.. متداخلا فيما لم ينظره منتفخاً باطلاً من قبل ذهنه الجسدي"
الله روح والذين يريدون أن يسجدوا له بالروح والحق، وهذا هو أساس العبادة وليس المادة الخام.
وهذا هو الأصل والشيء الذي له قيمة والذي يعطي قيمة للمادة الخام، مثل رغيف الخبز وعصير العنب في التناول والماء في المعمودية.
فالروح الذي هو سر التغيير والشيء الذي له قيمة.. هناك شروط لكي تشبعوا بهذا الروح ولكي يعمل فيكم هذا الروح، فهذا الطقس ليس تعويذة لكي تنزل على الإنسان، وليس الإيمان العقلي الذي لا يدّ لك فيه [وهو أنك ولدت مسيحياً] .. يجعل الروح يعمل فيك.
امتحنوا أنفسكم.
فأنا قد أكّدت لكم "اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق". فهذا برهان انه لا يوهب الروح هكذا مجاناً بدون تعب. وكذلك قلت: "كثيرون أرادوا ولم يقدروا". فإن كان الذين أرادوا وأدركوا.. لم يقدروا، فكيف نعتقد أن إنساناً لم يريد ولم يدرك يأتي للكنيسة ويمارس طقس المعمودية ويعتقد أنه سيعمل فيه روح الله كالماء الذي يعمل في البذرة لتبدأ فيها حياة قبل أن تقتنع البذرة وتفهم أنها لابد أن تموت وتدفن في الأرض حتى يعمل فيها الماء؟ فكيف سيعمل فيها الماء وهي خارج الأرض؟! فهل هذا الإنسان بدأت فيه حياة دون أن يطلب ويريد ويدرك.؟
بالفعل أنا أقف على الباب كما في نشيد الأنشاد ولكن إن لم تخرج العذراء وتطوف في الشوارع والأسواق وتمسكني ولا ترخني بعد عناء ومكابدة، لما كانت ستجدني وتفوز بي.
فكثيرون ينادون بأن تذكرة السماء هي كذا وكذا وبكذا وبكذا.. ولم أقل في الكتاب آية واحدة أن الهدف الدخول إلى السماء، بل أكدت أن كنعان هي الراحة فيَّ من سفر التكوين للعبرانيين والرؤيا ..هي الراحة في الله .. مع بقاء وعد للدخول للراحة لا يجد أحد بينكم قد خاب عن ذلك الجهاد عينه... (عبرانيين4: 1) وكنت أقصد بالجهاد عينه أقصد الجهاد القانوني وهو الموت بشبه موتي.
فلم أقل أن الدخول للسماء هو الكرمة الحقيقية، بل قلت: أنا الكرمة الحقيقية ... إذاً أنا هو الشبع الحقيقي وليس السماء إذاً أنا هو كنعان .. أي أنا شخصي مكان الراحة حتى تُوجَدوا فيَّ
لأني أنا الكرمة الحقيقية وليست السماء هي الكرمة الحقيقة.
ولم يقل الكتاب "لكي توجدوا في السماء ... بل لكي توجدوا فيّ" .. ولم يقل الكتاب "لكي تصلوا للسماء بل لكي تصلوا لتلك الصورة عينها"..
ولم يقل حتى تستطيعوا أن تدخلوا السماء أو تدركوا السماء بل أن تدركوا العرض والطول ..وتعرفوا محبه المسيح الفائقة المعرفة" فهذا هو الهدف.
ولم يقل الكتاب "لكي تمتلئوا من فرحكم بالسماء" بل قال "لكي تمتلئوا إلى كل ملئ الله" ...ليس لكي تصلوا للسماء
بل "لتصلوا إلى قامة ملئ المسيح"
ولم أقل : ادخلوا السماء .. بل قلت: اثبتوا فيّ وأنا فيكم.
فهدف التجسد هو نفسه هدف خلق الله للإنسان لأن الله لم يتغير هدفه بسقوط الإنسان.
فالماء نزل الأرض ورواها، والماء مصدر الحياة وواهب الحياة فلا نتعصب ولا نقول أن الماء واهب الحياة فلا نقاش في ذلك لكن متى تستفيدون من هذا الماء هذا هو بيت القصيد.. وهذا عندما يثبت الإنسان لله أنه لا يريد أن يستوطن في كرمة أخرى .. وهذا بالتغرب عن الكرمة التي ولدتم مستوطنين فيها.
هذا لان إطاعة أي شيء والخضوع له – ليس على أساس روح الله – فهذه الطاعة هي عبادة لهذا الشيء .. فحياة المسيح والإنجيل هو الأساس وبعد ذلك يكون البناء على هذا الأساس.
فلو صار الطقس أو الترتيب أساس.. فهو بذلك حلّ محل الله لأني أنا فقط حجر الزاوية أي الأساس الذي يُبنى عليه فقط.
فلتنظروا للثمر الذي صار فيكم: فهل تستطيع أن تحب أعدائك وتبيع كل ما لك وتصلي كل حين؟ وهل صرت عضواً فيَّ حتى إنك لا يعوزك شيء من أي شيء في العالم؟ فلتمتحن نفسك
فبدون النور يعتقد كثيرون هذا
لو كان الطريق الكرب يبدأ بنزول الماء :
أولاً .. لصار الجميع أموات بالفعل عن العالم، وصاروا صورة لي. ثانيا.. عندما سألني إنسان "أقليلون هم الذين يخلصون" .. لم أقل له: اذهب واعتمد .. لكني قلت له: اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق ... وقليلون الذين وجدونه". وأكمل القديس بولس المعلومة : لو أُعطِيَ ناموس قادر أن يحيي.. لكان بالحقيقة البر بالناموس ..
فهذا الكلام وحياتي أنا بنفسي وكلامي هي الأساس وليست رسالة بولس الرسول "مَنْ آمن واعتمد خلص".. فهذا بناء على حياتي وعلى أساس إني قد جئت وعشت .. فمكتوب "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية ... (أف 2)
من الثمر تُعرف الشجرة ..عندما لا يوجد ثمر بعد عشرات السنين هذا لأن الإنسان لم يكوّن علاقة بالله
لأن الأغلبية لم يحزموا أمرهم لأنهم لم يروا الحقيقة لأنهم لم يطلبوا النور
فدور الكنيسة ليس أنها تلد من الله بالفعل .. فهذا دوري مع الإنسان. وليس دور الكنيسة أن تلد من الروح هكذا لمجرد نزولكم في ماء وحضوركم قداس .. فهذا ليس فيه موت .. غير أن مِن الثمر تُعرف الشجرة .. فلتمتحنوا النتيجة .. والكنيسة لن تسير لكم الطريق الكرب.
فيوحنا المعمدان .. عندما سألوه طالما "أنت لست ايليا ولا النبي فلماذا تعمد؟" ... فقال لهم: "أنا أُعمد بالماء .. ماء التوبة" .. وكان يقصد شيئان :
فمفهوم العماد كان مازال كالختان
قدس لي كل فاتح رحم ... أي خصص لي
أي اعتقدوا أن يوحنا يريد أن يُعمِّد الناس أي يكون الناس مُخصصين له .. إلا أنه قال "أنا أعمدكم بماء للتوبة" .. أي دوري فقط مساعده للتهيئة .. وكان رمز للولادة من الماء أي التنقية والعودة لصورة آدم ... أي تصطبغوا بالصورة النقية
فدور الكنيسة فقط أن تشجع وتُساعد للرجوع لله . لكن لا تقدر أن تصبغ الإنسان بالروح .. فهذا دور الله وحده .. وتجاوب الإنسان مع روح الله بالجهاد ... بالتغرب عن هذه الكرمة .... فمكتوب "الله روح .. والذين يريدون أن يسجدوا فبالروح والحق" وكما قال بولس ابني "الله الذي اعبده بروحي"
وهذا ما كان يوحنا يريد أن يُشير إليه
فمن له العروس هو العريس أي العريس هو وحده الذي له حق ملكيه نفس العروس
فالقضية ليس حلال أو حرام ... بل أبعد ما يكون عن هذا الأمر .. بل هو طبيعة مفقودة تحتاج لتضحيات ... وإماتة وصلب.
فالذي مازال يطلب أو يشتهي وفي جوع لطعام أو شبع عاطفي أو لجسد آخر يُشبع حاسة اللمس .. والذي مازال يقول "أنا لا افعل شيء خطأ" هو لم تنفتح عيناه و مازال بالجسد وليس في الروح أي لم يتغرب عن كرمة الجسد .. وإلا لكان الله كل شبعه ووجد فيه كل احتياجه
وهكذا عاش كل القديسين وهذا هو سر هروب القديسين في المغاير وشقوق الأرض وتركهم لكل شيء من مجد وطعام وبشر لأنهم صاروا في الروح ... فوجدوا في الله كل شبع لكل كيانهم وهي الخليقة الجديدة التي هي في الخليقة المفقودة .. التي فقدها الإنسان بكامل إرادته وصار في حماقة كاملة لأنه كان في طبيعة .. لن يعوزه أي شيء خارج الله
فعندما قلت "ليس بالخبز.. وحده.. يحيا الإنسان .. بل بكل كلمة تخرج من فم الله .. تُحيي الإنسان" .. فكنت أتكلم عن المرحلة التي ينتقل فيها الإنسان الجسدي من الطبيعة التي تحتاج وتعتمد على الشبع المادي والخبز المادي للطبيعة الروحية التي تحيا بالله .. وهذه هي البصخة والعبور ..Passover
Pass through
وعندما قلت "ليس الخبز وحده" .. كنت أقصد بكلمه "وحده" أي مازال الإنسان يحيا بالجسد وبدأ يعبر ليحيا بالله الروح ... فكنت أتكلم عن مرحلة الانتقال من الاستيطان في الجسد [وهي الطبيعة العتيقة] إلى مرحلة الروح.. وهي الاستيطان في الله الروح .. وهي الخليقة الجديدة المفقودة التي فقدها آدم وكل البشرية
فالآن .. ما فائدة أي وعظ بعد ذلك لن يساعدكم للعودة إلى صورة آدم وهو الهدف الذي خلقتم من أجله ؟
مثل إنسان يريد أن يبنى برج وأرسل إليه الملك رسائل بها مواصفات البرج:
ما فائدة أجزاء في الرسالة تحكى عن ما سيحدث بعد آلاف السنين في هذا المكان؟ وما البنيان الذي سيعود على الشخص من هذه المعلومات التاريخية طالما لا تخدم الهدف؟ هكذا الآن : كثيرون من الرعاة والوعاظ يتكلمون عن الكتاب كأنه قصص تاريخ ولم يعرفوا عمق كل كلمة .. وأن كل كلمة تحيي الإنسان، وهذا لو عاش الإنسان هذه الكلمة وهذا لو أدرك كل أعماقها، وهذا يكون بالروح، وأدرك أن كل كلمة هي خريطة للرجوع للصورة التي فقدها.
فالطريق الكرب هو الطريق من أرض فرعون إلى كنعان خطواته كثيرة .. هو طريق التغرب من سجن العبودية [وهو الطبيعة التي صارت مستوطنه في جسد تعتمد على شبع الجسدي ومادي وبشري] ...... لرجوعها للطبيعة التي كان عليها آدم الذي خلقه الله.
وهي طبيعة الإنسان الروحي الذي يعتمد شبعه على الله الروح ويجد في الله كل شبع ... وهي الطبيعة والحياة التي ستكونون عليها في السماء للأبد .. وهي الهدف الذي خلقتم من أجله ... وهذا بإفناء الإنسان العتيق كدفن البذرة.
هل حزمت أمرك .. إلى أين تريد أن تصل؟!
كم خطوة مشيتها؟ وتعتقد: كم خطوة باقية للوصول لتلك الصورة عينها ... فهل أنا هدفك ؟ فليمتحن كل إنسان نفسه ... إلى أين وصل ...
فهناك من يطلبني أنا لأكون أنا وحدي إلهه.. وهناك مَنْ يريد أن يكون الله وسيله لتلبيه كل احتياجاته الأرضية... بذلك يريد الله أن يكون عبد.. كما هو مكتوب "إن كان لنا رجاء في المسيح هذا العالم لصرنا أشقى جميع الناس".
المرأة الشونمية التي تعني "ضعف الراحة" رفضت عصا اليشع وعصابته.. قالت له "أريدك أنت وليس عصاتك"2مل 4
فلا تفكروا كما فكر بطرس وقال لي "ها نحن تركنا كل شيء وتبعناك ... فماذا يكون لنا؟!" أي كان يريد أن يسأل عن الأجر وليس أن يسأل عني، ولم يكن يدرك في هذا الوقت إني أنا وحدي الغنى الكامل، والكرمة التي لا يحتاج خارجها أي شيء..
لهذا مكتوب "اقتسموا لباسي بينهم وعلى لباسي ألقوا قرعة" ... فكثير من الخدام اقتسموا لباسي أي شكلي الخارجي فقط، ولم يقتسموني أي لم أكن أنا هدفهم الذي يسعوا له أي يشبعوا مني أنا وحدي.. ويلقون قرعة على مَنْ يخدم ومَنْ لا يخدم
قال السيد المسيح: كثيرون عاشوا وماتوا ولم يحسبوا حساب النفقة هذه .. هم حسبوا نفقتهم هم ومصلحتهم .. ومستعدون أن يسيروا معي بفكر بطرس الذي قال "ماذا يكون لنا".
كما كان فكر موسى أيضاً .. أن الأرض صارت هدف .. وأنا صرت وسيلة لهذا الهدف .. صار هدفهم دخول السماء فقط.
كثيرون لم يسألوا لماذا لم يصل الناس لتلك الصورة؟ ... لم يعرفوا المرض.. فلم يأخذوا العلاج.
لماذا لم يتغير الناس كما تغير موسى الأسود
لماذا لم يعرفوا المرض؟! لم يسألوا.... ولماذا لم يسألوا؟! وحتى الذين عرفوا : لماذا لم يبدءوا؟ لأن الناس تحب نفسها.. ومَنْ يحب نفسه يهلكها
الذي يحب نفسه يرفض التضحيات ، فكيف سيقبل الموت..؟!
فصارت البشرية عمياء وكالمجنون
فأنا لم أقل لبطرس "اذهب عني لأنك تعبد الشيطان" بل قلت له "اذهب يا شيطان" .. فكثيرون لم يُدركوا أنهم ينمون في رئيس العالم حتى صاروا صورة له
لهذا رفض بطرس في أول الأمر أن يستشهد على اسمي وهرب
فالبذرة لو لم تموت ووُضِعت تحت شلالات [تسبحه يومية وخدمة] لن تكون شجرة. فهناك فرق كبير بين الغذاء والعلاج
ما هو العهد الجديد وما هو العهد القديم في اعتقادك؟!
رسالة العبرانيين هي لمن يعبر من عهد قديم لعهد جديد في حياته
كثيرون يعرفون أن طبيعة الله لا تقبل الخطأ أو التغيير
فهل سألت نفسك لماذا وضع الله السبت لا يعمل فيه الإنسان شيئاً ثم لماذا جئت في العهد الجديد ونقضت هذا الطقس وصنعت أغلب المعجزات يوم السبت؟! وسمحت التلاميذ يقطفون السنابل، وفتحت عيني الأعمى، وشفيت المفلوج والمستسقي والمنحنية، وذو اليد اليمنى اليابسة، وحماة سمعان!!
كنت أريد أن أشير لحالتين يصير فيهما الإنسان : قبل النور وهو عهد قديم .. بطبيعتكم المنفصلة عن كرمتي، و عهد جديد.
ففي العهد القديم وأنتم في عبودية فرعون ومائتين بدون حياة لا يمكن أن أطالبكم ببناء برج أو أن تحبوا أعدائكم لأن الناموس روحي وكل ثماره روح وصورتي ومثالي تحتاج لنمو كامل في الروح ويصير الإنسان قوياً يستطيع أن يحارب لكنكم الآن مولودين موتى في عهد قديم.
فأنا لم أتغير ولكن لا أقدر أن ألزم إنسان في عهد قديم بشيء، فالعهد القديم حالة وليس تاريخ، وجئت لأني أريد أن تعيشوا في عهد جديد لا يوجد فيه فرائض ولا وسيط مثل العهد القديم الذي كان الإنسان فيه في عداوة وكان يحتاج لكهنوت وذبائح ووسيط.
فمكتوب "لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت ويعتق أولئك الذين كانت كل حياتهم تحت العبودية" (عب2)
ولو كان يشوع أدخل الشعب للراحة [الراحة الحقيقية] وليست الراحة الشكلية لما تكلم الله بعد ذلك عن موعد جديد للدخول، إذاً مازالت الراحة الحقيقية قائمة باقية ومتاحة كما استراح الله بعد أعماله ، يجد راحة أيضاً عندما نعود إليه (عب5).
فأنت لا تنسى أن طبيعتك الآن صارت كالفجوات الجائعة جداً ويوجد داخلك فجوة الجسد [بما فيه القلب والمشاعر] والعقل بخلاف فجوة الروح وهي الجزء الأساسي فلو امتلأ قلبك أو عقلك بأي شيء من هذا العالم غيري ستكون بهذا قد أدخلت شيئاً غريباً في بيتي وفي هيكلي .. فأولاً أنت طردتني من بيتي ورفضت دخولي أنا مع أن نفسك ليست من حقك بل هي وكالة قد أوكلتك عليها هو بيتي وهيكلي، ثانياً... ستخسر وجودك فيَّ وشبعك مني وستكون قد خرَّبت بيتي كما دخلت الهيكل قديماً ووجدت الغنم والبقر والصيارفة الذي كان يرمز لنفس إنسان اهتم بالجسد وبالعالم وبالمال ، لهذا طردت أنا الغنم والبقر و قلت "بيتي بيت صلاة يُدعى فكيف تجعلونه مغارة لصوص"، ثالثاً .. أنت ستخسر بهذا كل شيء لأنك عبدت الجسد والعالم ورفضت عبادتي ولم تمتلئ مني وسرقت حق إلهك ، فلم تستحق دخول بيتي ...
ولكن لو أردت أن تحقق الهدف الذي أنت من أجله موجود ..عليك أن تبدأ في عبادتي وهذا بتوقفك عن عبادة أي شيء آخر بعدم طاعتك أي شيء آخر .. فأنت الآن وُلِدتَ كالبذرة المائتة التي لا يمكن أن تتصل بمصدر الحياة وهي في الحالة الطبيعية خارج الأرض بل لابد أول خطوة من خطوات الطريق للحياة هو أن تُدفَن البذرة أولاً فحينئذٍ يبدأ يعمل فيها الماء الحيّ وأول شيء أنه سيهبها الجذر الذي يبدأ يخرج من هذا الكائن [البذرة] الذي كان مائتاً. فهذا الجذر الذي يُخلَق للبذرة المائتة بطريقة إعجازية الذي يُوجد بواسطة الماء مصدر الحياة هو بمثابة هبة الروح التي أوجدها أنا فيكم عندما تصلبون جسدكم وذاتكم كالبذرة التي تُدفَن ، فالماء الحيّ الذي نزل في الأرض هو رمز لتجسدي أنا لأعلِّمكم الطريق للحياة والطريق للحرية من العبودية أي الطريق للخلاص ، فمَن نزل ودُفِنَ مثلي كما علَّمته أنا مثلما تنزل البذرة في الأرض وتُدفَن تحت الأرض لأنها رأت الماء الحيّ دُفِنَ ونزل تحت الأرض ينتظرها ، فمَن فعل هذا ومات بشِبه موتي يقوم كما قمت أنا ، فأنا أولاً سأهبه الروح التي تجعله يشعر بي ويبدأ يكوِّن علاقة معي كما يَهِب الماء البذرة المائتة الجذر ، لهذا أوصيتكم "تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو" (لو12: 27) وبهذا الروح فقط تستطيعوا أن تتصلوا بي فإنه هو الوسيلة الوحيدة لاتصالكم بي كالجذر الذي هو الوسيلة الوحيدة الذي به يتم اتصال البذرة المائتة بمصدر حياتها فتبدأ الحياة فيها ، فهذه هي فكرة الوسيط الذي بدونه لا يتم اتصال شيئان كانا بالطبيعة متضادان لهذا عندما تغيرت طبيعة الإنسان وصارت البشرية كلها مستعبدة ، فصرتم أعداء لي ، لأنكم خُلِقتُم بطبيعة العضو لأن كان كل هدفي من خلق الإنسان أن يصير عضواً فيَّ وأصير أنا العقل والرأس التي تسوقه ومصدر الحياة الذي يحيا به على الدوام لهذا خلقت الإنسان بطبيعة العضو الذي يحتاج إلى رأس تسوقه وكيان يحيا به وهذه هي الحياة التي ستكون طوال الأبدية ، فمن اختار وقَبل هذا الهدف أي قَبِلَ أن يعيش هذه الحياة وهي أن يصير عضواً فيَّ مثل أي عضو في الجسد لكي يحيا ويتحرك ويُوجد بي... فكان عليه أن يسألني لكي يعرف شروط عضويته فيَّ وهذا هو الهدف الوحيد الذي كان عليك وعلى كل إنسان في هذا العالم أن ينشغل به فقط وهو معرفة الهدف الذي خُلِقَ من أجله ومعرفة خطوات الطريق العملية التي تؤدي لتحقيق هذا الهدف. وهذا ما هو مكتوب "قدموا أجسادكم ذبيحة حية بعبادتكم العقلية" (رو12: 1) أي بالانشغال الكامل من كل القلب ومن كل الفكر وبالأحرى جداً من كل قدرتك للوصول لهذا الهدف.. لأني لم أخلق الإنسان إلا لهذا الهدف فلماذا وكيف لا يكون شغلكم الشاغل في الوصول إلى هذا الهدف؟!!! فماذا تعتقدون إلى أين ستصلوا لو لم تنشغلوا بهذا الهدف وتعرفوا أيضاً الشروط التي تصل بكم لهذا الهدف لأنه مكتوب "ما هي نهاية الذين لا يطيعون إنجيل المسيح" (1بط4: 17) أي كان عليكم أن تفهموا كل كلمة مكتوبة في الكتاب لأن كل كلمة تخرج من فمي تُحيي الإنسان ، فهي خطوة في الطريق بل هي النور الذي بدونه لا يمكنكم أن تروا الطريق، فمكتوب "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" (مز119: 105) غير أنه مكتوب أيضاً "إن كان إنجيلنا مكتوماً فهو مكتوماً في الهالكين بسبب إله هذا الدهر الذي أعمى أذهان غير المؤمنين" (2كو4: 3).
إذن عليكم أن تسألوا كما قد أخبرتكم "قفوا على الطريق وانظروا لتعرفوا ما هو الطريق الصالح لتسيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم" (أرميا6: 16) ... فهذا هو الجهاد حتى الدم والجهاد القانوني الذي أوصيتكم أن تُتَمِّمُوه وهو شروط الوصول إليَّ وهو أن تعيشوا كل كلمة في الإنجيل كما هو مكتوب "فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح" (في1: 27) وهو أن تجاهدوا وتسلكوا كما سلكت أنا كما هو مكتوب "كما سلك ذاك ينبغي أن نسلك نحن أيضاً" (1يو2: 6)، فلا يستطيع أحد أن يضع أساساً آخر إلا الذي وضع وهو حياتي وجهادي العملي الذي أريتكم إياه (1كو3: 11) فمن لم يجاهد كما جاهدت أنا لن يصل لهذا الهدف أبداً بل ولا توجد طريقة أخرى للوصول لصورتي ومثالي إلا بالجهاد الذي جاهدته أنا ..............
.........................................................................................................أكمل قراءة المعجزة......>
ملحوظة هامة:-
تم كتابة المعجزة بضمير المتكلم (أنا) وذلك
لسهولة متابعة أحداث المعجزة وعمل الله في حياة هذا الإنسان ، ولكن هذا الموقع وما
به من بيانات لم نذكر الأسماء الحقيقية للأشخاص الذين بها ، وذلك حرصاً على
الخصوصية وبناءاً على طلب صاحب المعجزة حيث أنه وافق بعد إلحاح على نشر المعجزة
وبعد التعهد بعدم نشر أي صورة واضحة تدل على شخصيته وبعد أن راجع الصور وعملية
إخفاء ملامح وجهه بنفسه لكي يتأكد. وقد وافق على مضض لأن الصور دليل حيِّ ملموس على
حدوث المعجزة وبغرض أن يتعزى مَن هم في صليب ويتشجَّع ويغير كل إنسان يقرأ هذه
المعجزة لأن الله واقف على الباب ويقرع منتظر أن يتجاوب معه الإنسان حتى يبدأ أن
يتمم له قصة خلاص. ; كما علمت أسرة الموقع أن صاحب المعجزة سمح الرب أن يتم تصويره
فيديو قبل وبعد المعجزة ، وسوف نحاول الحصول على هذا الشريط ووضعه في هذا الموقع
لمشاهدة عمل الله العجيب في حياة إنسان مثلنا ويتقوِّى إيماننا
الرب يعطينا أن نركِّز في الهدف الذي من أجله جئنا إلى هذه الحياة وأن نسعى أن نحقق
هدف الله من خلقتنا في هذه الحياة قبل فوات الأوان..
أسرة الموقع
الطريق إلى الحياة
الصفحة رقم (1) | (2) | (3) | (4) | (5) | (6) | (7)
23/9/2012
الصفحة الرئيسية | المعجزة | رسالة هامة | رسالة الدينونة | أسئلة هامة | قاعة الصور | ألبوم الصور | مشاهدة المقدمة فلاش |
إنزال محتويات الموقع | مساعدة في عرض الصور والموسيقى بالفلاش | عظة روحية